استيقظ المواطنون في اليونان اليوم الأحد على يوم آخر يشبه الجحيم على الأرض في بعض المناطق، وذلك في ظل استمرار حرائق الغابات في أنحاء البلاد.

وقال غيانيس كوتزياس عمدة مدينة استيايا لشبكة سكاي اليونانية «نحن بمفردنا، نهايتنا اقتربت»، وشهدت المدينة الواقعة شمال جزيرة وابية، ثاني أكبر الجزر اليونانية، بعض من أسوأ الحرائق هذا الموسم.

Ad

وتزايدت حدة التوتر في الجزيرة، حيث بدأت جهود الاطفاء الجوي اليوم الأحد فقط العمل، واشتكى الكثيرون من أنه تم تركهم ليواجهوا مصيرهم، ويقاوموا الحرائق التي امتدت لمسافة عدة كيلومترات مربعة، وتحولت بعض الأحيان لجدران من النيران تمتد لمسافة سبعة كيلومترات.

وقال رجل لشبكة سكاي «لقد تركونا نحترق»، مشيراً إلى أن أسطول طائرات مكافحة الحرائق يركز فقط على المنطقة المحيطة بأثينا حتى الآن.

وقال مواطن آخر في وابيه غاضباً إنه أصيب بألم في رقبته بعدما أمضي الخمسة أيام الماضية ينظر للسماء أملاً في العثور على طائرات إطفاء.

ولكن المسؤولين دافعوا عن قراراتهم، وأرجعوا الأمر إلى محدودية الموارد.

وقال أحد رجال الاطفاء «لا نستطيع أن نتواجد في كل مكان، عليك أن تتخيل فقط ما كان ليحدث إذا امتدت الحرائق شمال أثينا إلى منطقة مأهولة بالسكان».

ووردت تقارير تفيد باستقرار الوضع شمال أثينا اليوم، حيث تمكن رجال الإطفاء من إخماد بعض من الحرائق الأصغر، وفقاً لما قاله مسؤول للشبكة الحكومية.

ويشار إلى أن هذه أول مرة خلال فترة رئاسة كيرياكوس ميتسوتاكيس للوزراء المستمرة منذ عامين يتعرض فيها لانتقادات قوية في الصحف الرئيسية في البلاد.

وكتبت صحيفة تو فيما، التي عادة ما تكون مؤيدة للحكومة اليوم «لأول مرة تفقد الحكومة السيطرة تدريجياً».

وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل اندلاع عدة حرائق في نفس الوقت، باءت محاولات إخمادها بالفشل، وأضافت أنه مع تركيز جهود الطوارئ على الحرائق في شمال أثينا، وقعت «كارثة القرن» في وابيه.

مع ذلك، اعترف منتقدون أخرون بنجاح الحكومة في التعامل مع الحرائق، وحتى الآن لم يتم تسجيل حالات وفاة، فقد جرى تفعيل نظام لتحذير المواطنين ومطالبهم بإخلاء منازلهم عبر الرسائل النصية مبكراً.

وتمكن هؤلاء الذين غادروا منازلهم، ولم يتمكنوا من الوصول لأقاربهم في البقاء في فنادق مجاناً، ومنعت الشرطة وقوع أعمال نهب، ونقلت المواطنين من منازلهم حتى في حال كانوا مترددين في فعل ذلك.

وكان الوضع أفضل بصورة طفيفة في شبه جزيرة بيلوبونيز، حيث اندلع حريق في جنوب بلدة ميغالوبولي وحريق أخر في الجزء الغربي لشبه الجزيرة يتحرك إلى الداخل في المنطقة كثيفة الغابات بالقرب من أولمبيا.

ويطالب العمدة المزيد من الدعم الجوي لمكافحة الحرائق، وانتقد قرارات إبقاء طائرات الإطفاء بالقرب من أثينا، مما سمح بخروج الحرائق عن السيطرة في مناطق أخرى بالبلاد.