مبعوث بايدن يلتقي حفتر وصالح في القاهرة
واشنطن تعتبر مصر شريكاً دفاعياً وتدرس الإفراج عن مساعداتها العسكرية
شهدت العاصمة المصرية فصلاً من الجهود الدولية لدعم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية في ديسمبر المقبل، إذ احتضنت لقاءات جمعت مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند مع قائد «الجيش الوطني» الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح أمس.وقالت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا، عبر حسابها على «تويتر»، إن زيارة نورلاند لمصر، بهدف لقاء حفتر وعدد من كبار المسؤولين المصريين، كجزء من الجهود لدعم الانتخابات في ليبيا والمقررة ديسمبر المقبل، وأن اللقاء يأتي «على غرار الاتصالات الأخيرة مع الشخصيات الليبية الرئيسية».وأشارت السفارة إلى أن السفير نورلاند يواصل من خلال اتصالاته مع الأطراف الليبية كافة «التركيز على الضرورة الملحة لدعم التسويات الصعبة اللازمة لإيجاد القاعدة الدستورية، والإطار القانوني المطلوب الآن من أجل إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل»، مشددة على دعم واشنطن حق الشعب الليبي في اختيار قادته من خلال عملية ديموقراطية حرة ونزيهة.
وتأتي لقاءات المبعوث الأميركي في القاهرة، في وقت حساس، إذ يأتي في أعقاب تصريحات لحفتر قال فيها، إنه سيعمل وقوات الجيش بشكل منفصل، ولن يخضع لأي سلطة باسم المدنية أو غيرها، مفضلا التعامل مع سلطة ينتخبها الشعب مباشرة، إذ شهدت الأشهر الماضية تهدئة واسعة بين مختلف فرقاء المشهد الليبي، مما عزز إمكانية إجراء انتخابات عامة تعيد بعض الهدوء لليبيا بعد عشرية كاملة من الفوضى والاقتتال الأهلي.وقالت مصادر مصرية مطلعة لـ «الجريدة»، إن اللقاءات تعبر عن محورية الدور المصري في حل الأزمة الليبية عبر بوابة الحل السياسي، وان احتضان القاهرة للقاءات الأخيرة تأكيد على الدور المصري المستمر في دعمه لكل الأطراف الليبية وصولا إلى إجراء الانتخابات العامة نهاية العام بما يضمن عودة الاستقرار إلى البلد المجاور لمصر من جهة الغرب.في السياق، تلقت القاهرة إشادة من إدارة بايدن، عبر وصفها بـ «الشريك الدفاعي» الذي يؤدي دورا بناء، في إطار تقييم مجلس الشيوخ لتقديم مساعدات عسكرية جديدة لمصر، أمس الأول، إذ قالت نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، دانا سترول: «نعتقد أن لدى مصر هواجس مشروعة»، و«نعتقد أن المساعدة الأمنية لمصر هي وسيلة أساسية لتلبية هذه الاحتياجات».ولفتت سترول إلى أن الإدارة الأميركية تعتبر أن «مصر تؤدي دورا بناء في ما يتعلق بأمن الحدود وليبيا وبسد النهضة وبالنزاع في غزة»، وكذلك الطلعات الجوية للجيش الأميركي، وحركة عبور قناة السويس، لافتة إلى موافقة مصر على تخصيص مبلغ من ميزانيتها وعدم الاكتفاء بجزء من المساعدات الأمنية الأميركية البالغة 1.3 مليار دولار سنويا، لتحديث أسطولها من مروحيات أباتشي أميركية الصنع.وتدرس إدارة الرئيس بايدن الإفراج عن مساعدات عسكرية بقيمة 300 مليون دولار، سبق أن ربط الكونغرس تقديمها بالتقيد بمعايير حقوق الإنسان، وقال مسؤولون في الإدارة خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، إن بايدن جعل من ملف حقوق الإنسان أولوية في المحادثات مع مصر.