خاص

السفيرة الأميركية لـ الجريدة.: مفاوضاتنا مع الكويت مستمرة لاستضافة المترجمين الأفغان... ولن نجبر أي دولة على قبولهم

التزام قوي بين واشنطن والكويت بالعمل معاً في مجال الأمن السيبراني
«سنراقب بعناية مواقف الرئيس الإيراني الجديد في المنطقة»
الكويت كانت ومازالت مهمة وفعالة جداً في المساعدة على حل النزاعات بالمنطقة
لن نبرم اتفاقيات عسكرية مع الكويت خلال حوارنا الاستراتيجي المقبل
الكويت تواصل تحسنها في مجال مكافحة الاتجار بالبشر ومحاكمة المتورطين

نشر في 10-08-2021
آخر تحديث 10-08-2021 | 00:06
بدأت حياتها المهنية منذ 40 عاماً محللة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) بعد نيلها شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة شيكاغو، لتنتقل بعد 10 سنوات إلى وزارة الدفاع (البنتاغون)، حيث شغلت مناصب عليا، ومنها توجّهت إلى وزارة الخارجية في 2003 لتأسيس مكتب مبادرة الشراكة بالشرق الأوسط، ولتكون بذلك أول مديرة له. وبعد عملها نائبة للمنسق الرئيسي لوزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب بين 2016 و2020، حيث أشرفت على تنسيق أهداف سياسة مكافحة الإرهاب وتطوير وتنفيذ برامج المساعدة الأميركية وبناء القدرات لمكافحة الإرهاب مع شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين، حطّت رحالها في «بلد الإنسانية» كما تحب أن تسميها، وأصبحت منذ فبراير 2020 سفيرة للولايات المتحدة في الكويت التي سبق لها أن زارتها مرات عدة، إلا أنها كانت تتطلّع دائماً إلى أن تكون سفيرة لبلادها فيها.

40 عاماً قضتها صاحبة الابتسامة الدائمة والدافئة، متنقّلة من منصب إلى آخر، لتصبح أخيراً «سفيرة فوق العادة»، لماذا؟ لأنها رغم ظروف «كورونا» القاسية التي فرضت نفسها على العالم أجمع، أحدثت نقلة نوعية في العمل الدبلوماسي، وأقامت لقاءات «شخصية» و«افتراضية» شبه يومية، بدءاً من لقاءات مسؤولين حكوميين، وصولاً إلى اجتماعات وحوارات مع أصحاب المشاريع الصغيرة والطلاب.

ورغم جدولها المكتظ بالمواعيد، تمكّنت «الجريدة» من اقتناص دقائق معدودة، وقامت بجولة أفق مع «حضرة الدبلوماسية» من العلاقات الثنائية مع الكويت، إلى مكافحة الإرهاب، مروراً بإيران وأفغانستان. وفيما يلي حوار الدقائق القليلة والغنية جداً مع السفيرة الأميركية لدى البلاد ألينا رومانوسكي:

• اقترب موعد انعقاد الحوار الاستراتيجي الخامس بين الكويت والولايات المتحدة، ما المواضيع التي تتوقعين أن تُطرح للنقاش خلال هذا الحوار؟

- نتطلع هذا العام إلى بدء حوارنا الاستراتيجي الخامس، ونأمل أن نقوم بذلك في الخريف المقبل وقبل نهاية العام، لكننا لم نحدد التواريخ بشكل نهائي بعد.

فيما يتعلق بالموضوعات، في الواقع، فإن هذا الحوار خلق إطاراً رائعاً لنا للتحدث عن جميع أنواع القضايا التي تهم الولايات المتحدة والكويت بطريقة استراتيجية.

لدينا 6 مجموعات عمل، ونركز على التجارة، وعلى القضايا السياسية والإقليمية، وقضايا حقوق الإنسان المهمة للمساعدات الإنسانية، كما نتحدث عن العلاقات العسكرية في ذلك الإطار، وعن القضايا الأمنية، وعن العمل الثقافي الذي نقوم به معاً، والذي يتضمن مبادرات التبادل التعليمي.

