ودّع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي نادي برشلونة الإسباني الذي أمضى في صفوفه أكثر من 20 عاماً، بالدموع، معترفاً في الوقت ذاته بإمكانية انتقاله إلى باريس سان جرمان الفرنسي رغم أنه لم يوقع مع أي نادٍ حتى الآن.

وعقد ميسي مؤتمراً صحافياً للحديث عن رحيله عن برشلونة ولدى صعوده إلى المنصة وسط تصفيق الحاضرين أجهش بالبكاء. وبعدما تمالك أنفاسه قال في مستهل حديثه: "لم أتصور إطلاقاً الرحيل عن برشلونة لأنني للحقيقة لم افكر في هذا الامر. كنت اريد وداعا مع الجميع على ارضية الملعب".

Ad

وأضاف "هذا العام، كنت انا وعائلتي مقتنعين بأننا سنبقى هنا، في بيتنا، هذا ما كنا نريده اكثر من اي شيء آخر. الرحيل صعب وقاس"، مؤكداً أنه لا يزال "غير مصدق بأني سأترك هذا النادي وتغيير حياتي. انا اعشق هذا النادي. اما الان فيتعين علي الانطلاق من نقطة الصفر. لم اكن مستعدا لهكذا سيناريو بصراحة".

وتابع: "لقد اعطيت كل شيء لهذا النادي من اليوم الاول حتى الاخير. لقد عشت في صفوفه اوقاتا جيدة وأخرى صعبة، لكن الناس هنا اظهروا حبهم تجاهي وهذا سيبقى معي الى الابد".

وعن امكانية انتقاله الى سان جرمان، قال "ثمة امكانية لذلك لكني لم اوقع مع احد. اندية عدة ابدت رغبتها، وبالتالي لا شيء مقفل، لا شيء موصد والامور مفتوحة".

«عقد قياسي»

وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة "لو باريزيان" إلى أن ميسي وسان جرمان قد يتوصلان الى اتفاق، في حين تحدثت صحيفة "ليكيب" عن "عقد قياسي" على مدى ثلاث سنوات مقابل أجر سنوي قدره 40 مليون يورو، وأشارت صحف إسبانية عدة إلى أن ميسي سيحصل على 30 مليون يورو كمقدم عقد لدى توقيعه.

وإذا قدر لميسي الانتقال الى صفوف فريق العاصمة الاسبانية، فإنه سيلعب مجددا الى جانب صديقه البرازيلي نيمار الذي كان ناشد ادارة النادي التعاقد مع النجم الارجنتيني الموسم الفائت، كما يضم النادي زميلي ميسي في المنتخب الوطني انخل دي ماريا ولياندرو باريديس، في حين يشرف مواطنه ماوريسيو يوشيتينو.

وكان عقد ميسي (34 عاما) مع النادي الكتالوني انتهى في 30 يونيو الماضي، وبعدما توصل الى اتفاق مع ناديه على توقيع عقد جديد، لم يتم اعتماده رسميا بسبب عراقيل اقتصادية وهيكلية تتعلق بقوانين الرابطة الاسبانية لكرة القدم.

صعوبات مالية ضخمة

وبذل النادي الكتالوني وبعد الموسم المخيب، حيث اكتفى بإحراز لقب كأس إسبانيا، مجهودات كبيرة من أجل الاحتفاظ بخدمات ميسي لا سيما أن الأخير كان أعلن رغبته في الرحيل صيف عام 2020 قبل ان يعدل عن قراره لأنه لا يريد الدخول بدعوى قضائية مع ناديه. بيد أن الصعوبات المالية الضخمة التي يواجهها برشلونة للبقاء ضمن قانون اللعب النظيف للرابطة الاسبانية حالت دون اتمام الصفقة على الرغم من التضحيات التي قام بها اللاعب الذي كان مستعدا لتقاضي نصف راتبه وتمديد عقده لخمس سنوات اضافية.

وأقرّ رئيس برشلونة جوان لابورتا في مؤتمر صحافي الجمعة بأن تمديد عقد ميسي كان سيشكّل "مخاطر مالية" للنادي الكتالوني الذي يرزح تحت ضائقة مالية، مؤكداً أنه قام "بما هو أفضل لمصلحة" النادي.

وتابع "ينطوي استثمار من الحجم الذي يمثله ليو ميسي على مخاطر معينة كنا مستعدين لتحملها" ولكن "عندما أدركنا بالتفصيل وضع النادي" بعد التدقيق، "لم نرغب في تعريض المؤسسة لمزيد من الخطر".

وكان ميسي الذي نال باكورة ألقابه الدولية عندما قاد الارجنتين الى احراز "كوبا اميركا" بالفوز على البرازيل 1-صفر في المباراة النهائية الشهر الماضي على ملعب ماراكانا، بات اكثر اللاعبين خوضا للمباريات في صفوف برشلونة الموسم الفائت مع 767 متفوقا على صانع الالعاب السابق تشافي وسجل خلالها 672 هدفا ونجح في 305 تمريرات حامسة محرزا 35 لقبا بينها الدوري الاسباني 10 مرات، ودوري ابطال اوروبا 4 مرات، وكأس إسبانيا 7 مرات. اما على الصعيد الشخصي فتوج بالكرة الذهبية ست مرات.