رغم تهديدها بنشر قدراتها الدفاعية الكاملة لوقف تقدمهم في المناطق المجاورة، وخصوصاً في أمهرة ومواقعها المدرجة على لائحة «اليونسكو» للتراث العالمي، اتهمت السلطات الإثيوبية متمردي جبهة تحرير تيغراي بإشعال الصراع في 3 أقاليم وقتل 240 مدنياً في عفر، في وقت استدعى السودان سفيره احتجاجاً على رفض وساطته واتهامه بعدم الحياد.

وفي بيان شديد اللهجة، أوضحت «الخارجية» السودانية، أمس، أنها استدعت سفيرها «لتحديد خياراته»، بعد رفض كبار المسؤولين الإثيوبيين المساعدة بإنهاء النزاع الدموي المحتدم في إقليم تيغراي، «بدواعي عدم حياد السودان واحتلاله لأراضٍ إثيوبية»، معتبرة أن «الإيحاء بلعب دور بالنزاع وادعاء الاحتلال هو استمرار لما درجت عليه أديس أبابا من تجاوز الحقائق وترويج مزاعم بلا سند، ولا تقوم إلا على أطماع دوائر في حكومتها».

Ad

ولفتت «الخارجية» إلى أن اهتمام السودان بحل نزاع تيغراي «هو جزء من التزامه بالسلام والاستقرار الإقليمي، وحرصه على استتباب الأوضاع في إثيوبيا، وللتضامن فيما تواجهه من تحديات»، مبينة أن مبادرة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، في إطار رئاسته الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، تهدف إلى تشجيع الأطراف على التوصل لوقف شامل لإطلاق النار، والدخول في عملية حوار سياسي للحفاظ على وحدة واستقرار إثيوبيا.

وعلى وقع مواجهات دامية مستمرة منذ أسابيع، وتسببت في نزوح أكثر من 100 ألف شخص، اتهم مكتب الاتصال الحكومي بإقليم عفر، شمال شرق إثيوبيا، جبهة «تحرير تيغراي» بشن هجوم واسع على منطقة قالي كوما بالأسلحة الثقيلة والمدافع وقذائف الهاون، مؤكدة أن الهجوم تسبب في قتل 240 مدنياً، بينهم 107 أطفال.

ومع فشل الحكومة الإثيوبية في احتواء الموقف، وتهديدها بتعبئة القدرة الدفاعية الكاملة للدولة ونشرها إذا بقيت مبادراتها الإنسانية لحل سلمي للنزاع، من دون خطوات مماثلة من الطرف المقابل؛ توغلت جبهة تيغراي داخل مديريات إقليم عفر شرقاً، وتحرّكت جنوباً باتّجاه أمهرة ومطارها، واستولت على مواقع أثرية وسياحية بارزة، أهمها منطقة لاليبيلا التاريخية، التي تضم كنائس منحوتة في الصخر تعود إلى القرن الثاني عشر.