حوار كيميائي: آن الأوان لإلغاء تطبيق «مسافر» الفاشل
كل دول العالم نجحت في مواجهة وباء كورونا مع حرصها على عدم التضييق على مواطنيها وتحميلهم المزيد من الأعباء، وكثير من الدول آثرت اتخاذ إجراءات خفيفة بحيث لا تؤثر على حياة مواطنيها، وكانت أغلبية الإجراءات تتسم بالسهولة واليسر حرصاً على حياة الناس، إلا نحن في الكويت نبحث عن التعقيد وعن أسوأ الإجراءات، بل نخترع ما لم تفكر فيه أفشل الدول من تعقيدات وسبل تعذيب المواطن، وخير دليل على ذلك إجراءات الحكومة في مواجهة كورونا، وتحديداً تطبيق "مسافر" الفاشل سيئ الصيت، ومع ذلك لم ننجح في مواجهة الوباء، بل نجحنا في تعذيب الناس وقلب حياتهم شقاء لا طائل منه سوى إرضاء الحكومة التي تعيش في برجها العاجي منفصلة عن الواقع وعن عذابات الناس، ولا تقيس ولا تدرس نتائج قراراتها التي غالباً ما تمس حياة الناس في مقتل.لا يوجد دولة في العالم تصر على تطبيق فاشل كـ "مسافر"، يشتكي منه الناس يومياً، ونحن كأعضاء مجلس الأمة تلقينا الكثير من الاتصالات والشكاوى، عن تأخير الأوقات المحددة للمسافرين وعرقلة عودتهم، والبعض تقطعت بهم السبل، ومنهم من لم يستطع أن يذهب إلى زوجته، ومنهم من لم يستطع والداه أو والدته العودة، مما ترتب عليه خسائر كبيرة ونفقات أكثر مما تستطيع الناس تحمله، وكل هذا بسبب تطبيق فاشل يؤكد فشل الحكومة في اتخاذ الإجراءات المناسبة والمسؤولة، وفوق كل هذا المكابرة والعناد من الحكومة ومسؤوليها، وعدم الاستجابة لشكاوى الناس.ورغم ذلك يخرج علينا بعض المسؤولين بالقول إن نسبة الخطأ في التطبيق قليلة، وكأنه يتحدث عن تطبيق لعبة إلكترونية، متناسياً أن هذه "القليلة" تسبب للمواطنين الكثير من الآلام والشقاء، فلا يوجد شيء اسمه نسبة خطأ قليلة في تطبيق ينظم حركة الناس وسفرهم، فإما أن تكون نسبة الخطأ (صفراً في المئة) أو يكون التطبيق فاشلاً كما هو حاله الآن.
قد تفوقت الحكومة في الفشل، وأثبتت قدرتها الكبيرة على سوء التخطيط والمكابرة، وآن الأوان أن تقر بفشل إجراءاتها، وأن تدرك أن جميع دول العالم تسير بخطط صحيحة وعلى بساطتها تؤدي إلى نتائج جيدة، إلا حكومتنا تريد دائماً إعادة اختراع "العجلة"، وابتكار كل ما من شأنه أذية الناس وعرقلة حياتهم... آن الأوان لإلغاء هذا التطبيق الفاشل فوراً، وإعادة النظر في كثير من الإجراءات والقرارات الخاطئة التي لم تؤد إلى أي نتيجة سوى العقاب الجماعي للمواطنين. "Catalyst" مادة حفازة:قرارات خاطئة + إحساس بالمسؤولية = إلغاء "كويت مسافر"