غداة تقديم الولايات المتحدة الأميركية وثائق إلى مجلس الأمن الدولي تقول إن الطائرة المسيرة التي هاجمت الناقلة الإسرائيلية «ميرسر ستريت» وتسببت بمقتل اثنين من طاقم التشغيل أحدهما بريطاني والآخر روماني في خليج عمان إيرانية الصنع، رفضت طهران اتهامها بأنها المسؤولة عن الهجوم الدامي، واصفة الأدلة بأنها مزورة، معتبرة أنها جزء من حرب نفسية ضدها.

وحذرت نائبة سفير إيران لدى الأمم المتحدة زهراء إرشادي من أي عمل انتقامي، مؤكدة أن «إيران لن تتردد في الدفاع عن نفسها والحفاظ على مصالحها الوطنية».

Ad

كما انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة بيان «مجموعة السبع الكبار» ومفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بشأن الاعتداء البحري، الذي وقع الخميس قبل الماضي، ووصفه بأنه «لا أساس له من الصحة.

وأكد زادة، رداً على البيان الذي صدر أمس الأول: «إن إيران متعهدة بتأمين مضيق هرمز ومنطقة الخليج الفارسي الاستراتيجية».

وعدّ المتحدث الإيراني الحادث، الذي سبق بأيام قليلة مراسم أداء الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي اليمين الدستورية، في سياق «السيناريوهات المدبرة ضد الجمهورية الإسلامية»، متهماً الدولة العبرية بتدبيرها بغرض شحن الأجواء «وللأسف هناك الكثير من المتلقّين المستعدين لإصدار أحكام واهية وساذجة على أساسها».

في موازاة ذلك، قال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد أبو الفضل شكارجي، أمس: «إذا أردنا مواجهة العدو فإننا نعلنها صراحة مثل مهاجمة القوات الأميركية في قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار غرب العراق».

واتهم شكارجي الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستخدام «استراتيجية تهدف إلى إثارة حالة من انعدام الأمن ومن رُهاب إيران».

وأوضح المسؤول الإيراني، رداً على نتائج التحقيق الأميركي الأولية، التي أعلنت أمس الأول، بشأن الاعتداء المميت: «الأميركيون يقولون إنهم انتشلوا أجزاء من طائرات إيرانية مسيرة من المياه. لكن أي مختبر حدد أن هذا الدليل يخص إيران؟».

وبمواجهة تصاعد الضغوط الدولية، هدد قائد القوة الجوية لـ«الحرس الثوري» العميد أمير علي حاجي زاده، بـ«رد قاس وساحق» على أي تحرك يقوم به «الأعداء».

وحذر من أي محاولة إسرائيلية لشن هجوم عسكري على إيران، وقال «سنقدم بالتأكيد إجابة صعبة، ولن يتمكنوا من ارتكاب مثل هذا الخطأ».

وفي محاولة على ما يبدو لامتصاص الغضب الدولي المتصاعد جراء الهجوم المميت، الذي يعد الأول ضمن ما يعرف بـ«الحرب البحرية الخفية» الدائرة منذ عامين، تحدثت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، عن قيام الدولة العبرية بشن هجمات عدة على منشآت إيران الذرية خلال محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات والمتوقفة حالياً.

في سياق قريب، نقلت شبكة «سي إن إن»، أمس الأول، عن مسؤولين أميركيين القول، إن «الحرس الثوري» «استبدل بهدوء سفينة التجسس سافيز في البحر الأحمر» بعد تعرضها لهجوم بألغام لاصقة في أبريل الماضي.

وأضاف المسؤولان، أن «طهران سحبت السفينة وأحضرت سفينة مماثلة لجمع معلومات استخبارية في الممر المائي الاستراتيجي المهم».

وأكدت الشبكة الأميركية أن سفينة «بهشاد» والمسجلة كسفينة شحن، غادرت ميناء بندر عباس، في أوائل يوليو الماضي، ووصلت وجهتها بعد 9 أيام، فيما عادت «سافيز» برفقة قاطرتين إلى إيران وذلك بعد أن قامت بدوريات لمدة 5 سنوات.

شمخاني يحث «الحشد» على طرد سليم وكامل للقوات الأميركية

رأى الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال استقباله رئيس هيئة «الحشد الشعبي» العراقي فالح الفياض، في طهران، أمس، أن «التنفيذ السليم والكامل» للتشريع الذي أقره البرلمان، في يناير العام الماضي، والذي يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود القوات الأجنبية، سيؤدي إلى تقليل التوترات الأمنية والسياسية في العراق بشكل كبير، فضلا عن أنه سيكون خطوة كبيرة نحو «إرساء مزيد من الاستقرار والأمن في المنطقة».

وأشاد المسؤول الإيراني بدور «الحشد الشعبي»، الذي تُتهم بعض عناصره، المدعومة من طهران، بشن هجمات على القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد «داعش» في العراق.

وجاءت دعوة شمخاني لـ«التطبيق السليم والكامل» لتشريع البرلمان العراقي بعد يومين من تولي الرئيس الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي مقاليد الحكم في طهران، وبعد أقل من شهر على إعلان واشنطن أنها ستنهي بحلول نهاية العام الحالي «مهمّتها القتاليّة» في العراق لتباشر «مرحلة جديدة» من التعاون العسكري مع بغداد.