سعد الفرج : الفنان بدون حرية لا يمكن أن يؤدي رسالته

«المسرح طرح قضايا في ثمانينيات القرن الماضي ساهمت في تغيير قرارات»

نشر في 15-08-2021
آخر تحديث 15-08-2021 | 00:00
منذ بداية دخوله المجال الفني سعى الفنان سعد الفرج إلى إيصال رسالة أبناء وطنه ومطالبهم من فوق خشبة المسرح، من خلال ما قدمه في مشواره الفني الطويل، وقد مست أعماله قضايا الكثير من أبناء المجتمع الكويتي، ومهما تعددت الأسباب في طرح القضايا التي يقدمها فإنه يستند بذلك إلى مبادئ ثابتة في حبه وولائه لوطنه وخوفه عليه.
واعتمد الفرج في عمله على الشفافية وتقديم الحقيقة من خلال الكلمة التي كان وقعها كوقع مطرقة مجلس الأمة حين يصطدم الحوار، ويحسم القرار.
الفنان القدير بقامته وفنه وتاريخه عاد إلى أرض الوطن عقب غياب طال خارجه، عاد والشوق يشتعل في أعماقه لتراب وطنه الذي يحرص على ألا يغيب عنه طويلاً، عاد وفي قلبه أمل مشوب بالألم والخوف على بلده من الفاسدين، آملاً أن يكون القادم من الأيام أفضل وأجمل.
وفي لقائه مع «الجريدة»، قال الفرج إن الفنان بدون توفير مناخ من الحرية لا يستطيع أن يؤدي رسالته، مؤكداً أن عودة درة الخليج إلى ما كانت عليه سابقاً ستكون قريبة، وفيما يلي التفاصيل:

• نود بدايةً الاطمئنان عليك وعلى صحتك فالجميع اشتاق إلى عودتك من مصر للكويت.

- الحمد لله أنا بخير، ولكنني تأخرت لأنني كنت أنتظر رحلة تعيدني إلى الكويت مباشرة، ولم تتح هذه الرحلة، فعدت عن طريق البحرين.

• مَن من الفنانين كنت تتواصل معهم بصفة يومية؟

- جميع الفنانين كانوا يتواصلون معي.

• ما أهم الأخبار التي كنت تتابعها عن الكويت وكانت تهمك وأنت في مصر؟

- أنا حريص على متابعة أخبار الكويت أولاً بأول عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الأصدقاء، وأهم شيء متابعة أخبار بلدنا الحبيب في الوقت الحالي.

• ما الأمنية التي تفكر كثيراً فيها وتتمنى أن تتحقق؟

- أن يأخذ الحق مجراه على كل إنسان يعمل لغير مصلحة الكويت، سواء كان كويتيا أو غير كويتي يعيش على أرض الكويت.

• برأيك ماذا يفتقد المسرح اليوم؟

- يفتقد إلى مساحة الحرية التي كانت متاحة له في ثمانينيات القرن الماضي، لأن المسرح بدون حرية لا يمكن أن يؤدي رسالته على الوجه الأكمل.

• برأيك من المسؤول اليوم عن دعم وتوفير مساحة الحرية التي يفتقدها الفنان اليوم؟

- المسؤول عن ذلك المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ووزارة الإعلام، وكبار المسؤولين.

• هل هناك رؤية معينة من خلال تأملاتك اليوم تحمل مبادرة تبشر بعودة مساحة الحرية كما كانت سابقاً؟

- أنا إنسان متفائل دائماً، ومادمنا متفائلين فالخير قادم إن شاء الله، وببركة الناس المخلصة التي تحب الكويت بالفعل.

• هل يمكن أن نجد يوماً أدواراً يقدمها شباب اليوم على المسرح تحاكي المشهد السياسي الكويتي؟

- إذا توافرت مساحة الحرية التي يجب إعطاؤها للمسرح، وإيمان الناس بأن المسرح لا بد أن يؤدي دوره بالنسبة للمجتمع، عندئذ سنشاهد أعمالاً جيدة، لأن العناصر الجيدة موجودة.

