اختتمت أمس دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو من رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الألماني توماس باخ، الذي وصفها بـ"الرحلة الأكثر تحدياً"، بعدما تأجلت عاماً وكانت تحت طائلة الإلغاء بسبب جائحة كورونا.وقال باخ، خلال الحفل الختامي الذي شهد عروضاً فنية ضوئية وموسيقية على الملعب الأولمبي في طوكيو "الآن عليّ أن أعلن نهاية هذه الرحلة الأولمبية الأكثر تحدياً إلى طوكيو: أعلن اختتام دورة الألعاب الأولمبية الثانية والثلاثين". وسلمت حاكمة طوكيو يوريكو كويكي العلم إلى رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو.
وبتسليم العلم إلى هيدالغو، تنتقل شعلة النسخة الـ 33 من الألعاب الأولمبية الصيفية إلى العاصمة الفرنسية، التي تستضيف الألعاب في 2024.وبات أولمبياد طوكيو أول دورة ألعاب يتم تأجيلها العام الماضي، وكاد يصبح الأولمبياد الوحيد الذي يلغى في زمن السلم مع تفاقم "كورونا" في كل أنحاء العالم.وعلى غرار كامل المنافسات في العاصمة، مُنع حضور الجماهير في الحفل الختامي بالملعب الأولمبي الذي يتسع لـ68 ألف متفرج، التزاماً بالإجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات اليابانية لمكافحة كوفيد-19. وبالتالي، ومع يوم بدأ ماطراً بغزارة فوق العاصمة اليابانية إيذاناً بإسدال الستار، اختتمت المنافسات مع 13 ميدالية ذهبية، كان آخرها لصربيا في كرة الماء.
أميركا في الصدارة
في ختام الألعاب أيضاً، انتزعت الولايات المتحدة صدارة جدول الميداليات مع 39 ذهبية، من الصين (38)، التي تستضيف الألعاب الشتوية العام المقبل.وهذا هو الحال في صدارة الترتيب للأميركيين منذ عام 1996، باستثناء أولمبياد بكين 2008 الذي هيمن فيه الصينيون على أرضهم. وكادت الصين تفعلها في طوكيو، لكن الولايات المتحدة قلبت النتيجة أمس.إخفاق وظهور نجوم
واستثنائية دورة الألعاب هذه طالت جميع منافساتها، فعلى عكس التوقعات قبل انطلاقتها، أخفق نجوم وظهر آخرون، وطُبعت ببروز واسع لمسألة "الصحة الذهنية"، خصوصاً من أسطورة الجمباز الأميركية سيمون بايلز.ومن بايلز إلى نجمة كرة المضرب صاحبة الأرض ناومي أوساكا، التي لم تكن على مستوى توقعات أمتها، رغم نيلها شرف إيقاد المرجل الأولمبي، ومثلها الصربي نوفاك ديوكوفيتش.ورغم الإخفاق، كان المجد حاضراً، مع السباح الأميركي كايليب دريسيل، الذي حصد خمس ذهبيات من أصل 6 سباقات شارك فيها، أضافها إلى ذهبيتين في التتابع من أولمبياد "ريو 2016"، ومواطنته العداءة أليسون فيليكس البالغة 35 عاما التي نالت برونزية 400 م ثم ذهبية التتابع أربع مرات 400م، لتصبح مع 11 ميدالية في 5 نسخ من الألعاب العداءة الأكثر نيلاً للميداليات في تاريخ السيدات أمام الجامايكية مرلين أوتي (9).إلى ألعاب القوى أيضاً، كسبت العداءة الجامايكية إيلاين تومسون-هيراه سباقي 100 و200م. لم تكتف بتحقيق الثنائية "دابل دابل" بعد ريو 2016، بل أضافت ذهبية التتابع أربع مرات 100م.شهد الملعب الأولمبي أيضاً تحطيم ثلاثة أرقام قياسية. الأول بوثبة عملاقة من الفنزويلية يوليمار روخاس (15.67 م)، والنرويجي كارستن فارهولم، والأميركية سيدني ماكلافلين اللذين حطما رقمين عالميين بحوزتهما أصلا في سباق 400م حواجز.أفضل غلّة عربية في تاريخ المشاركة بالأولمبياد
ظفر الرياضيون العرب في أولمبياد طوكيو بأعلى غلة من الميداليات في تاريخ مشاركاتهم مع 5 ذهبيات، و5 فضيات، و8 برونزيات، وفي حين حققت قطر أولى ذهبياتها، عاد المغرب إلى منصات ألعاب القوى بفضل سفيان البقالي، وسرق السباح التونسي أيمن الحفناوي الأنظار.وكانت أفضل غلة عربية في أولمبياد أثينا 2004 مع 4 ذهبيات وفضيتين وبرونزيتين.وكانت قطر الأكثر حصدا للذهب (2) في طوكيو، فيما كان مجمل ميداليات مصر الأعلى مع ذهبية وفضية وأربع برونزيات، وحقق الرامي الكويتي عبدالله الرشيدي (58 عاما) برونزية رماية السكيت وحيدة للكويت.وسرقت لاعبة كرة الطاولة السورية هند ظاظا الأضواء، عندما أصبحت بعمر الثانية عشرة أصغر رياضية مشاركة في طوكيو.وفيما انسحب الجزائري فتحي نورين من مباراته في الجودو لتفادي مواجهة لاعب إسرائيلي، خاضت السعودية تهاني القحطاني مواجهة "عادية" خسرتها أمام الإسرائيلية راز هيرشكو في الجودو أيضاً.ولاتزال مصر الأكثر تتويجا بين العرب (8) أمام المغرب (7)، فيما جاءت المشاركة الجزائرية مخيبة دون أي ميدالية لأول مرة منذ 2004.