وهكذا، لدينا مجموعة كاملة من الموضوعات التي نغطيها سنوياً. الشيء الجميل في هذه العلاقة يكمن في الحوار الاستراتيجي، حيث إنه كلما ظهرت قضايا للنقاش في السياق الثنائي وفي السياقين الإقليمي والعالمي، فإنه يمكننا إضافة تلك القضايا إلى ذلك الحوار الاستراتيجي.

تعاون دفاعي

• وهل سنشهد توقيع اتفاقيات تعاون دفاعي جديدة بين الكويت والولايات المتحدة خلال هذا الحوار المقبل؟

- لدينا اتفاقية تعاون دفاعي عسكري مع الكويت منذ نهاية حرب الخليج. لذا، فإن كل ما نفعله فيما يتعلق بعلاقتنا العسكرية الثنائية، هو شأن يتحدث عنه جيشنا، وهو يتعلق عادة بتفاصيل الأنشطة التي تجري بين جيشنا والقوات المسلحة الكويتية، حول التدريب والقدرات، ولا يسعني التحدث عنها، فأنا لست على دراية بتلك الأمور الآن، لكن لا أعتقد أننا سنبرم أي اتفاقيات عسكرية خلال الحوار المقبل. لكن، على سبيل المثال، ستحصل الكويت في غضون العامين المقبلين أو نحو ذلك على مُعدات عسكرية جديدة. لذا، يمكننا التحدث عن التدريب، على سبيل المثال.

التهديدات السيبرانية

• أظهرت الأحداث الأخيرة أن ساحة المعركة انتقلت الآن إلى العالم السيبراني، ما تقييمك لمستوى التعاون بين الولايات المتحدة والكويت في مواجهة التهديدات السيبرانية؟ وهل لديكم أي توصيات حول كيفية زيادة مستوى التعاون بين البلدين في هذا الصدد؟

- حسناً، أنت على حق تماماً. يمثل الأمن السيبراني والتهديدات من جانب المخترقين (القراصنة) والجهات الفاعلة السيبرانية مصدر قلق للجميع في أرجاء العالم كافة. وهذا الأمر هو مثال على مجال يمكن للولايات المتحدة والكويت توسيع تعاونهما فيه وتعميقه، في ظل الوضع الحاصل في تلك البيئة (السيبرانية) أخيراً. لذلك، سيكون هذا الأمر جزءاً من الحوار الاستراتيجي المقبل، لكن هناك التزاما قويا بيننا بالفعل في العمل والتعاون معاً كشركاء في مجال الأمن السيبراني.

وأحد المجالات التي من المهم التفكير فيها بخصوص الأمن السيبراني، هو بالطبع بناء جيل من الخبرة. وهذا هو المجال الذي نواصل فيه دعم المنح الدراسية لطلاب كويتيين ليدرسوا بمجال الإنترنت أو في مجالات أمن البيانات والمعلومات، إلى جانب الحديث عن الكيفية التي يمكننا بها تحسين وتبادل المعرفة وأفضل الممارسات عندما يكون هناك اختراق إلكتروني. هذه هي نوعية المواضيع التي نواصل مناقشتها مع الحكومة الكويتية.

وهناك العديد من الطرق المختلفة التي تنظم بها الحكومات نفسها، لضمان توفير الأمن السيبراني عبر شبكاتها. ومرة أخرى، نحن لدينا نظام، ولدينا طريقة للقيام بذلك، ونتشارك الكيفية التي نفعل بها ذلك، ولماذا تنجح معنا، وأين نحتاج إلى مواصلة العمل.

وهكذا، فهناك الكثير من الطرق التي يمكننا من خلالها التعاون مع الحكومة الكويتية، ولا يقتصر الأمر على المُعدات فحسب، بل يتعلق أيضاً بأفضل الممارسات المتعلقة بكيفية إدارة الإنترنت، وكيف يمكنك بعد ذلك التعرف على مهاجميك الإلكترونيين وفهمهم.

