في أوج تحركات محمومة على عدة جبهات تنشط بها الفصائل المتحالفة مع إيران، التي تعهّد رئيسها الجديد الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي بتعزيز حضورها الإقليمي، كشف رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، أمس، عن توجه جدي لاستنساخ نموذج "الحرس الثوري" في العراق.

وقال الفياض، خلال لقائه قائد المؤسسة الموازية للقوات المسلحة في طهران حسين سلامي: "نحن فخورون بنموذج الحرس بخصائص الثورة الإسلامية، واليوم نعتبر أن من واجبنا استخدام خبرته مع قوانين وخصائص العراق"، مخاطباً إياه: "نحن أنصاركم في جبهة المقاومة وفي مواصلة المعركة الكبرى".

Ad

وفي موقف لافت، استخدم سلامي عبارات ذات دلالة لحث هيئة الحشد، التي تضم فصائل شديدة الصلة بطهران وتشهد علاقتها توتراً ملحوظاً برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، على التدخل في الشؤون السياسية.

واقتبس المسؤول الإيراني تعبيراً ورد على لسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في تسجيل مسرب، انتقد خلاله هيمنة القائد الميداني الراحل قاسم سليماني على مفاصل السياسة، قائلاً إن "الكلمات الأساسية تُقال دائماً في الميدان، والقوى السياسية الحقيقية هي القوى الميدانية، والحشد الشعبي استثنائي في هذا المجال".

ورأى سلامي، الذي تتهمه واشنطن بالوقوف وراء الهجمات ضد قواتها في العراق، أن جزءاً مهماً من تراجع الولايات المتحدة على الساحة العالمية تشهده بغداد بعدما تبلورت بها قوى المقاومة، "حيث أصبحت بين شرّين، فإن بقيت تكبدت الخسائر وإن غادرت فهي مهزومة".

واعتبر قائد "الحرس الثوري" أن حضور الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس "هيئة الحشد" معاً، في مراسم أداء رئيسي لليمين، حمل "رسائل مهمة".

وجاءت تصريحات الفياض وسلامي على وقع إعلان "التحالف" بقيادة الولايات المتحدة إنهاء مهمة القوات القتالية "OTH" وإعادتها إلى قاعدتها الرئيسية في مخيم بويهرينج بالكويت.

ورحب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أمس، بخطوة "التحالف" التي تعد الأولى منذ الاتفاق الذي توصلت إليه بغداد وواشنطن، يونيو الماضي، والذي يقضي بإنهاء المهام القتالية بحلول نهاية العام الحالي، وقال إن "الخطوة جاءت استجابة لمخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق وأميركا، وهي تأكيد لما تم الاتفاق عليه والتزام ومصداقية للطرفين".

وبعد يومين من تبرير "الخارجية" الإيرانية واقعة رفع علم إقليم كردستان بدلاً من العلم العراقي خلال استقبال رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني في طهران، بأنه "خطأ بروتوكولي"، أبرزت أمس صور تم تداولها للقاء الفياض وسلامي وجود علمَي إيران و"الحرس الثوري" دون أي وجود للعلم العراقي، مما فجر موجة انتقادات واتهامات باستهداف رمز الدولة.

في السياق، فجر مجهولون، يعتقد أنهم على صلة بإيران، عبوة ناسفة في رتل لـ "التحالف" بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، وتسبب الاعتداء في أضرار بشاحنة دون وقوع إصابات بشرية. والتفجير هو الـسابع من نوعه في غضون 9 أيام، عقب هجمات مماثلة وقعت في محافظات الديوانية وذي قار وبابل.

ولاحقاً، اتهم المتحدث باسم فصائل «سيد الشهداء» كاظم الفرطوسي حكومة الكاظمي بالخداع بإصرارها على عدم وجود قوات قتالية قبل أن تفضحها واشنطن، مشدداً على أن خروج القوات الأجنبية «يجب أن يكون كاملاً، وإلا فسيكون هناك رد مناسب».