في الصميم: أوطان أسقطها خونتها
لم يدخل النظام الإيراني قرية إلا أفسدها بخونتها، انظروا ماذا حل بالعراق وسورية ولبنان واليمن، وماذا حل بعملات هذه الدول وبنيتها وتعليمها واقتصادها وأمنها ومدنها، إنه دمار ممنهج يتم على أيدي عملائها ومرتزقتها من البلد نفسه.
هناك أوطان أسقطها خونتها، وكلما كبر مركز وسلطة الخائن تسارع سقوطها بيد الغزاة، سورية ولبنان والعراق واليمن أربع دول خانها حثالة من مواطنيها، فسقطت لقمة سائغة تحت سنابك الغزاة الإيرانيين، إنهم خونة سلموا مصير وأمن ومستقبل أوطانهم وشعوبهم من أجل جاه وسلطان، أو لأحلام طائفية لم ولن تنفعهم، فهم ليسوا في نهاية الأمر إلا عملاء سيتم التخلص منهم في حال إتمام مهمتهم.مشاكل لبنان الطائفية والسياسية والأمنية والاقتصادية مصدرها واحد، ولن يستطيع أحد أن يدفن رأسه تحت صخور لبنان الجبلية، أو يدّعي أنه يبحث عن حلول لأزماتها المزمنة الأبدية، فلا فرنسا ولا أميركا ولا حتى إسرائيل بغافلين عن السبب الحقيقي وراء مآسي لبنان، وغيرها من دول المنطقة، لبنان يدار اليوم من خونة لحساب النظام الإيراني.دمار مرفأ بيروت وما جاوره سببه تخزين مواد مهلكة لصالح حزب اللات الإيراني، الكل يعلم بذلك، وأولهم أصحاب البلد اللبنانيون وكل الدول المحورية صرحت بذلك، صرحت تفصيليا كيف ومتى ولمن تلك المواد ولمن أرسلت ومن خزّنها، وحتى من علم بها من متنفذين ولم يحركوا ساكنا، وإلا ما الذي يمنع من بيدهم الأمر من المضي قدما في تحقيقاتهم؟
الوضع اللبناني منهار بعد الفشل الحكومي والمؤسسي الكامل، لا أحد يستطيع أن يشكل حكومة لبنانية كحال دول العالم من دون موافقة النظام الإيراني، لا أحد يستطيع أن يضمن المساعدات الدولية من دون موافقة إيران، لا أحد يستطيع مكافحة الفساد ولا النهوض بالاقتصاد إلا بموافقة إيرانية مشروطة، ولا أحد يجرؤ أن يوجه أي اتهام للمتسبب الحقيقي بكارثة مرفأ بيروت من دون موافقة إيران، فلا أحد في لبنان يتجرأ بالجهر بما يعلم، فمصيره معروف وقاتله معروف، وسيُغتال كما اغتيل رفيق الحريري وغيره من وطنيي لبنان. يصف مواطن لبناني الوضع في بلده، فيقول: كل ما في لبنان أصبح «أوريجنال»، ويقصد هنا بأن لبنان يعيش على البركة، فالسيارات كثيرة ولكنها بلا وقود، ومحطات الكهرباء موجودة ولكنها لا تعمل إلا ساعات معدودات حتى تستطيع مافيا الشركات بيع خدماتها، والليرة اللبنانية لم تعد تصلح لشيء، ويقول: نحن نعيـــــش بلا حكــومة منذ زمـــن طويــــل، فالحكومة لا تشكّل ولا تعمل إلا بموافقة إيرانية، وختم تعليقه سائلا صاحبه: على فكرة هل لدينا رئيس دولة؟ لم يدخل النظام الإيراني قرية إلا أفسدها بخونتها، انظروا ماذا حل بالعراق وسورية ولبنان واليمن، وماذا حل بعملات هذه الدول وبنيتها وتعليمها واقتصادها وأمنها ومدنها، إنه دمار ممنهج يتم على أيدي عملائها ومرتزقتها من البلد نفسه.نقول: لا تصدقوا ولا تأملوا في أن هناك من يهتم بما يحل في منطقتنا من غزو ودمار، فكل ما حصل ويحصل مخطط له من منذ ما يقارب الأربعة عقود، منذ عهد كيسنجر، ولن تقوم لنا قائمة ما لم يتم التخلص من خونة العرب.
طلال عبدالكريم العرب
كل ما حصل ويحصل مخطط له من منذ ما يقارب أربعة عقود