• هل تعتقدين أن الكويت مستعدة لمواجهة مثل هذه التهديدات؟

- أعتقد أن الكويت واجهتها بالفعل تهديدات مثل أي دولة أخرى في العالم، فقد واجه الجميع تهديدات إلكترونية. أعتقد أن القضية هنا هي الاستمرار في اتخاذ الخطوات لتكون قادرة على إدارة تلك التهديدات.

الاتجار بالبشر

• ما تعليقك على جهود الولايات المتحدة في مكافحة الاتجار بالبشر في جميع أنحاء العالم، وعلى التقرير الأميركي السنوي حول الاتجار بالبشر؟

- تؤمن الولايات المتحدة بأن لها دوراً قيادياً قوياً في مجال حقوق الإنسان حول العالم. وإحدى الطرق التي ننفّذ بها ذلك هي أننا نواصل منذ ما يقرب من 20 عاماً إعداد تقريرنا حول الاتجار بالبشر، وهو التقرير الذي يلقي نظرة على جميع الدول، ونحن لدينا علاقات قوية للتأكد من أننا نفهم موقف كل دولة من تلك القضية، ولدينا نظام لتصنيف الدول. وكما تعلم، الكويت في المرتبة الثانية، وقد ظلت في تلك المرتبة هذا العام مثلما كانت في العام الماضي. ويقدم التقرير سلسلة من التوصيات الموجهة إلى الدول بما في ذلك الولايات المتحدة، فنحن أيضا ضمن التقرير الآن، حيث نقيِّم أنفسنا لضمان أننا نعيد التأكيد على دورنا القيادي. ومن المهم جداً في كل إدارة أن نجد طرقاً لمكافحة وإجهاض الاتجار بالبشر.

ويتعلق الكثير من ذلك الأمر بالكيفية التي تُحاكم بها الدول الذين ينتهكون قوانينها، أي قوانين الدولة المتعلقة بالاتجار بالبشر. وفي هذا السياق، تواصل الكويت إثبات أنها تُحاكم المتاجرين بالبشر وأنها تتحسن.

الأوضاع في أفغانستان

• إذا تحدثنا عن أفغانستان، فقد قال الرئيس الأفغاني إن التدهور السريع للوضع الأمني في أفغانستان يرجع إلى قرار الرئيس جو بايدن المفاجئ بسحب القوات الأميركية من هناك، فما تعليقك؟

- الوضع في أفغانستان مقلق ومخيب للآمال في هذا الوقت. وأنا أقول إن الرئيس بايدن أوضح أن مهمتنا هناك كانت تتمثل في التركيز على مكافحة الإرهاب ومنع الإرهابيين من القدرة على مهاجمتنا على أرضنا، وهو ما عملنا عليه هناك على مدار 20 عاماً.

وبالطبع، كان أول وأهم جزء من تلك المهمة هو إنزال العدالة بزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، ثم بالطبع التأكد من أن الشبكات الإرهابية التي كانت لاتزال في أفغانستان قد تضاءلت بشكل كبير، وعلى مدى الـ 20 عاماً، تم إنجاز هذه المهمة.

والآن، أوضح الرئيس بايدن أننا سنواصل دعم الأفغان في جهودهم لبناء بلد ينعم بالسلام والازدهار، ولن يتغير موقفنا هذا.

لكنني أقول أيضاً إننا في إطار هذه العملية لدينا تعهُّد مهم قدمه الرئيس الأميركي لأولئك الأفغان الذين دعمونا، لأننا كنا وإياهم نُحرّر بلدهم من حركة «طالبان» المتطرّفة، ونحن مدينون لهم بهذا الدعم.

وحالياً، نجري مناقشات مع أقرب أصدقائنا وحلفائنا حول كيفية التعامل مؤقتا مع المترجمين الأفغان المدرجين ضمن برنامج خاص يسمح لهم بالقدوم إلى الولايات المتحدة كنتيجة لتعاونهم معنا.

