في ظل عدم التوصل إلى تفاهم بشأن إعادة الإعمار، ورغم تخفيف سلطات الاحتلال بعض القيود التجارية المفروضة على القطاع الساحلي المكتظ بالسكان، رجحت حركة "حماس" وقوع "توتر فعلي" بالمنطقة، في حال استمرت إسرائيل بتشديد الحصار على غزة.

وقال الناطق، باسم الحركة، حازم قاسم، في تصريحات أمس: "سيكون للمقاومة موقف واضح بهذا الخصوص، فاستمرار الحصار هو أحد الصواعق التي يمكن أن تنفجر في أي وقت".

Ad

وأضاف: "لا يمكن أن تقف الفصائل الفلسطينية مكتوفة الأيدي، وهي ترى هذا الحصار والعقاب الجماعي الذي يفرض على قطاع غزة، ومن حق شعبنا أن يعيش بحرية وكرامة، وهذا حق سننتزعه انتزاعاً؛ فلا يمكن أن نساوم على هذه القضية المبدئية".

وأكد قاسم أن "فصائل المقاومة تتحرك بشكل منسق وجماعي، وتدرس الخطوات وفق تقديراتها وقراءتها للميدان على المستوى السياسي والعملياتي والاتصالات، التي تجرى مع الوسطاء لوضع حد لهذا الحصار". وتابع: "لن نسمح للاحتلال بأن يبتز أي موقف سياسي مقابل قضايانا المحقة، كإعادة الإعمار، ودخول المساعدات، ورفع الإغلاق، وضمان حرية الحركة للأفراد والبضائع".

من جهتها؛ أكدت "كتائب صلاح الدين" أن قيادة المقاومة في "حالة انعقاد دائم" لإجراء تقييم شامل لما آلت إليه الأوضاع في القطاع، وللانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في الخليل والقدس المحتلتين.

وقالت "الكتائب"، في بيان أمس، إن "ما لم يأخذه العدو بالحرب والعدوان على شعبنا؛ لن يأخذه بسيف الحصار والممارسات القمعية والإرهابية التي يرتكبها". وشددت على أن "الفرصة متاحة أمام الوسطاء لتدارك الأمور قبل الانهيار".

في موازاة ذلك، توقع مسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي، خلال تصريحات نقلتها هيئة البث العبرية الرسمية "كان 11"، حصول تصعيد "في حال عدم التوصل إلى تفاهمات مع فصائل غزة، وتهدئة الأوضاع في الضفة الغربية". وحذّر المسؤول مما وصفه بـ"الغليان الميداني". ورأى أنه "كان على الجيش التبكير في إخلاء البؤرة الاستيطانية إفياتار، التي أقيمت على جبل صبيح بالقرب من بلدة بيتا، جنوب نابلس، والتي تشهد مواجهات متواصلة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.

في سياق متصل، أفادت "القناة 12" العبرية بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، منع وزير الأمن، بيني غانتس، من لقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

وأشارت القناة إلى أن غانتس طلب من بينت في الأيام الأخيرة منحه إذناً للقاء عباس، إلا أن بينيت رفض طلبه.

ولفتت إلى أن غانتس حاول إقناع بينت بأهمية عقد اللقاء، على اعتبار أن السماح لوزير الخارجية، يائير لابيد، بإجراء مثل هذا اللقاء ستكون له تداعيات سياسية لا تصب في مصلحة تل أبيب.

وشدد غانتس على أنه "في حال التقى مع عباس، فإن ذلك سيسهم في تحسين وتعزيز التعاون الأمني بين الجيش والمخابرات الإسرائيلية وأجهزة السلطة الأمنية". وغداة إعلان إسرائيل السماح بدخول التجار من غزة إلى أراضيها، وباستئناف جزئي للأنشطة التجارية وزيادة حجم الاستيراد المسموح به، عازية قرارها إلى تحسن الأوضاع الأمنية، أفادت تقارير بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يعتزم تقديم "بادرات حسن نيّة جوهرية وملموسة" تجاه الفلسطينيين، لكسب ثقة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في الملفّ الإيراني.