بينيت يهاجم رئيسي ويتهمه مع «حزب الله» بجر لبنان للحرب
• الرئيس الإيراني يعيّن نائباً والخلافات تؤخر حكومته
• توقع أوروبي باستئناف مفاوضات فيينا في سبتمبر
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بجره مع «حزب الله» لبنان إلى مواجهة عسكرية، وتوعده بدفع ثمن «التصعيد والعربدة في المنطقة».
بعد شنها غارات جوية «منضبطة» وامتصاصها رد «حزب الله» بقصف مناطق مفتوحة في مزارع شبعا، بهدف عدم حرف الأنظار عن جهودها لاستصدار تنديد شديد اللهجة ضد «تجاوزات إيران» بمجلس الأمن الدولي، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي، أمس، «طهران بدفع الثمن وتحمل التداعيات المترتبة على استمرار التصرف بهذه الصورة المعربدة»، معتبراً أنها «تشكل خطراً على استقرار المنطقة وعلى السلم الدولي ولا يجوز للعالم التسليم بذلك».وإذ رحب بإدانة الجيش الأميركي ودول مجموعة السبع للهجوم البحري على الناقلة الإسرائيلية واتهام إيران بتنفيذه، علق بينيت، اليميني المتشدد، على تنصيب رئيسي قائلاً: «في إيران تم تنصيب رئيس جديد وهو شخصية شريرة ومتطرفة جداً أيضاً حسب المفاهيم المتبعة لدى النظام الإيراني، ونحن نلاحظ تصاعد الممارسات العدوانية في كل مناطق الشرق الأوسط، بحراً، وجواً وبراً».وتابع: «بادرت طهران إلى إسقاط طائرة مدنية، وشنّت هجوماً على سفينة مدنية أودى بحياة مدنيين من حاملي الجنسيات المختلفة، كما يمارس النظام الإيراني الإرهاب على ممرات الملاحة الدولية».
وتشير تصريحات بنيت إلى إسقاط «الحرس الثوري» طائرة كندية مدنية، العام الماضي، عقب قصفه قاعدة «عين الأسد» التي توجد بها قوات أميركية رداً على اغتيال واشنطن قاسم سليماني إضافة إلى اعتداء دامٍ على ناقلة إسرائيلية تسبب بمقتل بريطاني وروماني وسلسلة حوادث غامضة استهدفت 6 سفن قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي الأسبوع الماضي.
جر لبنان
كما اتهم بينيت إيران و«حزب الله» بتوريط لبنان بحرب مع إسرائيل. وحمل الحكومة اللبنانية والجيش كامل المسؤولية عما يدور على المناطق الحدودية وإطلاق القذائف الصاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه الجليل، مشدداً على أن حكومته لن تقبل ولا بأي حال من الأحوال «إطلاق نار ورشقات صاروخية من لبنان باتجاه البلدات الإسرائيلية». وقال: «لا يهمنا ما إذا كانت منظمة فلسطينية تطلق النار أو ميليشيات مستقلة، فدولة إسرائيل لن تقبل إطلاق النار على أراضيها».واعتبر بينيت أن: «هناك صحوة مهمة جداً في الجانب اللبناني، يعبر عنها الكثير من المواطنين ضد حزب الله والتدخل الإيراني»، مؤكداً انه «في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية الحادة هناك، تتجه إيران وحزب الله لتوريط الشعب اللبناني بالجبهة مع إسرائيل».وتطرق بينيت إلى التوتر السائد على الجبهة مع قطاع غزة قائلاً: «نهاية الأسبوع، هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافاً لحماس في غزة رداً على البالونات الحارقة. آمل أن تفهم حماس التلميح وتسيطر على مطلقي البالونات».تأهب وقتال
وغداة كلمة لأمين عام «حزب الله» حسن نصرالله شدد فيها على أن رد الحزب على القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف طريقاً فرعياً، قيل إن عناصر تتبع فصائل فلسطينية صغيرة استخدمته لشن قصف صاروخي على مستوطنة كريات شمونة، كان متناسباً وبهدف «تثبيت الردع»، واصل الجيش الإسرائيلي حالة التأهب العسكري والأمني على الحدود الشمالية مع لبنان. وأكد مصدر أمني إسرائيلي، أن «إسرائيل أصبحت قاب قوسين أو أدنى من القتال»، مبيناً أن «الوضع في لبنان مقلق، وهناك إدراك أنه تم فتح جبهة على الحدود». وادعى المصدر، أنه «لا نية لإسرائيل في التصعيد، لكنها مستعدة لكل السيناريوهات».انطلاق فيينا
