مع جنوح إثيوبيا أكثر إلى حرب أهلية، في ظل الفشل بوقف تقدم متمردي جبهة تيغراي شرقاً وجنوباً، فاجأ رئيس الوزراء أبي أحمد الإثيوبيين، أمس، بدعوتهم جميعاً للانضمام إلى القوات المسلحة، للمساعدة في وضع حد لتمدد النزاع، الجاري منذ تسعة أشهر والمحتدم في 3 أقاليم، إلى المزيد من المناطق.

وبعد أقل من شهرين من إعلانه وقف إطلاق النار من طرف واحد مع جبهة «تحرير تيغراي»، التي هيمنت على الساحة السياسية ثلاثة عقود قبل تسلّمه السلطة في 2018، قال أحمد، في بيان وزعه مكتبه: «حان الوقت لجميع الإثيوبيين المؤهلين والبالغين للانضمام إلى قوات الدفاع والقوات الخاصة والميليشيات، وإظهار وطنيتهم».

Ad

وفي وقت سابق، قال الناطق باسم إقليم أمهرة غيزاشيو مولونه إن «معارك عنيفة جداً» تجري في مدينة ولديا، التي تعد محوراً استراتيجياً يصل إقليم تيغراي الشمالي بالعاصمة أديس أبابا في الجنوب، وشرقاً بجيبوتي، وغرباً ببحر دار، عاصمة إقليم أمهرة.

وأشار مولونه إلى أن «جبهة تحرير تيغراي» نشرت أسلحة ثقيلة في مناطق مأهولة بالسكان، مشيراً إلى تحقيقات في مقتل مدنيين وتدمير منازل.

وبعدما أرسل أحمد، في نوفمبر الماضي، قوات لإطاحة الجبهة وإحراز نصر سريع، اتّخذت الحرب منعطفاً مفاجئاً في يونيو باستعادة قوات تيغراي عاصمة الإقليم ميكيلي، وانسحب منه القسم الأكبر من القوات الإثيوبية، وتحرّكت منذ ذلك الحين شرقاً باتّجاه عفر وتوغلت داخل مديرياتها، وجنوباً باتّجاه أمهرة واستولت على مواقع استراتيجية منها المطار وأماكن تاريخية وسياحية.

وأكدت الأمم المتحدة مواجهة مئات الآلاف من سكان الإقليمَين المحاذيَين لتيغراي مجاعةً وحالات طوارئ غذائية.

وأوضح المدير الإقليمي لشرق إفريقيا في برنامج الأغذية العالمي، مايكل دانفورد، أن 300 ألف شخص في هاتين المنطقتين يواجهون «حالات طوارئ» غذائية، وذلك بعد تحذيره سابقاً من أن نحو 400 ألف شخص في تيغراي «يعانون بسبب المجاعة».

من جهتها، أعربت المديرة التنفيذية لمنظّمة «يونيسف»، هنرييتا فور، عن «قلقها البالغ إزاء تقارير تفيد بمقتل أكثر من 200 مدني نصفهم أطفال في هجمات استهدفت عائلات نازحة»، مشيرة إلى أن «إمدادات غذائية أساسية قد دُمّرت».