نظم الباحثان بشار خليفوه وصلاح الفاضل ندوة بعنوان "تاريخ الكويت العمراني"على تطبيق زووم، تحدثا فيها عن تخطيط الكويت القديم وأثره على تكوين العاصمة، وذلك بحضور جمع من الباحثين والمهتمين. في البداية، تحدث خليفوه عن أثر التخطيط العمراني على عاصمة الكويت القديمة، لافتا إلى أن هناك عدداً من الآثار العمرانية قد شكلت عاصمة ومدينة الكويت، ومنها على سبيل المثال "تل بهيته" الذي أثر على التشكيل العمراني للمدينة.
وأضاف خليفوه أن وجود هذا التل كان له تأثير كبير في تكوين العاصمة فقد أثرت نصف دائرته على دائرية المدنية، وجاء فوقه الكوت، وكان لذلك أهميته في بداية نشأة الدولة الحديثة، مشيرا إلى أن "الكوت" بني عام 1669، وبني معه مسجد بن بحر، ثم بعد ذلك بسنوات قليلة بني مسجد الخليفة، فظلت هذه المدينة الصغيرة قرابة 40 عاما.وتابع أن مسجد العدساني بني عام 1747، وبعده بني مسجد الخميس عام 1772، ثم توالت بعد ذلك المساجد التي جاءت بمثابة الدليل العمراني للكويت. واستعرض الطرق التي تشق المدينة والأحياء من الداخل، موضحا أن تسمية المناطق القديمة في الكويت كانت لها أسباب مختلفة.وتطرق خليفوه إلى مجموعة من النقاط التي توضح مكانة الكويت الآثارية، مما جعلها حلقة وصل بحرية وبرية بين بلدان كثيرة، إضافة إلى أهميتها في جمعها لحضارات مختلفة برزت بسبب العامل الجغرافي.
الوثائق والمعلومات
من جانبه، أكد الفاضل أن هناك ثراءً في المعلومات التي تخص الكويت من النواحي التاريخية والجغرافية والعمرانية، سواء من حيث الوثائق أو المعلومات الشفهية التي تداولها كبار السن في الكويت. وعن التوسع العمراني، أوضح الفاضل كيف بدأ وكيف تكونت المدنية القديمة، لافتا أن الكويت كانت عبارة عن منطقة صغيرة جدا، يمكن أن يُطلَق عليها بلدة أو قرية. وأشار إلى أن "مركز البحوث والدراسات الكويتية" أصدر موسوعة معالم الكويت القديمة وركز في الجزء الأول منها على نواة المدينة القديمة، وهي القطع الصغيرة جدا، والتي كانت أساس نشأة الكويت قبل قدوم "حلف العتوب" إليها، وتم التركيز على هذه النقطة وتحديد معالمها حسب المتاح من المعلومات، ودلّ ذلك على وجود أقدم مسجد وهو "مسجد ابن بحر" الذي يرجع تأسيسه إلى عام 1670 تقريبا، وذلك بموجب شواهد وروايات. وذكر أنه بعد قدوم "حلف العتوب" حصلت طفرة عمرانية كبيرة، وتوسعت نواة مدينة الكويت بشكل هائل، خاصة من الناحيتن الشرقية والغربية، وانتشرت في الناحية الجنوبية الأسواق.سور الكويت
وتحدث الفاضل عن أحد أهم المظاهر العمرانية بالمدينة وهو سور الكويت الذي كان يبين حجم الحقيقي للمدينة، لافتا إلى أن أول إشارة للسور ذكرها الكابتن آدم شريف عام 1777، وتم ترميم السور على فترات. وأضاف أن شكل السور شبه دائري يحيط بالمدينة من الشرق إلى الغرب، ويتكون من سبع "دروازات"، موضحا أن اختلاف عددها كان بسبب إضافة "دروازة" جديدة حسب التجديد.