الأولمبياد صورة الحياة القادمة
انتهى أولمبياد طوكيو، وتم فيه حصد 340 ميدالية ذهبية، وتسيّدت الولايات المتحدة الأميركية الصدارة في اللحظات الأخيرة، لتحصد 39 ميدالية ذهبية بفارق ميدالية واحدة عن الصين.ومع أن تاريخ الأولمبياد يعود إلى ما قبل الميلاد، فإن تشكيل بطولته بدأ في 1896، بأثينا، حتى وصلت إلى الشكل الذي نعرفه الآن. هذا الأولمبياد سيكون أغرب بطولاته في التاريخ ليس فقط لإضافة خمس لعبات جديدة، هي الكاراتيه، وركوب الأمواج، والتسلق الرياضي، وسكيت بوردنغ، وبيس وسوفت بول، ولكن ما جرى كان نموذجاً مختلفاً من التفاعل الإنساني. واقع الحال هو أن ثلاث لعبات تحكم التفوق، وهي السباحة والجمباز وألعاب القوى.انتهى الأولمبياد كمناسبة رياضية لا مثيل لها، وروسيا الاتحادية ممنوعة من رفع علمها؛ لاستخدامها المنشطات الممنوعة.
تعد الرياضة من أجمل وأرقى أشكال السلوك البشري، كما أنها تساعد على تخفيف التوتر ورفع الروح المعنوية والتقليل من خطاب الكراهية والتمييز. الأهم هو تفاعل العالم مع بعضه بسلام ومتعة. غير أن هذا الأولمبياد تحديداً يتجاوز البعد الرياضي بكثير، ففيه الكثير من أوائل الأحداث غير المسبوقة، التي لن تتكرر.فقد جاء انعقاد الأولمبياد بذاته نموذجاً للحياة القادمة، إذ مثّل التحدي العالمي الوحيد للوباء وللظروف القاهرة، وقد تمثل ذلك في صراع حاد تسبب في تأجيله أكثر من مرة.لم يتم حساب الربح كأولوية، إذ زادت تكاليفه بسبب التأجيل لتصل إلى 19 مليار دولار، وعبرت عن إصرار البشر على تحدي الوباء، حتى لو تم الأولمبياد بدون جمهور وبقيود متشددة.الأولمبياد، على الرغم من أنه حدث رياضي بامتياز، يتجاوب مع كل أذواق البشر في الاستمتاع بالرياضة في أبهى تجلياتها، فإنه جاء ليطرح رؤية لما هو قادم للبشر، فإن تجمع كل البشر ليتنافسوا رياضياً وإنسانياً في إطار الوباء، والقيود المفروضة، لإعلان التحدي، وضع تصوراً لكيفية التعايش مع الوباء، وأن طبيعة البشر ترفض الانغلاق وتتنسم نسائم الحرية دون قيود.