إلى ذلك، صرح مسؤول أوروبي بأن المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى قد تستأنف بداية سبتمبر المقبل، مشيراً إلى أن إيران مستعدة لمواصلة المحادثات المعلقة منذ أسابيع.وأضاف المسؤول الأوروبي، أن هناك تفاهماً على إمكانية استئناف المفاوضات، التي تشارك بها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل غير مباشر، في العاصمة النمساوية فيينا فور اكتمال تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة وتسمية وزير جديد للخارجية وتعيين فريق للتفاوض.وأشار إلى المحادثات التي أجراها مفاوض الاتحاد الأوروبي المكلف الملف النووي الإيراني، الإسباني إنريكي مورا، الخميس الماضي، في طهران، خلال حضوره حفل تنصيب رئيسي، ووصفها بالإيجابية.وذكر المصدر أن مورا التقى الدبلوماسي الإيراني حسين أمير عبداللهيان، المرشح لمنصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة، وأن المحادثات كانت مفيدة جداً لأنها أتاحت له إيصال رسائل، وخصوصاً القلق الذي أثارته الأنشطة النووية الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة.وأوضح أن «الإيرانيين أبلغوه نيتهم استئناف محادثات فيينا في أقرب وقت واستناداً إلى النص الذي كان مطروحاً عند تعليقها في 30 يونيو الماضي».وجاء الحديث عن احتمال استئناف محادثات فيينا بالتزامن مع إصدار الرئيس الإيراني الجديد قراراً هو الأول له منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية، الثلاثاء الماضي، بتعيين محمد مخبر دزفولي، المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يتولى «هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني» نائباً له.ويحمل مخبر، 60 عاماً، شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، وكان مسؤولاً في مجال الصحة بـ«الحرس الثوري» بمدينة دزفول التابعة لمحافظة خوزستان خلال الحرب العراقية الإيرانية.وهذه أول قرارات الرئيس الجديد، ولم يرسل رئيسي قائمة المرشحين لتولي الحقائب الحكومية إلى جلسة البرلمان التي كان من المقرر أن تتم أمس، في حين أفادت تقارير بنشوب خلاف بينه وبين دزفولي أدت إلى تأخير تقديم مرشح الوزارات إلى النواب.الراعي للجيش: امنعوا إطلاق الصواريخ
بعد يومين من اعتراض أهالي قرية، ذات أكثرية درزية، شاحنة تحمل منصة إطلاق صواريخ استخدمتها عناصر تابعة لـ«حزب الله» لقصف مناطق مفتوحة بمزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل، دعا البطريرك الماروني في لبنان، مار بشارة بطرس الراعي، الجيش إلى «منع إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية، قائلاً: «تعبنا من الحرب والدمار».وشجب البطريرك الماروني «تسخين الأجواء في المناطق الحدودية»، وأضاف: «لا يمكننا القبول بتقرير فريقٍ السلم والحرب ولبنان لم يوقع سلاماً مع إسرائيل، ولكنه لم يقرر حرباً معها ويلتزم بالهدنة»، مديناً في الوقت نفسه «الخروقات الإسرائيلية». ورأى الراعي أنه «تم تسخين جبهة الجنوب لحرف الأنظار عن حدث 4 أغسطس»، ذكرى انفجار مرفأ بيروت، متوجهاً للمسؤولين بالسؤال: «كيف ستقنعون الشعب بأنكم أهل لقيادته، وكل يوم تزجونه في أزمة جديدة؟». وأكد الراعي أنه «لا يحق لأي مسؤول أن يتذرع بصلاحياته ليؤخر تأليف الحكومة، أو لأي آخر بفائض صلاحيّات لحجب الحكومة».وقال: «الواقع المر والموجع لم يمس بعد قلب المسؤولين، والسؤال الأبرز، لماذا لا يصار إلى تأليف حكومة؟». وتابع: «تتصارعون على الوزارات يعني على ما لا تملكون، لأنها ملك الشعب، أم هي خلاف على الصلاحيات».
الجيش الإسرائيلي يواصل التأهب القتالي على الحدود الشمالية