«طالبان» تتوسع غرب أفغانستان... وروسيا تناور شمالها

باكستان: حكومة كابول تُقدمنا كبش فداء وتحمّلنا مسؤولية إخفاقاتها

نشر في 06-08-2021
آخر تحديث 06-08-2021 | 00:05
مقاتلون مؤيدون لإسماعيل خان في هيرات أمس (اي بي ايه)
مقاتلون مؤيدون لإسماعيل خان في هيرات أمس (اي بي ايه)
واصلت حركة "طالبان" توسعها غرب أفغانستان، مع سيطرتها أمس على مقر مديرية كُنْغ بولاية نيمروز، في قت أطلقت روسيا تدريبات عسكرية مشتركة مع أوزبكستان وطاجيكستان على حدودها الشمالية.

وكثفت "طالبان" من حملتها ضد الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، منذ أبريل الماضي، مع قرب إتمام القوات الأجنبية لانسحابها بعد 20 عاماً من الحرب. واحتدمت المعارك على نحو خاص، حول إقليم هيرات قرب الحدود الغربية مع إيران ولشكركاه، عاصمة اقليم هلمند وقندهار في الجنوب.

ومع دخول الاشتباكات في هيرات يومها التاسع، قال حاكم الإقليم عبدالصبور قاني، إن قوات الأمن صدت ما لا يقل عن 7 هجمات شنتها "طالبان" على المدينة، مساء أمس الأول، موضحاً أن "سلاح الجو شن أيضاً غارات قتل فيها أكثر من 100 من طالبان وأصيب العشرات. وإن قائد شرطة المنطقة رقم 10 واثنين من أفراد قوات الأمن قتلوا في الاشتباكات".

من ناحية أخرى، قال محمد إسماعيل خان، زعيم المجاهدين السابق الذي يقود حاليا القتال ضد "طالبان" في هيرات، بجانب العشرات من أفراد قوات المقاومة العامة، إن "الحرب التي تشهدها المدينة تتم بقيادة باكستان".

وحضّ سكان هيرات على الوقوف في وجه "عدوان باكستان الواضح"، مضيفا: "أود أن أوضح أن الحرب في هيرات هي حرب بين باكستان وأفغانستان".

وقال: "هذه ليست حرب طالبان، وطالبان هي مجرد أداة. لا يجب على الشعب الأفغاني أن يقبل بهيمنة باكستان، مثلما رفض هيمنة الولايات المتحدة وروسيا وغيرها من القوى العظمى".

وفي ختام محادثاته، التي استمرت أسبوعاً، مع مسؤولين أميركيين في واشنطن، بمن فيهم نظيره جيك سوليفان، قال مستشار الأمن القومي الباكستاني مؤيد يوسف، إن "الحكومة الأفغانية الشرعية تقدم باكستان كبش فداء، وتلقي بلائمة إخفاقها على باكستان".

وأضاف يوسف إن "الخطاب الفج الذي تتبناه الحكومة الأفغانية يجعل العلاقات الطيبة بين الجارتين مستحيلة في الوقت الحالي"، متابعاً: "بدأنا نرى جهوداً واعية ومتعمدة من قبل الحكومة الأفغانية لتقديم باكستان ككبش فداء".

وأشار يوسف إلى أن أفغانستان تريد أن "تلقي بلائمة إخفاقاتها على باكستان"، مقراً بأن نفوذ الدول الأخرى للضغط على "طالبان" من أجل التوصل إلى حل سياسي "يتلاشى سريعاً".

وقال إن الحل الوحيد في أفغانستان "يجب أن يكون سياسياً"، مؤكداً: "لن نقبل الاستيلاء بالقوة"، في إشارة واضحة إلى اعتداءات "طالبان". وأضاف: "لقد أوضحنا بجلاء أننا مع المجتمع الدولي".

رغم ذلك، وجه يوسف انتقادات حادة إلى حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، وقال: "نريد أن تكون لدينا علاقات جيدة جداً مع الحكومة الأفغانية أيضاً، لكن لسوء الحظ، النقد والخطاب القادمان من هناك يجعلان هذا ضرباً من المستحيل"، مؤكداً أن باكستان لم تعد في وضع يسمح لها بقبول لاجئين أفغان، إذ تستضيف في الوقت الحالي "نحو 3.5 ملايين لاجئ".

وقال إن "السلام في أفغانستان غير قابل للتفاوض بالنسبة إلينا"، مضيفاً: "لسنا مستعدين، تحت أي ظرف من الظروف، لرؤية حالة عدم الاستقرار طويلة الأمد، التي تركت في الماضي تداعياتها على باكستان".

في غضون ذلك، أطلقت روسيا، أمس، تدريبات عسكرية مشتركة مع أوزبكستان وطاجيكستان قرب الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان.

وتطرح روسيا نفسها حاجزا يمنع امتداد هذا النزاع إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث، التي تتقاسم حدودا مع أفغانستان.

وتجري التدريبات في طاجيكستان في ميدان التدريب في خاربمايدون على مسافة 20 كيلومترا فقط من الحدود الأفغانية، ويشارك فيها نحو 2500 عسكري من روسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، حسب ما جاء في بيان صادر عن المنطقة العسكرية المركزية الروسية.

وستستمر التدريبات حتى 10 أغسطس، في حين تجري بشكل مواز مناورات عسكرية أخرى بين روسيا وأوزبكستان بمشاركة 1500 عنصر في ترميز بجنوب أوزبكستان قرب الحدود الأفغانية.

وتقيم روسيا قواعد عسكرية في طاجيكستان وقرغيزستان، أفقر بلدين في آسيا الوسطى. وتتقاسم طاجيكستان البالغ عدد سكانها 9.5 ملايين نسمة مع أفغانستان حدودا تمتد على طول 1300 كيلومتر. وسيطرت "طالبان" في يونيو على المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين.

back to top