• في حال السماح بمساحة حرية للفنان ما المشهد السياسي الذي تتمنى أن يُطرَح على المسرح؟

- أن يتكلموا عن محاربة الفساد في الكويت، والفساد لا يوجد فيه كبير ولا صغير، فالفاسد فاسد، ويجب أن يقتلع من جذوره.

• نصيحة مهمة تود إيصالها للشباب اليوم؟

- حب الكويت أولاً وحب الكويت ثانياً وحب الكويت ثالثاً، فمن أحب وأخلص لوطنه سيكون مخلصاً في كل شيء.

• ما المسرحية التي تلامس أحداثها مخيلتك ولا تنساها؟

- كل عمل كان له ذكريات حلوة، وكل عمل له وقع يلامس المرحلة التي نعيش فيها.

• تناولت المسرحيات التي قدمتها مع الراحل عبدالحسين عبدالرضا قضايا سياسية واجتماعية، ممزوجة بفكاهة لطيفة لامست مشاعر الجمهور وعبرت عن قضاياه، هل لاقت وقتها تجاوباً من المسؤولين؟

- نعم... كان المسرح مُتابَعا ويطرح قضايا باعتراف أعضاء من مجلس الأمة في ذلك الوقت، لا يستطيعون هم طرحها في المجلس، لأننا نحن- الفنانين- كنا نطرح قضايا أخطر بكثير من القضايا التي تناولوها في البرلمان.

• هل أثر طرح القضايا التي كنتم تقدمونها على المسرح في تغيير بعض القرارات؟

- أجل، حصل بدون ذكر التغييرات التي حدثت.

• ما الدور الفني الذي قدمته وتتمنى أن يتكرر؟

- أتمنى أن تتكرر مسرحيات الثمانينيات ويفتح لها المجال كما فتح سابقا، ويتم دعمها كما عهدناها أيام الثمانينيات.

• برأيك هل اليوم باستطاعة الكاتب الكويتي تقديم نص يدور حول مجتمعه بكل شفافية؟

- أتمنى ذلك، وكما قلت أنا متفائل، وإن شاء الله الأيام القادمة ستحمل معها الخير للكويت وأهلها.

• كان الجمهور يتنفس بعمق خلال حضور مسرحياتك التي شارك فيها المرحوم عبدالحسين عبدالرضا، وصنعتم ضحكة وبهجة في قلوب جمهوركم، إلى جانب طرحكم قضايا سياسية اجتماعية تلامس مشاعر الجمهور، فما الفرق بين جرأة الماضي واليوم؟

- لم نر اليوم الجرأة، ونأمل الخير، ولا نريد استباق الأحداث.

• هل في الفنانين شخصية معينة تجدها قادرة على تقديم نموذج يشبه أعمال الثمانينيات في التعبير عن حرية الرأي، ويملك إيمانا كاملا بالرسالة التي قد يقدمها إن أتيحت له الفرصة؟

- في شباب وشابات اليوم عناصر كثيرة في المجال الفني، والعناصر موجودة وممتازة، وتملك هذه المقومات، ومنهم الفنان خالد أمين ومحمد الحملي وعبدالله الطراروة وحسن أبل وعلي كاكولي.

• كلمة أخيرة.

- أتمنى كل خير خلال الأيام القادمة، وإن شاء الله الكويت ترجع درة الخليج، وتعود الأعمال الفنية الجميلة، ويتولى المخلصون من أبناء البلد المراكز القيادية فيها حتى ينقلونا نقلة حلوة لنرى الكويت جميلة ومزدهرة.

مريم طباجة

لم نر الجرأة اليوم في الفن كما كانت في ثمانينيات القرن الماضي

الفساد لا يوجد فيه كبير وصغير
back to top