كشف نائب إيراني لـ«الجريدة» أن البرلمان تفاجأ بقائمة الوزراء المقترحة من الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، معتبراً أن أكثر من نصف الشخصيات المرشحة «لا تستطيع حتى إدارة مدرسة خاصة فكيف يمكنهم إدارة شؤون وزارية».ولفت النائب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن رئيسي كان قد تشاور مع البرلمان بشأن عدد من الوزراء مسبقاً وحسب علم النواب فإنه تشاور مع المرشد الأعلى علي خامنئي حول الوزارات السيادية مثل الخارجية والأمن والداخلية والدفاع لكن بالنسبة لباقي الوزارات فإنه لم يحصل على تأييد أو رد من المرشد للمرشحين الذين قدمهم للبرلمان. وأشار إلى أن رئيسي تجاهل حصول شخصيات، طرحها خلال الاستشارات النيابية، على تأييد أوسع لمصلحة الأسماء التي استقر عليها لتولي الحقائب الوزارية.وذكر النائب أن النواب إلى جانب الشعب كانوا يتوقعون من رئيسي أن يتقدم بلائحة أقوى من الوزراء للمجلس لأن الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد لا يتحمل التجربة والخطأ في تعيين الوزراء.ولفت إلى أن تفاهمات سابقة كانت تقضي بأن يقدم رئيسي الأسماء المقترحة يوم السبت على أن يقوم المجلس ببحث منح الثقة للوزراء لكن يبدوا أنه لم يستطع الاستمرار في العمل مع وزراء سلفه حسن روحاني، الذين لا يأبهون لتعليماته، ومل من مواجهة الضغوط عليه من التيارات المختلفة، فقام بتقديم اللائحة الوزارية للمجلس لكي يضع الجميع أمام الأمر الواقع.وحسب النائب فإن المجلس قرر أن يرجئ البت في أهلية الوزراء إلى ما بعد «مراسم عاشوراء»، نهاية الأسبوع المقبل، كي يكون لديه فرصة للاتصال مع الجهات المختلفة خاصة مكتب المرشد وأخذ رأيه بالنسبة لعدد من الوزراء.وأوضح المصدر أن رئيس المجلس قام بالتشاور مع النواب كي يؤجل مناقشة أهلية الوزراء لمدة أسبوع على الأقل، لأنه لو بدأ المجلس بالتصويت على أهلية الوزراء غداً فسيكون من شبه المؤكد عدم منح الثقة لأكثر من نصف القائمة المقترحة، مما سيعرض رئيسي لمواجهة فشل مبكر ويهز صورة تفاهمه مع المجلس الخاضع لهيمنة التيار المتشدد، في حين يتوقع الشعب أن يشاهد استقراراً في السياسة الداخلية بعد سيطرة الأصوليين على جل مفاصل السلطة. وتزامن ذلك مع ارتفاع أصوات ساسة وصحف تتبع مختلف الاتجاهات بانتقاد شديد للائحة رئيسي التي تضمنت 19 مرشحاً لتولي الحقائب الوزارية ووصفوها بأنها «ضعيفة جداً».وبين المصدر أن الرئيس الجديد، الذي واجه صعوبة في إقناع شخصيات بارزة بتولي الحقائب الوزارية في ظل الأوضاع الصعبة التي فرضتها العقوبات الأميركية، يعتمد حالياً على قيام مكتب المرشد بالضغط على أعضاء البرلمان لتمرير تشكيلته.في غضون ذلك، دانت الأرجنتين ترشيح الرئيس الإيراني الجديد أحمد وحيدي في منصب وزير الداخلية، لأنه أحد المتهمين في تنفيذ اعتداء بقنبلة ضد مركز يهودي في بوينس آيرس أوقع 85 قتيلاً عام 1994.وقالت الخارجية الأرجنتينية، في بيان نشرته أمس الأول: «تعلن حكومة ألبيرتو فيرنانديز، أن تعيين أحمد وحيدي لتولي منصب في الحكومة الإيرانية يشكل إهانة للقضاء الأرجنتيني وضحايا الاعتداء الإرهابي ضد الجمعية الإسرائيلية الأرجنتينية».كما دعت الأرجنتين الحكومة الإيرانية الجديدة إلى «التعاون كلياً» ليحاكم الأشخاص المتهمون من القضاء الأرجنتيني «أمام المحاكم المختصة» في هذا البلد حيث لا ينص القانون على محاكمات غيابية.
توتر دبلوماسي
على صعيد منفصل، أفادت تقارير إيرانية، بأن الدفاعات الجوية الإيرانية أطلقت إنذاراً تحذيرياً لطائرة مسيرة أميركية «درون» من طراز «MQ9» كانت تحلق في أجواء مضيق هرمز أمس.إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير البريطاني سايمون شركليف والسفير الروسي ليفان جاغاريان احتجاجاً على نشر الأخير صورة جمعته مع الأول، على سلم المبنى التاريخي للسفارة الروسية في طهران، وتعليقه عليها بأنه اجتمع بصديقة بنفس المكان الذي شهد اجتماعاً تاريخياً لزعماء بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا لمواجهة ألمانيا النازية عام 1943. وأثارت الصورة غضباً واسعاً في الأوساط السياسية الإيرانية، مما استدعى موسكو ولندن إلى إصدار بيان توضيحي لاحتواء الموقف الذي وصف بأنه «يمس مشاعر الرأي العام» في إيران.