نيجيريا: تحالف جهادي إجرامي يعقّد مكافحة الإرهاب

نشر في 08-08-2021
آخر تحديث 08-08-2021 | 00:00
نيجيريا: تحالف جهادي إجرامي يعقّد مكافحة الإرهاب
نيجيريا: تحالف جهادي إجرامي يعقّد مكافحة الإرهاب
عقّد تقارب تنظيم "داعش" مع العصابات الإجرامية المعروفة باسم "قطاع طرق" في نيجيريا، مهمةَ محاربة الإرهاب، وساعده على التمدد في أكبر بلد إفريقي على حساب جماعة بوكو حرام وتنظيم القاعدة.

وحذّرت مذكرة وجهها رئيس الهجرة محمد بابانديدي إلى الضباط في 23 يوليو الماضي من "حركة كبيرة لقطاع الطرق من زامفارا باتجاه بورنو، بهدف تدريب مكثف من قبل بوكو حرام"، موضحة أنه "بسبب هذه المعلومات، يجب تكثيف المراقبة وجمع المعلومات".

ويخوض "داعش" في ولاية غرب إفريقيا، وحده تقريباً، تمرداً بدأ في 2009 بهجمات لجماعة بوكو حرام، ونجح في مايو بتعزيز سيطرته على المنطقة الشمالية الشرقية، منذ مقتل زعيمها أبوبكر شكوي.

ومع القضاء على شكوي، كثف "داعش" و"قُطّاع الطرق" التعاون، وأفادت المصادر نفسها بأن "شكوي كان عقبة رئيسية، والآن أصبح الطريق مفتوحاً بعد موته".

ووفق مصادر أمنية، فإن "داعش عقَد تحالفات وثيقة مع المجموعات الإجرامية"، التي تنشط شمال غرب نيجيريا ووسطها منذ سنوات وتهاجم القرويين وتنهبهم وتخطفهم وتسرق ماشيتهم وتحرق منازلهم.

وأخفق انتشار الجيش وتوقيع اتفاقات السلام في إنهاء هجمات قطاع الطرق المختبئين بمعسكرات في غابة روغو، التي تمتد في ولايات النيجر وكاتسينا وكادونا وزامفارا.

ومنذ ديسمبر، انتقل قطاع الطرق، المدفوعون بالطمع أولاً، إلى عمليات خطف جماعي لتلاميذ، للحصول على فديات. ومن أجل السلاح، وثّقوا صلاتهم بالجماعات الجهادية، في تحالفات حققت الثراء للجهاديين.

وقال مصدر أمني: "ليس من المستغرب أن ينتقل قطاع الطرق إلى الشمال الشرقي، للاستفادة من تدريب داعش، وبقدر ما تزيد تحالفاتهم معاً يزداد خطر تطرفهم، مما يقلل من إمكانية عقد اتفاقات سلام مع السلطات".

وقبل عامين، حذرت وزارة الدفاع من حدوث تقارب بين "بوكو حرام" والعصابات المنتشرة في زامفارا بقيادة أوالون دوداوا المسؤول عن خطف 300 تلميذ في ديسمبر، والذي كان يعد مصدراً لمد الجماعة بالأسلحة، قبل مقتله في مايو الماضي باشتباكات مع مجموعة منافسة.

وفي حين ذكر مصدر آخر أن مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة، وتسمى اختصاراً "أنصارو"، تتمركز في ولايتي كوجي وكادونا، وتتعاون في أغلب الأحيان مع قطاع الطرق، أكدت مصادر محلية أن "داعش" حافظ منذ عدة سنوات على روابط قوية مع هؤلاء اللصوص في زامفارا، وتمكن من مد نفوذه عبر إقامة معسكرات في غابات هذه الولاية.

وبأمر من "داعش"، انتهك قطاع الطرق عدة اتفاقات مع السلطات، ففي 2018 مثلاً، اغتالوا زعيم مجموعة إجرامية في زامفارا اعتبروه عقبة في طريق توسيع نفوذه، وألغى الزعيم الجديد للمجموعة اتفاقاً مماثلاً بأوامر من التنظيم، وانتقل بعصابته لولاية النيجر المجاورة.

back to top