يواصل عناصر فرق الإطفاء في اليونان الخميس التصدي لحريقين ضخمين في غرب البلاد وشرقها، في أوليمبيا وجزيرة إيفيا، حيث أتت ألسنة اللهب على غابات الصنوبر.

في كوركولوي، إحدى قرى إيفيا الـ15 التي تم إخلاؤها احترازياً، غطى دخان أصفر كثيف قمة الجبل فيما واصلت الطائرات والمروحيات القاذفة للماء بلا كلل معركتها ضد الحريق، بحسب مراسلين في وكالة فرانس برس.

Ad

تجتاح اليونان منذ أسبوع، عشرات الحرائق بتأثير «أسوأ موجة قيظ» منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وفقاً لرئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس، مع درجات حرارة تتأرجح بين 40 و45 درجة مئوية.

وقال نائب وزير الحماية المدنية اليوناني نيكوس هاردالياس مساء الأربعاء «نحن نبذل جهوداً جبارة على جبهات عدة».

يواصل رجال الإطفاء مكافحة الحريق الذي اندلع الثلاثاء عند مداخل أثينا ودمّر قرابة 1250 هكتاراً من غابات الصنوبر، وتسبب تجدده المثير للقلق في إخلاء قريتين، وفقاً لتلفزيون «إي آر تي» العام.

وكما حصل الثلاثاء، انتشرت سحب من الدخان الكثيف في العاصمة بعد ظهر الخميس حيث تدهورت نوعية الهواء بشدة، وفقاً للمرصد الوطني في أثينا.

وفتح المدعي العام الخميس تحقيقاً أولياً لمعرفة سبب اندلاع هذا الحريق عند سفح جبل بارنيس، خصوصاً بعد نشر شهادات تؤكد أن الحريق بدأ جراء انفجار مصنع تابع لشركة الكهرباء الوطنية.

كذلك، أرسلت العديد من الفرق إلى منطقة قرب قرية أوليمبيا القديمة، بهدف حماية الموقع الأثري حيث أقيمت الألعاب الأولمبية الأولى في العصور القديمة، في غرب شبه جزيرة بيلوبونيز.

وبعد إحراق نحو عشرين منزلاً تتجه النيران الآن نحو منطقة لالا وهي منطقة غابات جبلية تقع في شمال شرق الموقع القديم، كما قال المحافظ نيكتاريوس فارماكيس صباح الخميس في مقابلة مع وكالة الأنباء اليونانية (انا).

وشدد رئيس الوزراء الخميس على «ضرورة إجراء دراسات في أسرع وقت ممكن لتجنب حدوث كوارث جديدة».

وتم إخلاء قرية أوليمبيا القديمة التي عادة ما تكون مزدحمة بالسياح في هذا الوقت من العام، بالإضافة إلى ست مدن أخرى مجاورة أخليت من سكانها في اليوم السابق.

وأعلنت خدمات الإطفاء أن أكثر من 170 من عناصرها، بمساندة حوالي خمسين آلية وست مروحيات وطائرات قاذفة للماء، كانوا يكافحون ألسنة النيران صباح الخميس.

كذلك، انتشرت قوة مماثلة في جزيرة أيفيا، الواقعة على مسافة 200 كيلومتر شرق أثينا التي كانت مسرحاً لحريق شديد وخارج عن السيطرة، أتى على منطقة جبلية مليئة بالأشجار، جفت بفعل الحرارة.

ومن أجل مكافحة النيران، كان من المقرر أن يصل حوالي 500 إطفائي تؤازرهم 40 طائرة ومروحية قاذفة للماء، وفقاً لقائد القوات المسلحة كونستانتينوس فلوروس.

بعد قبرص والسويد، أعلن الأمن المدني الفرنسي مغادرة 40 من عمال الإنقاذ والإطفائيين بالإضافة إلى ثمانية أطنان من المعدات، ومن المقرر أن تصل مساء الخميس إلى أيفيا.

وقد أتت النيران على مئات المنازل في الجزيرة بالإضافة إلى أكثر من 25 ألف هكتار من غابات الصنوبر.

وقال يانيس تسابورنيوتيس رئيس بلدية مانتودي، وهي قرية في إيفيا، أن النيران الشديدة تتطور على أربع جبهات، تتحرّك إحداها بشكل لا يمكن السيطرة عليه غرب دير القديس داود، الذي تم إجلاء الرهبان منه بالقوة الأربعاء.

واشتدت الرياح صباح الخميس، بينما كانت المروحيات تكافح للتحليق فوق مناطق الحرائق، نظراً للرؤية المحدودة جراء الدخان الكثيف، وفقاً لوكالة الأنباء اليونانية.

وقال عناصر الإطفاء صباح الخميس إنهم استجابوا لـ 92 حريق غابات خلال الـ24 ساعة الماضية، من إجمالي 118 أحصاها مساء الأربعاء نائب وزير الحماية المدنية، نيكوس هاردالياس.

وصرح وزير الحماية المدنية ميخاليس خريسوخيدس لمحطة «إي آر تي» الخميس «سنقاتل على كل الجبهات طوال اليوم، الظروف صعبة وغير عادية».

واندلع حريق آخر في ميسينيا، جنوب بيلوبونيز، حيث تم إخلاء ست بلدات كإجراء احترازي، بحسب فرق الإطفاء.