وهذا البرنامج هو برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة الذي تديره الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، ولكنه يسمح لنا أيضاً، على وجه الخصوص، بجلب هؤلاء المترجمين، ومن هنا فإننا نبحث عن طرق يمكننا من خلالها مواصلة معالجة وإدارة أوضاعهم مؤقتاً في دول أخرى.

وأغتنم هذه الفرصة لتوضيح بعض المعلومات الخاطئة بخصوص هذه القضية تحديداً وحول ما نطلبه من أصدقائنا في المنطقة في ما يتعلق بأولئك المترجمين، فالعديد من هؤلاء الأفغان كانوا مترجمين فوريين وتحريريين عملوا بشكل وثيق مع جيشنا، ومع شركاء التحالف الدولي الآخرين الذين دعمونا، وكذلك دبلوماسيونا. وهكذا، فإن العديد منهم مدرجون بالفعل ضمن البرنامج، ويواصلون طريقهم عبر الإجراءات، حتى يتمكنوا من الوصول إلى الولايات المتحدة.

وأعتقد أنه كان هنالك سوء فهم أو معلومات خاطئة، والحقيقة هي أن هؤلاء المترجمين سيذهبون بالفعل إلى الولايات المتحدة، لكننا بحاجة للتأكد من أنه يمكننا الاستمرار في معالجة إجراءات ذهابهم مؤقتاً، بينما تتكشّف تطورات الأوضاع في أفغانستان.

أما بالنسبة إلى الأرقام التي رأيتها في الصحف أو في وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، فهي أكبر بكثير من الأرقام التي نفكر فيها. الأعداد الحقيقية أقل بكثير مما هو موجود في الصحافة أو في وسائل التواصل الاجتماعي.

لذا، فإننا بينما ندعم حرية الصحافة ويواصل الكثير من الناس تكهناتهم، فإن علينا أيضاً مسؤولية التأكد من أن المعلومات المتداولة بهذا الخصوص دقيقة.

لذا، هناك بالفعل الكثير من النقاش هنا في الكويت وفي المنطقة حول ذلك الأمر. وأريد فقط تأكيد أن هذا ليس وضعاً سيبقى فيه الأفغان في هذه الدول، فهذا وضع مؤقت حيث سيقيم الأفغان في منشآت إيواء في هذه الدول، ولكنهم سيواصلون طريقهم للذهاب إلى الولايات المتحدة.

المترجمون الأفغان

• إذن، ليس هناك احتمال أن تجبر تلك الدول على قبول بقاء أولئك الأفغان إلى الأبد؟

- نحن لن نجبر أي دولة على قبول أي شيء لا تريده. لكننا نأمل أنه بينما ننخرط في مناقشات مع الحكومات لمساعدتنا مؤقتاً في استكمال إجراءات إخراج أولئك المترجمين الأفغان من أفغانستان، فإننا نأمل أن نتمكن من الاعتماد على أصدقائنا المقربين ليتعاونوا معنا ويدعمونا في هذا الجهد.

• كيف يمكننا أن نصف رد الفعل التركي إزاء هذه القضية. لقد أكدوا أنهم لن يقبلوا أحداً من أولئك المترجمين الأفغان.

- الحكومة التركية عبّرت عن موقفها بشكل واضح، لكن مرة أخرى أنا أعتقد أن هذه معالجة مرحلية لأولئك الأفغان الذين هم حالياً في طريقهم إلى الولايات المتحدة،.

الجدير بالذكر أن تركيا تستضيف حاليًا أكثر من 4 ملايين لاجئ، والحكومة الأميركية ممتنة لتركيا على هذه الجهود. ليس من سياسة الحكومة الأميركية توجيه الأفراد الباحثين عن الحماية إلى ملاذات آمنة محددة.

أعداد المترجمين

• كم يبلغ عدد هؤلاء المترجمين؟

- حسناً، مرة ثانية أقول إنني لا أريد الخوض في التفاصيل بشأن الأرقام. لكننا أدخلنا بالفعل بضع مئات من المترجمين الأفغان إلى الولايات المتحدة، وهكذا فإننا نواصل العمل من خلال هذه الأرقام. أما بالنسبة للأرقام التي تداولتها الصحافة - مثل 65 ألفاً و35 ألفاً - فهذه أعداد كبيرة جداً، نحن لا نتحدث عن هذه الأنواع من الأرقام على الإطلاق. الأمر يقتصر على أولئك المترجمين مع عائلاتهم.

