تسابق الدولة المصرية الزمن من أجل افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، التي ستكون مركز الحكم والإدارة في أكبر دولة عربية سكاناً، وتسعى لنقل مؤسسات الحكم وإدارات الوزارات والبنوك إليها في غضون أسابيع، قبل الافتتاح الرسمي للعاصمة نهاية العام الجاري، تدشينا لشعار "الجمهورية الجديدة".

وقالت مصادر حكومية لـ "الجريدة" أمس إن العاصمة الإدارية باتت مستعدة لاستقبال الحكومة بمرافقها المختلفة، إذ تم الانتهاء من تجهيز مباني الحي الحكومي المجهز بـ 37 مبنى عملاقا، فضلا عن الانتهاء من تجهيز مبنى البرلمان الذي تتسع قاعته الرئاسية لـ 1000 عضو، كذلك الانتهاء من 6 أحياء سكنية فضلا عن الأحياء المميزة وحي المال والأعمال.

Ad

وكشفت المصادر عن بعض معالم خطة الانتقال الحكومي، التي يتوقع أن تبدأ في شهر أكتوبر المقبل، قائلة إن البداية ستكون بنقل وزارة الاتصالات والتنظيم الإداري من أجل تسلم المباني الحكومية وتجهيزها، ثم تأتي المرحلة التالية بانتقال دواوين الوزارات بمن في ذلك الموظفون الذين وقع عليهم الاختيار نتيجة نجاحهم في دورات تدريبية، إذ يتوقع أن يتم نقل نحو 41 ألف موظف.

وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعا مع عدد من قيادات الدولة أمس الأول، لمتابعة التجهيزات النهائية لاستقبال العاصمة الإدارية للمواطنين، إذ ناقش الأعمال الفنية الخاصة بالتنسيق الحضاري للمساحات الخضراء بساحة الشعب والنصب التذكاري وحديقة الشعب، والواقعة بين الحي الحكومي ومبنى البرلمان المصري، على أن تمثل ساحة الشعب جميع أطياف الشعب المصري، فضلا عن المحطات المضيئة في التاريخ المصري على مر العصور.

في سياق منفصل، أصدر السيسي قرارا جمهوريا أمس، بمد خدمة مفتي الديار المصرية شوقي علام، لمدة سنة إضافية، بعدما وصل للسن القانونية للإحالة للمعاش، وجاء قرار المد بعدما عدل الرئيس السيسي أمس الأول، قانون دار الإفتاء، إذ تم اعتبار دار الإفتاء من الجهات ذات الطبيعة الخاصة، ولا تسري عليها أحكام القانون فيما يخص إعفاء من تجاوز السن القانونية (60 عاما).

وينظر إلى شوقي علام باعتباره المرشح الأبرز لتولي مشيخة الأزهر الشريف حال وفاة شيخه الدكتور أحمد الطيب أو تنحيه عن منصبه، إذ لا يجوز عزله، ويحظى علام بقبول ورضا السلطة السياسية منذ ان تولى مسؤولية دار الإفتاء في مارس 2013، خاصة في ظل دوره في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.

وعلّق علام، على قرار السيسي بتجديد مدة رئاسته لدار الإفتاء، قائلاً: "هذا الدعم الكبير من سيادته يمثل حافزا كبيرا وفرصة عظيمة لخدمة الوطن، والعمل على استكمال مسيرتنا في تجديد الخطاب الإفتائي، وتحقيق الريادة الإفتائية ليس في مصر فحسب، بل في العالم أجمع".

وأكد علام أن "القرارات الحكيمة للرئيس تدل على مدى عناية سيادته بالمؤسسات الدينية المصرية، وسعيه الدائم إلى دفع مسيرة النجاح ودعمها من أجل ضبط بوصلة الإفتاء، ومحاربة الفكر المتطرف وجماعات الإرهاب".

حسن حافظ