أفغانستان: حرب شوارع في لشكركاه والجيش يدعو المدنيين لإخلائها
على وقع حرب الشوارع والمواجهات العنيفة المستمرّة منذ أيام، حضّ الجيش الأفغاني، أمس، المدنيين على إخلاء لشكركاه، تمهيداً لشن هجوم مضاد على متمردي «طالبان»، الذين يحاولون منذ أيام السيطرة على تلك المدينة، وهي عاصمة ولاية هلمند الرئيسية في جنوب البلاد.وقال الجنرال سامي سادات، القائد العسكري الأعلى رتبة في جنوب البلاد، لسكان المدينة: «نطلب منكم أن تغادروا منازلكم في أسرع وقت. سنواجه متمردي طالبان ونقاتلهم بقوة، ولن نترك أي عنصر منهم على قيد الحياة».ويأتي نداء الجيش بعد وقت قصير من إحصاء بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، أمس، مقتل 40 مدنياً على الأقل وإصابة 118 آخرين، خلال معارك لشكركاه، حيث يقيم 200 ألف نسمة.
وقال أحد السكان إن «طرفي القتال يتواجهان من شارع الى آخر، والطيران الأفغاني يقصف تقريباً كل دقيقة»، مضيفاً «إنه اليوم الرابع من معارك شرسة داخل المدينة. بعض السكان غادر... لكن كثيرين ما زالوا محتجزين فيها». وأوضح أن «مقاتلي طالبان في كل مكان على دراجات نارية»، مؤكداً أن «القوات الأفغانية تقصف منازل يختبئون فيها». وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية شنّ سلاح الجو الأميركي غارات في لشكركاه. ومن شأن خسارة السيطرة على تلك المدينة أن تشكل ضربة كبرى، استراتيجية ومعنوية، للحكومة.وفي هيرات، تمكنت القوات الحكومية من صدّ المتمردين من أنحاء عدّة في المدينة، بما في ذلك محيط المطار، الذي يُعدّ بمثابة شريان حيوي لإيصال الإمدادات.وهتف مئات السكان «الله أكبر»، من على أسطح منازلهم، بعدما تمكنت القوات الحكومية من صدّ هجوم للمتمردين.وأفاد المتحدث باسم حاكم هيرات، جيلاني فرهاد، بأن الولايات المتحدة شنّت غارات ليلاً في المدينة.في هذه الأثناء، اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا «طالبان بقتل عشرات المدنيين في عمليات قتل ثأرية، يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب»، في بلدة سبين بولداك الجنوبية بولاية قندهار الواقعة على الحدود مع باكستان.