• هل نتحدث هنا عن 20 ألفاً إلى 30 ألفاً، ربما؟

- لا أريد حتى أن أحدد رقماً محدداً، لكن العدد أقل بكثير مما هو متداول، ولن يكون التوزيع المؤقت في دولة واحدة. والطريقة التي وَصَفَت بها الحكومة التركية الأمر تبدو كما لو كنا سننقل هؤلاء الأفغان إلى دولة ما ونتخلى عنهم. لكن هذا ليس هو واقع الحال على الإطلاق، فالقضية في الحقيقة هي أن الرئيس بايدن يشعر بقوة بأنه من المهم بالنسبة لنا دعم أولئك الذين وقفوا إلى جانبنا في أفغانستان مدة 20 عاماً.

الوجود العسكري

• الولايات المتحدة على وشك إنهاء 20 عاماً من وجود قواتها في أفغانستان، فهل سينطبق هذا على الوجود العسكري في المنطقة بشكل عام وفي الكويت بشكل خاص؟

- القضايا التي يتعين علينا معالجتها في جميع أنحاء العالم تتطلب أن ننظر إلى أماكن تمركز قواتنا، وأين توجد التهديدات، وأين نحتاج إلى تحريك قواتنا. ومن ثم، تلقي كل إدارة أميركية نظرة على كل ذلك في ضوء التهديدات والمخاطر المختلفة التي نواجهها في منطقتنا.

لكن نقل قدراتنا العسكرية من مكان إلى مكان آخر حول العالم لا يعني أننا نقلص التزامنا بأمن هذه المنطقة بأي شكل من الأشكال، فالتزاماتنا قوية هنا، والأمر بصراحة ليس لعبة أرقام. بل يتعلق في الحقيقة ببناء شبكة أمنية قوية وإطار عمل بالتعاون مع أصدقائنا، وهو ما قمنا ومازلنا نقوم به هنا في هذه المنطقة منذ فترة طويلة.

أنا أعرف أن الناس يحبون البحث عن الأرقام والقدرات، لكن حقيقة الأمر تكمن في الانخراط المشترك وفي المشاركة الدبلوماسية، وهذا هو العمل الذي نقوم به معاً في المجال الأمني وفي العلاقات العسكرية. وهذا التعاون هو ما يكتنف العلاقات والالتزامات القوية التي بيننا هنا في المنطقة.

زيارة بلينكن للكويت

• ما تقييمك لزيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للكويت؟ بعض وسائل الإعلام الأجنبية وصفت الزيارة بأنها كانت فاشلة في ما يتعلق بالشأن الأفغاني.

- سأكون واضحة جداً بشأن ذلك. لا أعتقد أن زيارة الوزير بلينكن كانت فاشلة. هذا توصيف خاطئ. يجب أن أقول إن زيارة الوزير بلينكن للكويت كانت أول زيارة له إلى منطقة الخليج، وأعتقد أن هذا مهم حقاً، وتربطنا علاقة قوية وطويلة الأمد مع الكويت. في الواقع، نحتفل بمرور 30 عاماً على العمل معاً، ابتداء من تحرير الكويت، كما سنحتفل بمرو 60 عاماً منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية. وهكذا، جاء الوزير بلينكن إلى هنا والتقى بصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد مشعل الأحمد، ورئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، ووزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر، أعني أنه التقى بجميع مسؤولي القيادة العليا وكبار مسؤولي الحكومة الكويتية، وأجرى سلسلة مقربة وناضجة جداً من المحادثات والمناقشات حول جميع أنواع القضايا التي نتشاركها، وحول المصالح التي نتشاركها مع الكويت منذ فترة طويلة، وسنواصل القيام بذلك. كانت اجتماعات الوزير بلينكن ودية، وشهدت مناقشات موضوعية وبنَّاءة.

