أثار اغتيال مدير بلدية كربلاء، المهندس عبير سليم، بالرصاص في الشارع، غضباً عراقياً وردود فعل منددة بظاهرة الإفلات من العقاب، لا سيما بحق قتلة ناشطين، في حين زار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي موقع الجريمة وعائلة الضحية وتعهد بالقصاص.

وأفاد بيان لرئاسة الوزراء بأن مدير بلدية كربلاء قُتل «على يد أحد المتجاوزين أثناء أداء واجبه في إزالة التجاوزات على الشوارع العامة للمحافظة»، أمس الأول، مؤكداً أن كاظمي تعهد بأن «القتلة والمجرمين لن يفلتوا من العقاب، وإننا نبحث عن القصاص والعدل لكل من تسوّل له نفسه استرخاص الدم العراقي، فلا يوجد أحد فوق القانون».

Ad

وانتشر على مواقع التواصل مقطع فيديو لكاميرا مراقبة يوثق لحظة مقتل مدير البلدية، ويظهر فيه وبرفقته قوى أمنية في أحد شوارع المدينة، قبل أن يأتي رجل بثوب أبيض ويقوم بإطلاق النار عليه، مما أدى إلى مقتله.

وخلال زيارة الكاظمي، أحضرت القوى الأمنية القاتل المفترض، الذي ألقي القبض عليه في وقت سابق، إلى مكان الحادث، بحسب رئاسة الوزراء التي نشرت صوراً للكاظمي وهو يتوجه إليه بالكلام بينما عيناه معصوبتان.

لكن رأى مغرد أنه كان أجدى برئيس الوزراء أن يفعل المثل «مع قتلة الناشطين» مثل «قاسم مصلح المسؤول عن اغتيالات كربلاء». واعتبر آخر أن قتل مدير بلدية كربلاء بتلك الطريقة «يدل على الانفلات والاستهتار من قبل المجتمع، وضعف إجراءات سلطات تنفيذ القانون والاستقواء المجتمعي بالعشيرة والطائفة والحزب».

ويندد ناشطون ومتظاهرون بوجود حالة من الإفلات من العقاب في قتل ناشطين. فمنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر 2019، تعرّض أكثر من 70 ناشطاً لعملية اغتيال أو محاولة اغتيال، في حين اختُطف عشرات آخرون لفترات قصيرة.

من جهة أخرى، توقف عمل اللجنة المختصة بإجراء تعديلات دستورية إثر خلافات حول تغييرات يراها مراقبون بأنها تصب في مصلحة أطراف سياسية دون أخرى، ليبقى الأمر مطلباً شعبياً قائماً لم يتحقق بعد.

ورغم الحاجة الماسة لهذه التغييرات، فإن وضع العراق حالياً يقف حائلاً دون إجراؤها، في وقت يتحدث البعض عن احتمالية وجود اتفاق بين القوى المشاركة في العملية السياسية، لإجراء هذه التعديلات بعد الانتخابات.

ويرى كثيرون أن الأوساط الشعبية فقدت الثقة بإمكانية إجراء القوى السياسية أي تغييرات فعلية في إطار الدستور أو قضايا إشكالية أخرى.

في غضون ذلك، حذر مصدر أمني من خطط لتنظيم «داعش» لاستهداف مصادر المعلومات للجيش العراقي، في المناطق المحررة منه سابقاً، مؤكداً أنه «قام في الأشهر الأخيرة باستهداف بعض المتعاونين في محاولة للانتقام والحد من تسريب المعلومات التي تتابع تحركات عناصره».

إلى ذلك، قتل 6 جنود وعنصران من شرطة النفط، وأصيب آخر بجروح خلال حادث، أثناء تفجيرهم مخلفات للتنظيم في شمال شرق بيجي بمحافظة صلاح الدين.

من جهة ثانية، بحث وزير الخارجية فؤاد حسين، أمس، مع نظيره الباكستاني، مخدوم شاه محمود قريشي، في إسلام آباد، تعزيز التعاون وتطوير العلاقات في المسائل ذات الاهتمام المشترك.