انتهت مهلة إزالة معوقات مدينة جنوب سعد العبدالله الإسكانية منذ 10 أيام، ولم تتسلم المؤسسة العامة للرعاية السكنية المشروع الذي كلما خرج من نفق دخل نفقا آخر ليراوح مكانه منذ 6 سنوات في دائرة المعوقات. وبينما أصاب عدم إدراج مشروع البنية التحتية الخاص بـ «المدينة الذكية» في ميزانية «السكنية» 25 ألف أسرة تنتظر التخصيص بالاحباط، استغرب عدد من أعضاء المجلس البلدي الإهمال المتكرر للمدينة السكنية وعدم إدراجها ضمن خطة المؤسسة السكنية حتى العام المقبل، قائلين إن المشروع أصبح وهما في حال استمرار تعطيله وتجاهله من ضمن أولويات المشاريع الإسكانية.
وقال عضو المجلس البلدي حمد المدلج لـ«الجريدة» إنه لن يمكن رؤية «جنوب سعد العبدالله» على أرض الواقع إلا بقرارات شجاعة ومسؤولة، داعيا المؤسسة السكنية واللجنة الاسكانية في مجلس الامة إلى الابتعاد عن التصريحات المخدرة والإعلان بشفافية عن مشروع المطور العقاري. ولفت المدلج إلى أن الجميع يعلم بأن ميزانية الدولة لن تستطيع توفير مليار دينار لاقامة مدينة جنوب سعد العبدالله على نظام الارض والقرض، مضيفـــــاً أن «بنــــــك الائتمــان لا يملك السيولة التمويلية لكل من تم تخصيص أرض له في المطلاع، فكيف يمكنهم تمويل قروض جنوب سعد العبدالله؟». وأكد أن «الحل في خيارين؛ الأول يتمثل في تخصيص ميزانية للمشروع ولكل المرافق وطرح جميع المناقصات والبدء بتوزيع الأراضي على أصحاب الطلبات، أما الثاني فهو الافصاح عن تفاصيل مشروع المطور العقاري وعن الشراكة الكورية والجدوى الاقتصادية والضمانات الفعلية»، مطالباً بتحمل تبعات وردود الافعال الشعبية والسياسية، وعدم بيع الوهم لأهل الكويت.
مشاكل ومعوقات
بدوره، قال العضو أحمد هديان إنه «بعد الانتهاء من معوقات المشروع التي ظلت 6 سنوات، يفاجأ جميع المهتمين بملف جنوب سعد بظهور مشاكل ومعوقات أخرى»، مضيفاً أن «عدم إدراج ميزانية البنية التحتية لجنوب سعد غير منطقي في ظل استمرار انتظار 25 الف أسرة على جمر الإيجارات». وشدد هديان على ضرورة عقد اجتماع حاسم للأطراف المعنية لإنهاء الملف، خاصة أن الأرض أصبحت جاهزة لبدء المشروع، مشيرا إلى أن بعض أعضاء البلدي قاموا بدورهم بإحياء المشروع المجمد منذ سنوات.المطور العقاري
من جهته، أوضح عضو المجلس البلدي حمود العنزي أن عدم إدراج ميزانية مشروع جنوب سعد العبدالله ضمن الميزانية العامة أمر متوقع باعتبار أن جميع الخطط والتدابير طوال السنوات السبع الماضية اعتمدت تأسيسا على تحمل الشراكة مع المطور العقاري كل تكاليف البنية التحتية للمدينة الذكية مقابل الاستفادة من عائد المناطق الاستثمارية داخل المدينة ضمن نموذج الشراكة التي نصت عليها اتفاقية التفاهم مع الشريك الكوري وحسب الخطط المعتمدة في مجلس الوزراء وخطة التنمية.وأكد العنزي أن قرار إعفاء المطور العقاري من تطوير البنية التحتية لمدينة جنوب سعد العبدالله مع احتفاظها بكافة المناطق الاستثمارية يمثل إجحافا كبيرا في حق الدولة، ويحمل الخزينة العامة قرابة 2.25 مليار دينار ليست من ضمن الخطط المرسومة سلفاً، مشددا على أن هناك تباطؤا غير مبرر في إقرار التشريعات اللازمة لاعتماد المطور العقاري، الأمر الذي أدى إلى وقف جهود «السكنية» في المضي قدماً في مشروع مدينة جنوب سعد العبدالله.تعطيل مستمر
وعلى صعيد الحملات الشعبية، استغرب رئيس حملة «متى نسكن؟» مشعان الهاجري إقرار ميزانية المشاريع الإسكانية دون أن تتضمن المدينة السكنية المهمة على مدى 6 سنوات، قائلاً إن التعطيل المستمر غير مبرر خاصة بعد انتهاء حجج المعوقات الطويلة.وأضاف أن المسؤولين ليس لديهم جدية في إنجاز المشروع ما يعكس كثرة التعطيل في هذا الملف. بدوره، أشار المتحدث الرسمي لحملة «متى نسكن؟» يوسف الجارد إلى أن هناك أيادي خفية دائماً ما تقف خلف تعطيل المشروع، والأمر يظهر جلياً بتتابع المعوقات، فكلما خرج المشروع من معوق سقط بآخر، موضحاً أنه بعد إعلان المؤسسات المعنية تواريخ لانتهاء المعوقات التي ظلت 6 سنوات، تظهر مشكلة مالية ما يعكس عدم جدية «السكنية» في المشروع. وبينما أكد الجارد أن المدينة ليست من ضمن أولويات السكنية، والدليل غياب خطة توزيعات الوحدات السكنية وإن كانت على ورق، توقع ان الربع الأول من السنة المقبلة سيشهد خطوة ايجابية للمشروع حتى يرى النور.