لذا، أعتقد أن وسائل الإعلام، للأسف، أخطأت مرة أخرى، في التوصيف، لأن مجرد أنه لديك مناقشات صعبة أو تتتعلق بقضايا خطيرة وتحتاج إلى المزيد من المناقشات فذلك لا يعني أنها مناقشات فاشلة.

في الواقع، أنا أعتبرها على العكس من ذلك تماماً. ما أعنيه في الواقع هو أن وزير الخارجية بلينكن جاء إلى هنا وأتيحت له فرصة للذهاب لزيارة مجلس الأمة ورئيسه. وكما تعلم، فتلك مؤسسة قوية وفريدة من نوعها حقاً في الشرق الأوسط، وأعتقد أن زيارة الوزير كانت تهدف إلى حد كبير إلى الاعتراف بأن الكويت فريدة من نوعها في المنطقة من نواح كثيرة ومن حيث الحوكمة.

لذلك، أعتقد أن زيارة الوزير بلينكن سارت على ما يرام، والوزير رأى أنها سارت على ما يرام، وتلك المناقشات - مثلما نفعل دائماً مع حلفائنا المقربين - كانت بمثابة مقدمة افتتاحية ناجحة، ونحن ندرك مدى أهمية الكويت عندما يتعلق الأمر بتجميع وحل النزاعات في هذه المنطقة مثلما لعبت الكويت دوراً أساسياً في حل النزاع الخليجي، والكويت كانت وما زالت مهمة وفعالة جداً في المساعدة على حل مثل تلك الأمور.

شكراً لـ الجريدة.
لم تمضِ ساعات قليلة على انتهاء المقابلة حتى توجهت سريعاً السفيرة الأميركية، وفق عادتها، إلى موقعها المفضّل «تويتر» لتشكر في تغريدة «الجريدة» على زيارتها، فكتبت رومانوسكي: «شكراً ربيع لزيارتك لي اليوم في السفارة. يسعدني دائماً التحدث مع الصحافيين في الكويت... ترقبوا لقائي في جريدة الجريدة».

إيران والخليج

• ما الذي يحدث في خليج عمان؟ وهل لإيران أي دور في حوادث السفن الأخيرة؟

- الوزير بلينكن حمّل قبل أيام، إيران مسؤولية الهجمات على السفن، ونحن نتناقش مع حلفائنا وأصدقائنا هنا في المنطقة حول الخطوات التالية حيال ذلك، فهذا الوضع يتداخل حقاً في ممرات الشحن الدولية في هذه المنطقة، لكن الأمر واضح جداً بالنسبة لنا... والوزير بلينكن واضح جداً في أننا نحمل الإيرانيين مسؤولية ذلك.

• تحدث بلينكن بعد تحميله المسؤولية لإيران عن رد وشيك... ماذا سيكون هذا الرد في رأيك؟

- لن أتكهن بالرد من جانبنا، لكن يمكنني القول إن هناك محادثات تجري حالياً مع أصدقائنا وحلفائنا المقربين حول الكيفية التي يمكننا أن نتعامل بها جماعياً مع هذا الأمر لأنه يمثل تهديداً لمسارات الشحن البحري للجميع.

• كيف تتوقعين أن يكون أداء ادارة الرئيس الإيراني الأصولي المحافظ الجديد إبراهيم رئيسي وتداعياته على المنطقة؟

- أعتقد أنه سيتعين علينا أن نرى المواقف التي سيتخذها الرئيس الإيراني الجديد وما إذا كانت إدارته ستشارك بشكل بنَّاء في القضايا الإقليمية.

• هل تأملين أنه سيكون مختلفاً عن سابقيه؟

- أعتقد أنه إذا كانت إيران تريد أن تصبح عضواً في المجتمع الدولي... فمن الواضح جداً ما كنا نقوله طوال الوقت بخصوص ما نتوقع أن يفعله الإيرانيون. وأعتقد أننا سندقق بعناية شديدة فيما يفعله الرئيس الإيراني الجديد وفريقه فيما يتعلق باليمن وأجزاء أخرى من هذه المنطقة.

