في البداية، قال الحريبي إنه لم يبتعد عن الساحة الفنية وقدم الكثير من الأغاني الوطنية والعاطفية، وأقام حفلاً "اونلاين" للترفيه عن الجمهور وتعويضهم عن الحفلات في ظل انتشار فيروس كورونا، لافتا إلى أن السوشيال ميديا والمنصات الرقمية استطاعت أن تخطف الأضواء في الوقت الحالي، وتكون بديلا عن المسارح، ولكنها في نظره ليست البديل الأمثل، فالجمهور

لا يستغني عن المسارح.

Ad

وعن تسويق الأغنية على الصعيد المحلي، أكد الحريبي أن "التسويق لدينا ضعيف، للأسف، ولولا مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تلعب دورا رئيسيا في الإعلان والتسويق عن المنتج الفني أو أي منتج آخر، وأعتقد أنه

لا يوجد تسويق جيد للفن والأغنية الكويتية، وعلى وجه الخصوص للمطربين الكويتيين الذين لا يتبعون شركة إنتاج".

وأضاف أن "أزمة كورونا كان لها دور سلبي في تعطيل الحركة الفنية، فكل شيء ممنوع، وتوقف، حتى من ناحية الاستديوهات، فالانتاج قل كثيرا عما كان في السابق رغم أن هذه الجائحة منحت الفنانين الوقت والتريث في اختيار الأعمال الجديدة"، مضيفا أنه لا مانع من أن تعود الفعاليات الفنية، وفقا للشروط والبروتوكولات الصحية.

السنغل أم الألبوم

وعن تفضيل الفنانين الأغاني "السنغل" على "الألبوم" في الوقت الحالي، قال: "تعتبر تكلفة الألبوم ضخمة، ويحتاج إلى تسويق قوي وأمور أخرى، إضافة إلى أن الفنان يأخذ وقتا طويلا في انتقاء كلمات الأغاني والتعاون مع عدد من الملحنين".

وتابع "الآن بسبب التكنولوجيا والسوشيال ميديا يكون من السهل الاستماع له وسحبه من المواقع بسبب ضعف تطبيق حقوق الملكية الفكرية"، لافتا إلى أنه منذ ظهور الإنترنت ونزول الأغاني بطريقة غير قانونية على المواقع أصبح المستمعون يفضلون سحب الأغاني مجانا على أن يشتروها من أماكن بيعها، مما تسبب في خسارة كبيرة للفنان أكثر من المنتج، وعلى المنتجين المطالبة بقانون حقوق الطبع كما في الدول الغربية.

وأوضح أن الألبوم في الماضي كان له سوق للبيع يعوض تكلفته العالية، أما الآن فقد أصيب سوقه بحالة ركود شديدة.

وتابع أما الأغنية "سنغل"، فيمكن أن تنزل في السوشيال ميديا أو "يوتيوب" وينتهي الأمر، وفي بعض الأحيان يكون إنتاج "السنغل" على نفقة الفنان الخاصة، ويعمل بمجهوده الخاص على توزيعها على القنوات والإذاعات المختلفة.

وذكر أنه يفضل "السنغل" لأنها تأخذ حقها، وخصوصا إذا فكر الفنان أن يصورها "فيديو كليب"، وتكون هناك فرصة لتسمعها أكبر شريحة من الجمهور على عكس الألبوم الذي تكون فيه أغان كثيرة يمكن أن تشتت المستمعين له، لافتا إلى أن الفنان لن يحقق مكاسب مادية من "السنغل"، ولكنها "لإثبات الوجود على الساحة الفنية".

وحول نشاطه بوسائل التواصل الاجتماعي وتجاوبه مع الجمهور قال الحريبي: "لا أنشط كثيرا عليها، ولكن من ناحية التواصل مع الجمهور فأنا أحب أن أتواصل مع جمهوري، فجميل أن يكون الفنان متواضعا بطبعه".

وعن توثيقه أغاني والده الراحل صالح الحريبي، أوضح أن "تلك الفكرة تحتاج إلى مساعدة، ووقفة من التلفزيون والإعلام الكويتي، فعلى سبيل المثال، ينبغي أن نفكر في إعداد برنامج تراثي، ليس لأغاني الوالد فقط، ولكن للكثير من الأغاني لفناني الكويت القدامى. أما بالنسبة لتوثيق أغاني والدي فأنا أجهز لمشروع يتضمن بعضها وتقديمها بتوزيع موسيقي حديث. لكن كما قلت آنفا في الوضع الحالي الفنان يحتاج إلى إمكانات ليست مادية فقط ولكن معنوية".

الكلمة الحلوة

وعن الشعراء الذين يحب أن يتعامل معهم في أعماله ذكر الحريبي: "ليس عندي شاعر محدد، ولكن تهمني الكلمة الحلوة التي تجذب المستمع، فاسم الشاعر قد يضيف شيئا للعمل والفنان، ومع احترامي للجميع هناك شعراء بالاسم فقط، ولكن ليسوا شعراء، والأمر نفسه ينطبق على الملحنين، ويمكن بطريقة أو بأخرى أصبح شاعرا أو ملحنا، للأسف هناك من لا يحمل من مهنته إلا الاسم".

فضة المعيلي