العودة التدريجية للحياة الطبيعية التي أوقفها «كورونا» تفتح بوادر تنفيس للناس الذين عانوا ويلات هذا الوباء، فالانفتاح في بعض الأنشطة أسهم في تخفيف هذه المعاناة، ومع التوجه التربوي نحو فتح المدارس وإعادة الطلبة الى فصولهم التي غابوا عنها عاما ونصف العام، فإن الأمر يتطلب عدم الاستعجال في اتخاذ أي قرار مصيري إلا بعد دراسته بموضوعية وعقلانية ووضع كل التصورات أمام المختصين الحقيقيين الذين لا يجاملون على مصلحة أبنائنا الطلبة ولا على أرواحهم في الوقت نفسه، لأن وزارة التربية ستكون أمام اختبار صعب ومصيرها سيكون أشد صعوبة إذا لم تتجاوزه، خصوصاً أن الأمـــــر يتعلـــــق بــــــأرواح بشريـــــة، فالوباء لم ينته ولا يزال العالم أجمع يدفع الثمن قاسيا بسبب التحورات التي يبدو أنها مسلسل متجدد.وعلى وزير التربية وقيادييه ألا يحسموا القرار بشكل نهائي إلا بعد التأكد من سلامة كل الإجراءات، والاستماع جيدا لمن يفهمون وينصحون في وزارة الصحة والابتعاد عمن يسعون إلى تجميل الصورة من أصحاب البطانة الفاسدة الذين هدفهم محاربة العناصر الوطنية المخلصة من أطباء وفنيين وغيرهم.
جميعنا نريد أن نعود إلى حياتنا الطبيعية وممارستها دون خوف أو ريبة أو حزن أو حتى دمعة تذرف خشية فقدان عزيز، أو قلق مستمر ومعاناة نفسية أصبحت جزءاً من يومياتنا خوفا من الإصابة بكورونا، وما يترتب عليها من نقل العدوى للآخرين دون قصد، ولكن الحذر واتخاذ أقصى الإجراءات الوقائية أمر مفروض، والمجازفة والمغامرة مرفوضان، فلا تزال أعداد الإصابة بالوباء في منطقة الخطر.الأمر الآخر أن عودة العمل في الأجهزة الحكومية بكامل طاقتها وطواقمها يتطلب أيضاً اتخاذ إجراءات واقعية بعيدا عن موائد الإفطار والتجمعات حرصا على سلامتهم وسلامة المراجعين، ووضع عقوبات صارمة لمن يخالف هذه الإجراءات والاشتراطات الصحية.والآمال لا تزال معقودة على انفراجة أكبر لعبور ممر السعادة دون الحاجة إلى الترانزيت للوصول إلى بعض الدول التي تشهد إقبالا من المواطنين، فمن الأولى أن تستفيد خطوطنا بدلا من خطوط الطيران الأخرى، والسؤال كيف يتم السماح للسفر إلى هذه الدول عبر خطوط جوية أخرى في حين لا يزال المنع مستمراً في خطوطنا الجوية، خصوصاً أن هذا الأمر سبب ربكة شديدة لدى المسافرين لا سيما الطلبة الذين يدفعون مبالغ باهظة مقابل الحصول على التذاكر التي أصبحت تطبق المثل الشعبي «من سبق لبق»؟ بل إن هناك خطوط طيران أصبحت تتلاعب بالمواعيد ولا تلتزم بها لأعذار متعددة، وبالتالي على السلطات المختصة دراسة الأمر وفتح الأجواء خصوصا أن الرحلات في كلا الحالتين مستمرة إلى هذه البلدان عبر خطوط طيران أخرى.
مقالات - اضافات
شوشرة: العودة
13-08-2021