بعد 3 أسابيع من إعلانها الانضمام مجدداً إلى الاتحاد الإفريقي كدولة بصفة مراقب ووسط جهود جزائرية لإجهاض الخطوة التي قالت، إنها تمت دون تشاور مع الأعضاء، تشهد الساحة الإفريقية نشاطاً ملحوظاً للدبلوماسية الإسرائيلية انطلاقاً من إثيوبيا، التي ساعدتها على العودة لمؤسسة القارة السمراء، ووصولاً إلى المغرب الذي يستعد لاستقبال وزير الخارجية يائير لابيد اليوم، بأول زيارة رسمية يقوم بها وزير عبري للبلد العربي منذ استئناف العلاقات بين البلدين نهاية العام الماضي.

وأفادت تقارير عبرية أمس، بأن المغرب وإسرائيل وقعا اتفاق تعاون في مجال السايبر الدفاعي، ستعمل بموجبه تل أبيب على إقامة منظومة سايبر مغربية.

Ad

وذكرت التقارير نقلاً عن مصادر، أن التوقيع على الاتفاق جرى في يوليو الماضي، وكان في موازاة نشر تقارير عالمية حول استخدام المخابرات المغربية برنامج "بيغاسوس" الهجومي الإسرائيلي للتجسس.

وهذا أول اتفاق من نوعه بين الدولتين منذ توقيع اتفاقيتي "التحالف" وتطبيع العلاقات بينهما، وجرى توقيعه خلال زيارة المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ألون أوشبيز، للمغرب من أجل الإعداد لزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي.

ويأتي ذلك في وقت نقل عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله، إنه يتوقع أن يعلن المغرب عن رفع مستوى مكتبه التمثيلي في إسرائيل إلى مستوى سفارة، بمناسبة مرور سنة على اتفاق التطبيع في ديسمبر المقبل.

زيارة لابيد

ومن المقرر أن يفتتح لابيد، الذي يترأس وفداً يضم مسؤولين في قطاعات متعددة من بينها السياحة والعمل والصحة، مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة المغربية الرباط غداً.

وذكر موقع "إسرائيل 24" الرسمي أن الزيارة سوف تُستهل بـ"زيارة ضريح الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني".

وتابع: "سيلتقي لابيد نظيره المغربي ناصر بوريطة، إذ من المقرر أن يتم توقيع 3 اتفاقيات لتعميق التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين".

وأضاف الموقع "يُنتظر أن يلتقي مسؤولون إسرائيليون مع وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي المغربية نادية فتاح العلوي، ومسؤولين بوزارة الصحة المغربية، للتباحث بشأن مواجهة تداعيات وباء كورونا".

كما يتضمن برنامج الزيارة إقامة الصلاة، في أحد المعابد اليهودية بمدينة الدار البيضاء، ثم يختتم الوفد الإسرائيلي زيارته بمؤتمر في أحد فنادق العاصمة الاقتصادية.

أديس أبابا

وقبل يومين من زيارة لابيد إلى المملكة المغربية التي تأتي بعد نحو 18 عاماً على الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأسبق سليفان شالوم عام 2003، احتضنت تل أبيب مؤتمراً نظمته السفارة الإثيوبية، لتنشيط الاستثمار الإسرائيلي في أديس أبابا، في خطوة تهدف إلى مكافأتها على مساعدتها الدولة العبرية في استعادة علاقتها بالمنظمة الإفريقية الرئيسية بعد عقدين من خسارتها عضويتها بمنظمة الوحدة الإفريقية المنحلة.

وحضر المؤتمر العديد من أصحاب المصلحة بشأن كيفية تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين إثيوبيا وإسرائيل، إذ أطلعت السفيرة الإثيوبية فوق العادة ريتا أليمو، الجانب العبري على ازدهار فرص الاستثمار في بلدها، ودعت مجتمع الأعمال إلى الاستفادة من المناخ الملائم في البلد الذي يضم مقر الاتحاد الإفريقي.

مدير «CIA»

إلى ذلك، وصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، إلى تل أبيب، أمس، لبحث الملف الإيراني، بما في ذلك استهداف السفينة الإسرائيلية "ميرسر ستريت" في بحر عُمان قبل نحو أسبوعين، إضافة إلى إطلاع المسؤولين في الدولة العبرية على احتمال العودة إلى "مفاوضات فيينا النووية" مع طهران بعد تولي الرئيس الأصولي المحافظ إبراهيم رئيسي السلطة.

وتأتي زيارة بيرنز لتل أبيب التي تعد الأولى له منذ تعيينه في منصبه في مارس الماضي بأوج التوتر بين إيران وإسرائيل، خصوصاً بعد استهداف السفينة المذكورة وتراشق الاتهامات والتهديدات بين تل أبيب وطهران، واندلاع جولة التصعيد الأخيرة بين "حزب الله" وإسرائيل.

وقال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، إن بيرنز سيلتقي برئيس الحكومة نفتالي بينت، ورئيس الموساد دافيد برنيع، ومسؤولين آخرين في المنظومة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، لاسيما في جهاز الاستخبارات.

في غضون ذلك، كشف وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج، عن وجود اتصالات مع دول خليجية، فيما يتعلق بالملف الإيراني، مؤكداً أن الملف يعد مسألة عالمية لا تخص دولة بعينها.

وأشار الوزير العربي بالحكومة الإسرائيلية، في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، إلى أنه يحلم بيوم يتوجه فيه إلى مكة المكرمة لإداء فريضة الحج بشكل مباشر، دون تعب أو معاناة، ولديه قناعة أننا "سنرى مثل هذه الفرصة قريباً".

من جانب آخر، من المقرر أن يعقد مدير الـ"CIA" محادثات في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج.

ويأتي الاجتماع وسط أحاديث عن تواصل الجهود والضغوط الأميركية من أجل إعادة فتح القنصلية الأميركية الخاصة بالتعامل مع الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة.