في ظل مخاوف من احتمال الانزلاق باتجاه المزيد من سياسات التشدد الداخلية والخارجية، نصّب المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، الأصولي المحافظ إبراهيم رئيسي، رسمياً رئيساً للجمهورية، وسط توقعات مراقبين بأن تكون حكومته "جهادية وحكيمة وشجاعة" بكل الاتجاهات.وبعد مصادقته على نقل السلطة التنفيذية من سلفه المعتدل حسن روحاني إليه، دعا المرشد رئيسي إلى تسريع تشكيل الحكومة وتقديمها للبرلمان، الذي من المقرر أن يحلف اليمين أمامه غداً قبل مباشرة عمله، مؤكداً أن "الظروف لا تقتضي التأخير في تأليف الحكومة".
وأشار إلى أن "تحركات العدو اليوم تتركز على التحركات الإعلامية والدعائية أكثر من الأمنية والاقتصادية"، مطالباً بتعزيز العمل الإعلامي الإيراني وتقويته في مواجهة "الأعداء".من جهته، شدد رئيسي على أنه سيعمل على رفع "العقوبات الأميركية الغاشمة"، متعهداً بتحسين الأوضاع المعيشية التي تدهورت منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 2018 وإعادته فرض العقوبات على طهران.وتجاهل رئيسي، الذي يواجه شخصياً عقوبات أميركية بسبب مزاعم عن انتهاك حقوق الإنسان خلال عمله قاضياً، التشاؤم بشأن إمكانية إحياء الاتفاق النووي وتصاعد موجة انتقادات دولية تشير بأصابع الاتهام إلى إيران بالوقوف وراء اعتداء مميت استهدف ناقلة نفط مملوكة لشركة إسرائيلية قبالة عمان.
ولم يشِر رئيسي إلى موقفه من مفاوضات فيينا غير المباشرة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات، والتي لم يحدد موعد استئنافها بعد توقفها أواخر يونيو الماضي. وفي وقت تسعى أطراف إقليمية لفتح قنوات دبلوماسية تساعد في حلحلة الخلافات بين طهران والقوى الإقليمية والغربية، عقد رئيسي اجتماعين منفصلين مع وزيرَي خارجية قطر محمد عبدالرحمن وسلطنة عمان بدر البوسعيدي في طهران بعد حضورهما مراسم التنصيب.وفي تطور تزامن مع التنصيب وحشد إسرائيل لرد جماعي أو منفرد على مهاجمة سفينتها مقابل سواحل سلطنة عمان، أظهرت بيانات بحرية أمس أن ٤ سفن خرجت عن السيطرة مقابل ميناء الفجيرة الإماراتي.وأرسلت سفينتان قبالة ميناء الفجيرة تحذيرات مفادها أنهما فقدتا السيطرة على توجيههما في ظل ظروف غامضة، في حين دعا موقع عمليات التجارة البريطاني السفن إلى توخي الحذر الشديد بعد تقارير إيرانية محسوبة على الحرس الثوري عن ارتطام ناقلة مواد كيماوية ترفع علم سنغافورة بلغم بحري قبالة الإمارات.في هذه الأثناء، وصف المتحدث باسم "الخارجية" الإسرائيلية ليئور هايات قرار الاتحاد الأوروبي إرسال ممثل "رفيع المستوى" للمشاركة في مراسم تنصيب رئيسي، بأنه "أمرٌ محير ويظهر سوء تقدير"، معتبراً أنه "يضفي شرعية على الهجوم الإيراني".وتعقيباً على تعهد الولايات المتحدة بـ "رد جماعي" مع حلفائها ضد إيران المتهمة بالتخطيط للهجوم على الناقلة الذي تسبب في مقتل حارس بريطاني ومواطن روماني، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أن "زمن الجلوس بكل راحة في طهران وإشعال الشرق الأوسط بأسره من هناك انتهى".وقال بينيت، خلال تفقده مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية: "نعمل على حشد العالم، لكن في موازاة ذلك نعلم كيف نعمل بمفردنا"، لافتاً إلى أن "إيران تدرك ما هو الثمن الذي نجبيه عندما يهدد أحد أمننا".وفي تطور موازٍ، أفاد موقع "مارين ترافيك" المختص بمراقبة السفن بفقدان الاتصال بناقلة ترفع علم سنغافورة قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي بعد حادث غير مرتبط بالقرصنة أمس، في وقت دعا موقع عمليات التجارة البريطاني السفن في المنطقة إلى توخي الحذر الشديد بعد تقارير عن تعرض السفينة لهجوم.