انطلقت مساء أمس الأول عملية نقل مركب خوفو (مركب الشمس) الأثرية من داخل متحفها بمنطقة أهرامات الجيزة الأثرية لمكان عرضها الجديد في "المتحف المصري الكبير".وتستغرق عملية نقل مركب خوفو نحو 10 ساعات، حيث يبلغ طول مسار الموكب من موقعه الحالي بجوار الهرم الأكبر حتى "المتحف الكبير" على طريق القاهرة - إسكندرية الصحراوي حوالي ثمانية كيلومترات.
وتتم عملية النقل باستخدام عربة ذكية ذات تحكم عن بعد تم استقدامها خصوصاً من بلجيكا لنقل المركب قطعة واحدة بكامل هيئتها دون تفكيك.وشهدت منطقة الأهرامات استعدادات مكثفة لتأمين موكب نقل "مركب الشمس" إلى المتحف المصري الكبير حيث أغلقت السلطات المصرية جميع الطرق والمحاور المؤدية لخط سير الموكب.وتستهدف عملية النقل الحفاظ على "أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي في التاريخ بهذا الحجم"، حيث ستعرض في "متحف مركب الشمس" بمسطح 1400 متر مربع جرى تجهيزه بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية الخاصة بالعرض المتحفي بالساحة الخارجية حول المتحف الكبير.وجاءت فكرة نقل المركب من منطقة الأهرامات لوجودها في مبنى يفتقر إلى أسلوب العرض المتحفي المتميز، فضلاً عن كون المبنى القديم غير مجهز بوسائل الإتاحة والخدمات التي تسمح باستقبال ذوي القدرات الخاصة.
الملك خوفو
وكان عالم الآثار المهندس كمال الملاخ قد أعلن في 26 مايو 1954 اكتشاف حفرتين لمركب الملك خوفو والذي سمي باسم "مركب الشمس" وعثر عليهما في الجهة الجنوبية للهرم الأكبر.وعمل الملاخ والمرمم أحمد يوسف على اكتشاف وترميم وإعادة تركيب المركب الأولى والتي خرجت إلى النور بعد أن مكثت في باطن الأرض ما يقرب من خمسة آلاف سنة وكانت تعرض في متحف خاص بها بمنطقة آثار الهرم منذ عام 1982.وصنعت مركب خوفو من خشب الأرز الذي كان يتم استيراده من لبنان وعثر عليها محفوظة في حفرة مغطاة بنحو 41 كتلة من الحجر الجيري ومفككة إلى نحو 6500 جزء رتبت مع بعضها البعض بعناية ليتيسر تجميعها ووضعت معها أيضا المجاديف والحبال وجوانب المقاصير والأساطين.الترميم والتركيب
وظل المركب تحت الترميم والتركيب حتى عام 1961 على يد المرمم أحمد يوسف الذي نجح في أن يعيد تجميع مركب خوفو المكتشفة ثم استمرت عمليات الترميم 20 عاما لمعالجة الأضرار الجديدة التي لحقت به حتى تم افتتاح المتحف المخصص لعرض المركب رسميا في السادس من مارس 1982.