قال وزير النفط وزير التعليم العالي د. محمد الفارس إن الاخطار التي خلفتها ومازالت تخلفها جائحة كورنا على المستوى العالمي والاقليمي كبيرة ومتشعبة، مشيرا إلى أن تأثير تلك الجائحة طال مختلف جوانب الحياة في العالم أجمع، لافتا إلى أن مجلس الوزراء اتخذ عدة قرارات على المستوى التعليمي كان آخرها الايعاز للمؤسسات التعليمية بالاستعداد لعودة الدراسة والجامعات اعتبارا من سبتمبر المقبل.

وأضاف الفارس، أمس الأول، في كلمة له خلال حضوره منتدى التعليم الافتراضي الثاني ما بعد جائحة كورونا الذي نظمه معهد المرأة للتنمية، أنه تم التركيز على البعثات الخارجية وتضمين تخصصات جديدة، وكذلك التركيز على التخصصات الطبية والطبية المساعدة وعلوم الحاسوب والأمن السيبراني والطاقة المتجددة لكي تتماشى مع احتياجات الكويت الحديثة بعد التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، موضحا انه سيتم تنويع مخرجات التعليم بإنشاء جامعات حكومية وخاصة جديدة وتفعيل منظومة البعثات الداخلية.

Ad

من جانبها، اعتبرت المنسقة العامة للمنتدى رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام كوثر الجوعان، أن التعليم "بوابة التنمية الشاملة"، وكفاءة مخرجاته تعد رأس المال البشري الذي يستثمر لبناء الأوطان وتقدم المجتمعات، كما يعد أولوية في المجتمعات المتقدمة، ويأتي في قمة البناء الاستراتيجي للخطط التنموية.

وبينت الجوعان أن "هذا المنتدى في نسخته الثانية يأتي استكمالا لمبادرة المعهد لبحث قضايا التعليم لما بعد جائحة فيروس كورونا حيث عايشنا التغير الجوهري في التعليم خلال السنتين الماضيتين والتحول من التعليم التقليدي في الفصول الدراسية إلى التعليم عن بعد، وما يحمله من أبعاد مختلفة وطموحات ومشكلات تم طرحها ومناقشتها على جميع المستويات".

تعزيز الهوية

بدوره، تحدث استاذ علم الاجتماع والانثربولوجي بكلية العلوم الاجتماعية د. يعقوب الكندري عن المناهج التعليمية ودورها في تعزيز الهوية المجتمعية والمواطنة والقيم الانسانية لتحقيق استدامة التعليم، مشيرا إلى أن بعض شباب الجيل الحالي لا يعرفون متى استقلت الكويت ولا يعرفون أي شيء عن الدستور.

من جانبه، قال عضو هيئة التدريس المهندس وائل المطوع: نتمنى من الحكومة بدء اصلاح التعليم بإنشاء هيئة خاصة بضمان جودة التعليم التي نحن بحاجة ماسة لها.

وأشار إلى خلل واضح في خريجي الثانوية العامة، اذ إن الثانوية في عام 2017 كانت نسبة النجاح 78% بتخريج 29 ألف طالب، وفي عام 2018 كانت النسبة 67% وكان عدد الناجحين 25 ألفا، وفي عام 2019 كانت نسبة النجاح 73%، مردفا: ولكن الكارثة كانت في سنة "كورونا" 2020، اذ قفزت نسبة النجاح إلى 98% بـ 39 ألف طالب خريج، وفي عام 2021 كان عدد الخريجين 44 ألف طالب خريج، لافتا إلى أن هذا التضخم في عدد الخريجين كيف تستوعبه مؤسسات التعليم العالي كلها مجتمعة؟ مشددا على أهمية تحويل كلية التربية الاساسية إلى جامعة، فهي تضم أكثر من 25 ألف طالب وعليها عبء كبير.

من جهته، قال أستاذ المناهج وطرق التدريس بـ "التطبيقي" د. عمار العجمي ان اعداد المعلم هو المحور الاكثر اهمية في اصلاح التعليم، لافتا إلى أن هناك دراسات اثبتت وجود مشكلات في برامج اعداد المعلمين، وأن مهنة التعليم ينظر لها بأنها ذات أمان وظيفي عال إلا أنها لا تحظى بمكانة جيدة في المجتمع، وهذه إحدى الاشكاليات الكبيرة لافتا إلى أن فنلندا نسبة رفض المتقدمين لسلك التعليم 90% وهذا يعطي انطباعا عن مدى صعوبة اختيار طلبة كلية التربية.

من جانبه، قال ممثل جمعية جودة التعليم بدر البحر، إن "كورونا" على مساوئها إلا أنها كشفت لنا قصور وفشل بعض قيادات وزارة التربية والتعليم الذين يجب أن يتم اقصاؤهم، مشددا على أنه يجب كذلك غل يد اللجنة التعليمية البرلمانية عن التدخل في الشأن التعليمي.

كاتب