دخلت الجزائر، أمس، في حالة استنفار مع مواصلة فرق الحماية المدنية، مدعومة بقوات من الجيش ومتطوعين، إخماد حرائق الغابات التي تجتاح شمال البلاد، وخصوصاً في منطقة القبائل. وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 65 شخصاً، من بينهم 28 عسكرياً، إضافة إلى عشرات المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات بحالات حرجة.

وأعلن الرئيس عبدالمجيد تبون الحداد الوطني وتنكيس الأعلام ثلاثة أيام، والتجميد المؤقت لكل الأنشطة الحكومية والمحلية، ماعدا التضامنية منها، مؤكداً أن الجيش والسلطات ستجند كل الإمكانيات المادية والبشرية، للسيطرة على 99 حريقا اندلعت في 14 ولاية.

Ad

وأعلنت إدارة الغابات الجزائرية أنه تم إخماد ثمانين حريقا في ولاية تيزي وزو، في حين تتواصل جهود إخماد 23 حريقا آخر، مضيفة أن الحرائق أتت على حوالي عشرين ألف هكتار بالولاية.

ويحاول بعض السكان في «تيزي وزو» إخماد الحرائق بأنفسهم، في حين فر الكثيرون إلى فنادق وبيوت للشباب ومدن جامعية بعد احتراق منازلهم أو محاصرتها بالدخان.

وأطلقت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لإمداد المستشفيات ومراكز توفير الرعاية الصحية بضمادات ومراهم لمعالجة الحروق، نظراً للنقص الحاد في هذه المستلزمات.

ومساء أمس الأول، أكد الوزير الأول أيمن عبدالرحمن أن «أيادي إجرامية» ليست بعيدة عن الحرائق، موضحاً أن بؤر الحرائق على مستوى ولاية تيزي وزو، التي تعد الأكثر تضررا، تم اختيارها بدقة متناهية، نظراً لسرعة انتشار النيران وصعوبة وصول وسائل الإنقاذ إليها.

وأشار إلى اعتقال 3 أشخاص من قبل مصالح الأمن بولاية المدية جنوبي العاصمة الجزائرية لضلوعهم في الحرائق التي اندلعت بالمنطقة، مشدداً على أن الدولة لن تتسامح مطلقا مع المتورطين وستفرض عليهم أقصى العقوبات.

وأوضح بن عبدالرحمن أن بلاده أجرت اتصالات مع شركائها الأوروبيين لاستئجار طائرات إطفاء حرائق، وقال إنه يتطلع لاتفاق في أقرب وقت ممكن.