بعد أقل من أسبوعين من حديث تحريك سعر الخبز المدعم في مصر، عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، للحديث عن مصير الدعم، بعدما زادت تكهنات في الشارع عن نية الحكومة لإلغائه بالكامل، إذ أكد السيسي أنه لن يتم إلغاء الدعم، وإنما سيتم العمل على إعادة تنظيمه، مشدداً على أنه يتصدى لقضايا لم يتصدَّ لها أحد من قبل، ومحذراً من أن الوعي هو أخطر قضية تواجه المجتمعات.وتحدث السيسي عن ملف الدعم على هامش افتتاح مشروعات سكنية في مدينة بدر، شمالي شرق القاهرة، قائلا إن الدعم يكلف الدولة ثلاثة تريليونات جنيه سنويا، وهو مبلغ ضخم، مؤكداً أن ملف تطوير الريف ونقله نقلة نوعية سيتكلف ثلث هذا المبلغ فقط.
وتابع: "أنا مش هلغي الدعم، لكن هنعيد تنظيمه، وأنا بتصدى للقضايا زي ما تصديت لغيرها، ولازم أرتب ورق البلد دي عشان تبقى دولة ذات شأن".ولفت السيسي الأنظار إلى أن المشاكل الحالية هي مشاكل متراكمة من العهود السابقة، ولم ينف إمكانية تأثر شعبيته بمثل هذه القرارات، قائلا: "لما أتكلم في قضايا زي إعادة صياغة الدعم الناس بتندهش وبتقولي ما أنت ماشي كويس والناس بتحبك بتعمل كدا ليه؟ إحنا بنعمل كده عشان نغير بلدنا مش عشان الناس تحبنا، وبنعمل اللي يرضي ربنا... ومافيش حاجة اسمها ماليش دعوة".وتحدث عن إصراره لنقل مصر إلى مستوى آخر: "الناس تستقبل كلامي إني باختار الطريق الصعب أوي"، وأنه لو أراد لاختار الطريق السهل وترك "الغلابة" في مستوى حياتهم الحالي، ولجأ للمسكنات من زيادة الدعم والتموين فقط، لكنه أصر على الحياة بالشكل الآدمي لكل المصريين "لازم البلد تتغير وأهلها يعيشوا".وتطرق إلى ملف تحريك سعر رغيف الخبز مجددا، قائلا إنه يتصدى لقضايا ومشاكل لا يمكن أن تستمر ولا يمكن أن تؤدي لنجاح الدولة، وأضاف: "لما اتعدل سعره كان بـ 5 قروش وهو بيتكلف 18 قرشا... وفضل 5 قروش بقى يتكلف 65 قرشا... الدعم كان بيتقدم لـ 30 مليون إنسان من 30 سنة، ودلوقتي حوالي 60 أو 70 مليون".وأشار إلى أن النمو السكاني زاد، وقيمة السلع زادت، وكذلك حجم المستفيدين، ليسأل بعدها: "ده كلام نقدر نستمر فيه على طول؟"، مؤكداً أن وصول مصر إلى 150 مليون نسمة في المستقبل في لحظة لن يكون فيها في الحكم، لكن هذا ليس مبررا لعدم العمل على حل مشاكل البلاد من الآن.وأضاف: "ربنا هيسألني كنت فاهم وساكت ليه؟ وهل كنت عاوز استمر على الكرسي؟ ربنا هيقولي الكرسي ده اللي جبتك فيه وأنا اللي همشيك منه... مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء... طب أنت عملت كده ليه... هقوله إيه ساعتها... الأمانة تقتضي التصدي للمشاكل وحلها".
شركة العاصمة
وأكد الرئيس المصري أن مشروعات الإسكان، التي تقدمها الحكومة، كاملة التشطيب ولن يتم طرحها إلا بعد الانتهاء منها، لافتا إلى أن هناك مخططا لطرح شركة العاصمة الإدارية الجديدة في البورصة، خلال الفترة المقبلة، برأسمال 100 مليار جنيه، وأن الشركة قد تقدم أصولا بقيمة تتجاوز ثلاثة تريليونات جنيه بعد طرحها في البورصة بعامين.وجدد حديثه عن قضية الوعي قائلا: "أنا دائما بتكلم على أن قضية الوعي هي أخطر قضية تواجه المجتمع، ليس في مصر فقط، بل في كل مكان في العالم، الناس ترى واقعا وتقول هذا الواقع من السبب فيه؟ ضعف المسؤولين أو لا يوجد إرادة سياسية لحل القضية، ولا إيه الحكاية... الموضوع بكامله عبارة عن أمور مركبة تنتج حالة يصعب على الدولة تجاهلها".شكوى التكدس
في غضون ذلك، توافد آلاف المواطنين على مراكز المسافرين لتلقي لقاح "جونسون آند جونسون" لفيروس كورونا المستجد، لليوم الثالث على التوالي، أمس، وسط شكاوى من التكدس الشديد وغياب التنظيم، ونشر عدد من المواطنين صورا على الصحفة الرسمية لوزارة الصحة على "فيسبوك" تظهر حالة التكدس، وطالبوا بضرورة التدخل لتنظيم عملية تلقي اللقاح.وتسبب تأخر وصول شحنات اللقاحات المختلفة في تأخر عمليات تلقيح المصريين، إلا أن وزارة الصحة أعلنت عن وصول شحنات من مختلف اللقاحات، إذ كشفت وزيرة الصحة هالة زايد، عن وصول 1.76 مليون جرعة من لقاح "استرازينيكا" البريطاني إلى مطار القاهرة الدولي، مساء أمس، ليتوافر بذلك مع لقاحات جونسون آند جونسون وسينوفاك وسينوفارم وسبوتنيك بجميع المراكز المخصصة للتطعيم بالمحافظات.