انتفاضة دبلوماسية

• لاحظنا منذ توليك منصبك كسفيرة للولايات المتحدة لدى الكويت في فبراير 2020 أنك تقودين نوعا من «الانتفاضة الدبلوماسية»، وخصوصاً فيما يتعلق بجدول أعمالك وأنشطتك المزدحمة، سواء على أرض الواقع أو عبر الإنترنت. لقد قمت بشيء استثنائي حقاً... من فضلك حدثينا عن هذه الطاقة التي تتمتعين بها للعمل طوال هذا الوقت؟

- (ضاحكة)... يمكنني القول إن لدي طاقة وأنا أستمتع بهذا، فلقد سبق لي أن زرت الكويت مرات عدة وكنت أتطلّع حقاً إلى مجيئي لأكون سفيرة للولايات المتحدة بها.

وأعتقد أنك تعلم أن المجتمع الكويتي ينبض بالحيوية حقاً. وقد كنت أتطلع، كما قلت آنفاً، إلى نوعية ثقافة الديوانية التي أصبحت مختلفة في ظل جائحة «كورونا»، وأقول إنها أصبحت مختلفة لأنني حاولت أخذ نموذج الديوانية وجعله أقرب إلى ما يمكن أن نفعله خلال هذه الجائحة في ظل كل هذه القيود التي نتفق جميعاً على أنها تساعدنا على البقاء آمنين وأصحاء. لذلك، استخدمنا التكنولوجيا وسخَّرناها لنتمكن من الوصول إلى الفنانين ونشطاء حقوق الإنسان ومجتمع الأعمال التجارية. والشيء المثير للاهتمام حقاً هو أنه من السهل جداً القيام بذلك نظراً لكون الكويت في الواقع دولة تتاح فيها خدمات الإنترنت بشكل كبير، ولدى الجميع هواتفهم الذكية، حيث يتواصل الجميع عبر الواتساب من خلال هواتفهم.

ولا بد لي حقاً أن أشكر الشعب الكويتي على الترحيب بي، وعلى انفتاحه، حتى لو كان من خلال مشاركة افتراضية عبر الإنترنت. فبفضل أن الكويت تغيرت وانفتحت في هذا المجال، أصبح بإمكاننا أن نعقد اجتماعات مصغرة معاً انطلاقاً من افتراضنا أن الناس منسجمون مع ذلك، فهذا يسمح لنا أيضاً أن نفعل المزيد وجهاً لوجه، وهذا يدل على ما أعتقد أن الدبلوماسية هي ما يفضله الجميع حقاً.

وعلى سبيل المثال، تمكنت قبل أيام قليلة من الذهاب في جولة في مجتمع أماكن عمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهي نوع من الأماكن التي توجد فيها طاقات كويتية شابة في مجال الابتكار والشركات، وكيف يمكنهم البدء بالقيام بأشياء مختلفة هنا في الكويت. ولقد كان من المثير جداً الجلوس والاستماع إلى شباب كويتيين حاولوا بدء أعمالهم التجارية وإلى التحديات التي تواجههم، وهي التحديات نفسها التي تواجه الشركات الكبيرة هنا، لكن في الحقيقة هناك الكثير من الفرص. وأنا معجبة جداً بمدى نشاطهم، ربما لأن طاقتهم تتشابه مع طاقتي. لكن الأمر الذي يمنحني مزيداً من الطاقة هو أن أعرف أن هنالك طاقات لأتنافس معها.

تفاعل على «تويتر»

• متابعوك على «تويتر» ينتظرون في كل مرة ليعرفوا ما ستأكلين... أين ستقضين عطلة نهاية الأسبوع؟!

- أثمِّن حقاً التعليقات التي أحصل عليها بشأن أنواع الطعام التي يجب أن أجربها هنا في الكويت، أو أنواع الأشياء التي ينبغي أن أفعلها فيها، وأنا أثمِّن حقاً مثل هذا التفاعل.

