شددت السفيرة الأميركية لدى البلاد ألينا رومانوسكي على أن بلادها لن تجبر أي دولة على استقبال وبقاء المترجمين الأفغان الذين تعاونوا مع الأميركيين طوال 20 عاماً، على أراضيها، مؤكدة أنه «لا يمكننا أن نفرض على دولة شيئاً لا تريده، لكننا نأمل أن تساعدنا الحكومات مؤقتاً في استكمال إجراءات إخراج أولئك المترجمين وعائلاتهم، ونتمنّى أن نتمكن من الاعتماد على أصدقائنا وحلفائنا لكي يدعمونا في هذا الجهد».وقالت رومانوسكي، في حوار مع «الجريدة»، إن «هؤلاء الأفغان لن يبقوا في هذه الدول، بل في منشآت إيواء مؤقتة وسيواصلون طريقهم إلى الولايات المتحدة»، لافتة إلى أن هناك «نقاشاً مع الكويت والمنطقة في هذا الصدد».
واعتبرت أن رد فعل تركيا ورفضها القاطع استضافة أحد من أولئك المترجمين «يبدو كما لو كنا سننقلهم إلى دولة ما ونتخلى عنهم، لكن هذا ليس واقع الحال على الإطلاق، فالحقيقة أن الرئيس جو بايدن يشعر بقوة بأنه من المهم لنا دعم أولئك الذين وقفوا إلى جانبنا في أفغانستان طوال عقدين».ودافعت السفيرة عن قرار بايدن المفاجئ بسحب القوات الأميركية من أفغانستان، رغم التدهور الخطير والسريع للوضع الأمني هناك، مقرة في الوقت نفسه بأن الوضع «مقلق ومخيب للآمال».ورداً على سؤال هل سينسحب إنهاء الولايات المتحدة 20 عاماً من وجود قواتها في أفغانستان، على وجودها العسكري في المنطقة عموماً وفي الكويت خاصة؟ أجابت بأن «نقل قدراتنا العسكرية من مكان إلى آخر حول العالم لا يعني أننا نقلّص التزامنا بأمن هذه المنطقة، فالتزاماتنا قوية، والأمر يتعلق ببناء شبكة أمنية قوية وإطار عمل بالتعاون مع أصدقائنا، وهو ما قمنا ومازلنا نقوم به هنا في هذه المنطقة منذ فترة طويلة».
وعن التقرير الأميركي السنوي بشأن الاتجار بالبشر، رأت أن بلادها تؤمن بأن لها دوراً قيادياً قوياً في مجال حقوق الإنسان حول العالم، لافتة إلى أن الكويت لا تزال تحتل المرتبة الثانية في هذا التقرير، «وهي تتحسن وتواصل إثبات أنها تُحاكم المتاجرين بالبشر».وبينما أعربت عن تطلّعها إلى انعقاد الحوار الاستراتيجي الخامس بين بلادها والكويت لبحث القضايا التي تهم الدولتين بطريقة استراتيجية، آملة أن يتمّ ذلك قبل نهاية العام الحالي، ذكرت أنها لا تعتقد أن البلدين سيبرمان أي اتفاقات عسكرية خلال الحوار المقبل «لكن الكويت ستحصل في غضون عامين أو نحو ذلك على مُعدات عسكرية جديدة» مؤكدة أن الولايات المتحدة «تُدرك مدى أهمية الكويت عندما يتعلق الأمر بحل النزاعات في هذه المنطقة مثلما لعبت دوراً أساسياً في حل النزاع الخليجي، فقد كانت وما زالت مهمة وفعالة جداً في المساعدة على حل مثل تلك الأمور».وفي الملف الايراني، حمّلت رومانوسكي طهران مسؤولية حوادث السفن الأخيرة في خليج عمان، مؤكدة أن واشنطن تناقش مع الحلفاء والأصدقاء في المنطقة الخطوات التالية حيال ذلك الأمر الذي يمثل تهديداً لمسارات الشحن البحري للجميع.وأضافت أن الإدارة الأميركية تراقب عن كثب أداء إدارة الرئيس الإيراني الأصولي المحافظ الجديد إبراهيم رئيسي، وما إذا كانت ستشارك بشكل بنَّاء فيما يتعلق باليمن وأجزاء أخرى من هذه المنطقة.
بناء جيل من «طلاب الإنترنت الكويتيين»
أقرت السفيرة رومانوسكي بأن التهديدات السيبرانية تشكّل مصدر قلق في أرجاء العالم، مؤكدة أن أحد المجالات التي من المهم التفكير فيها لتحقيق الأمن السيبراني، هو بناء جيل من الخبرة، وهذا هو المجال الذي نواصل فيه دعم المنح الدراسية لطلاب كويتيين ليدرسوا بمجال الإنترنت أو في مجالات أمن البيانات والمعلومات».مجتمع نابض بالحيوية
وصفت السفيرة الأميركية المجتمع الكويتي بأنه ينبض بالحيوية، مضيفة: «كنت أتطلع إلى نوعية ثقافة الديوانية التي أصبحت مختلفة في ظل جائحة كورونا».وذكرت أنها حاولت أخذ نموذج الديوانية «لجعله أقرب إلى ما يمكن أن نفعله خلال هذه الجائحة في ظل كل هذه القيود التي نتفق جميعاً على أنها تساعدنا على البقاء آمنين وأصحاء».