واصلت حركة «طالبان» ضغطها وتقدمها في شمال أفغانستان وسيطرت أمس، على سادس عاصمة لولاية من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34، وأكثر من 160 من 400 منطقة إقليمية، و7 من أصل 10 معابر في استراتيجية واضحة، للسيطرة على المناطق الحدودية، بشكل خاص، متجنّبة خوض معارك للسيطرة على كبريات المدن، لا سيما العاصمة كابول.

وأعلن نائب حاكم سمنغان سيطرة «طالبان» أمس، على أيبك عاصمة الولاية الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي ولاية قندوز الاستراتيجية الشمالية.

Ad

ويبدو أن الحركة لا تفكر في إبطاء الوتيرة المحمومة لتقدمها في الشمال. فقد أعلن المتمردون أنهم هاجموا مزار شريف كبرى مدن الشمال وعاصمة ولاية بلخ، لكن السكان والمسؤولين قالوا، إنهم لم يصلوا إليها بعد.

وقالت الشرطة في بلخ، إن أقرب موقع شهد معارك يبعد 30 كيلومترا على الأقل منها.

إلى ذلك، ووفق استراتيجية الحركة السيطرة على المعابر ومراكز الولايات الحدودية، تمكنت «طالبان» في الأسابيع الأخيرة، من السيطرة على 5 معابر حدودية، لترفع بذلك مجموع عدد المعابر التي تسيطر عليها إلى 7، من أصل 10 معابر حدودية للبلاد مع جيرانها.

وإلى جانب هذه المعابر، استطاعت الحركة السيطرة على 6 عواصم إقليمية، 4 منها حدودية، وهي: مدينة زارنج عاصمة ولاية نيمروز الحدودية مع إيران، ومدينة شربرغان عاصمة جوزجان الحدودية مع تركمانستان، وقندوز عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، وطالقان عاصمة ولاية تخار، وكلتاهما على الحدود مع طاجيكستان، اضافة إلى ولاية سامنغان وعاصمتها ايبك في الشمال، بينما تتعرض قندهار بالجنوب وهيرات في الغرب قرب الحدود مع إيران، ثاني وثالث المدن، لهجمات منذ أيام عدة، على غرار ما يحصل في لشكركاه عاصمة ولاية هلمند الجنوبية، وأحد معاقل المتمردين.

ومع سيطرة «طالبان» على هذه المدن الكبيرة، أصبحت قادرة على التأثير في المستقبل.

وتشكّل السيطرة على قندوز، مفترق الطرق الاستراتيجي في الشمال بين كابول وطاجيكستان، أكبر نجاح عسكري لها.

وفي محاولة لوقف «طالبان»، شنت قوات خاصة أفغانية هجوماً مضاداً بقندوز، حيث فر السكان من الصراع. وتكتسب قندوز أهمية كبيرة، فالسيطرة عليها تعني أن «طالبان» ستتجه إلى 3 طرق بشكل حتمي، ولكل منها تأثيراته الداخلية والخارجية الهائلة.

فالأول، تتوجه من خلاله شرقاً نحو ممر واخان المجاور للصين، أو غرباً لمحاولة السيطرة على مدينة مزار شريف، أو جنوباً نحو كابول، وهي كلها خيارات للسيطرة على مناطق ذات حساسية خاصة، داخليا وإقليمياً، وستغيّر كل واحدة منها كامل المشهد والمستقبل الجيوسياسي لأفغانستان.