بين الدبلوماسية ومكافحة الإرهاب

وراء الوجه الدبلوماسي المبتسم دائماً، تحتفظ رومانوسكي بسجل حافل من الخبرة في مجال مكافحة الإرهاب، وبسؤال السفيرة الأميركية عن الفرق بين المجالين، أجابت: «من أجل تحقيق أهدافنا في مجال مكافحة الإرهاب، فإن الكثير مما نقوم به هو أيضاً دبلوماسية، فلقد أنشأنا، على سبيل المثال، تحالفاً عالمياً لمواجهة تنظيم داعش، وفي الحقيقة، فإن وزير الخارجية الكويتي كان في الاجتماع الوزاري الأخير الذي انعقد في روما قبل شهر أو نحو ذلك، وهذه فرصة لاستخدام الدبلوماسية».

وأضافت رومانوسكي: «مكافحة الإرهاب ليست مجرد تدخُّل عسكري، بل تتم أيضاً بالدبلوماسية، ومن هذه الدبلوماسية أن تتحدث عن كيفية المحافظة على أمن حدودك، وعن الكيفية التي يمكنك من خلالها أن تفهم ظهور أيديولوجية التطرف العنيف في دولتك بشكل أفضل. وهذا التحالف الذي قمنا بتأليفه حول العالم لمكافحة الإرهاب يعتمد بشكل كبير على جمع الدبلوماسيين والقطاع الخاص والمجتمع المدني معاً، من أجل فهم أفضل لما يدفع الشباب إلى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية، وذلك لأننا نريد كسر ظهور الإرهابيين»، معقبة: «وهكذا، فإننا نستخدم الدبلوماسية للتقريب بين الدول لتبادل الأفكار والخبرات وبناء شعور بهدف مشترك ضد الإرهابيين».

من اللقاء

• رغم مواعيدها الكثيرة وأهمها موعد سفرها في إجازة استقبلتنا السفيرة الأميركية قبل ساعات من إقلاع طائرتها.

• تفتيش سيارتنا تمّ عن طريق سيدات أمن وبواسطة «ورقة بيضاء» لا يتعدّى طولها 7 سنتيمترات، وبإمكانها الكشف عن أي أشياء غير اعتيادية.

• حرصت رومانوسكي على استقبالنا في منزلها بدلاً من مكتبها.

• رغم تباين الأسئلة وتعدّد الإجابات فإن الابتسامة لم تفارق وجه رومانوسكي طوال المقابلة.

• إجراءات أمنية «سهلة» ومكثّفة منذ لحظة الوصول إلى مدخل السفارة الرئيسي حتى دخول منزل السفيرة.

• الشكر الكبير للمسؤول الإعلامي في السفارة الأميركية خالد الشمّاع على تسهيله مهمّتنا منذ اليوم الأول لطلبنا إجراء المقابلة وحتى مرافقتنا إلى سيارتنا لتوديعنا.

ربيع كلاس

الوضع في أفغانستان مقلق جداً ومخيب للآمال ونركز على منع الإرهابيين من مهاجمتنا على أرضنا

زيارة بلينكن مقدمة افتتاحية ناجحة وناقشت قضايا خطيرة وصعبة

رد فعل أنقرة بالنسبة للمترجمين يبدو كما لو كنا سننقلهم إلى دولة ما ونتخلى عنهم

الكويت ستحصل في غضون العامين المقبلين على معدات عسكرية جديدة

نتفاوض مع حلفائنا حول كيفية التعامل جماعياً مع تهديد إيران لمسارات الشحن البحري

زرت الكويت مرات عدة وكنت أتطلّع لأكون سفيرة بها

المجتمع الكويتي ينبض بالحيوية وكنت أتطلع إلى نوعية ثقافة الديوانية التي أصبحت مختلفة في ظل «كورونا»

أشكر الكويتيين على ترحيبهم بي حتى لو من خلال مشاركة افتراضية عبر الإنترنت
back to top