تحدث الخزاف جعفر عبدالرحيم الحمر إلى «الجريدة» عن بداياته في فن الخزف، وقال: «البداية مع الخزف كانت في سنة 1988، وهي عبارة عن تجارب من خلال مادة الخزف في مرحلة الثانوية، وبعد ذلك بدأت مرحلة التعليم الأكاديمي أثناء السفر لرحلة العلاج في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أعجبني فن الخزف من خلال مشاهدتي للورش وزيارتي للمتاحف، وهي الانطلاقة الحقيقية في عالم الخزف، حيث حصلت على بعثة من قبل وزارة التربية لاستكمال الدراسات العليا في سنة 2015».

وأضاف الحمر: «كفنان تشكيلي أميل لجميع الفنون وتطبيقاتها، مثل الرسم وتشكيل المعادن والنحت والأشغال الخشبية والخزف وغير ذلك، وسهولة الحصول على المعلومات في فن الخزف أثناء الدراسة في الولايات المتحدة أعطتني الدافع للاستمرار في هذا المسار، لأنه ليس من السهل على أي شخص أن يمارس فن الخزف لصعوبة التعامل مع المواد المستخدمة، سواء الطين أو مواد التزجيج، وحبي للمغامرة جعلني أكتشف هذه الأسرار في فن الخزف».

Ad

رسالة فنية

وأوضح أنه من الجانب الفلسفي هناك تفاوت بين كل فرد في هذه الأرض، الاختلاف في العديد من المجالات المهنية والفكرية والأيديولوجية أمر طبيعي، ولذلك فإن للفنان دوراً مهماً وهو إيصال رسالة إلى المجتمع من خلال أعماله الفنية وكيفية صياغتها، حيث يقبلها أكبر عدد من الأفراد. وتابع: «يجب على الفنان أن يختار موضوعاته الشخصية الخالدة، التي تخدم الإنسانية. على سبيل المثال، بر الوالدين، والتسامح، ومساعدة الآخرين، ومحبة الآخرين، إلخ». وعلق قائلاً: «أعتقد أن هناك دلالة مؤثرة على الروح، مع التباين من شخص لآخر، من خلال الألوان والأشكال والملامس. قد تكون الأعمال التي أود القيام بها ملونة ولها إحساس دقيق. على سبيل المثال: الزهور، وأوراق النبات، ستستخدم أيضا بعض الجمل في النص الإسلامي. من وجهة نظري الفلسفية، يجب على المرء ألا ييأس وأن يستمر في العمل حتى نهاية مرحلة الجوع التي توجد في داخله».

قضية معينة

ويضيف: «من خلال الانصهار الفكري للحضارات والتطور الذي حدث فيما بينها على جميع المستويات، كان للحضارة الإسلامية النصيب الأكبر من هذا التراث الثقافي الجميل، والتطور الذي حدث من خلال الفنانين المسلمين الأوائل، وشعرت أنه من واجبي تطوير بعض الأعمال الفنية المرتبطة بالفن الإسلامي فيما يتعلق بالمحتوى الثقافي أو الفكري، وقد يتم تشكيل أعمالي الفنية باستخدام النقوش الإسلامية محترقة في أفران الغاز والخشب للحصول على نتائج مختلفة».

ويقول: «الأعمال قد تختلف بين الفنانين في أي حضارة، ولا فرق بين قدرات الفنانين، لكن لكل من هؤلاء الفنانين هدف ورسالة يطمح للوصول إليها وإيصالها للآخرين. الفنان له خيال يعيش فيه، ومن خلاله تتحرك إشارات الدماغ المحركة لمفاتيح الجماليات وتذوقها. إن إبداع الفنان يسمح له بالكشف عن هذه التخيلات من خلال العمل الفني المنفذ على الأرض، والذي كان شبيهاً بالمعركة أو الحرب، فثمة فكرة تطرد أخرى ويستمر النزاع إلى الوصول إلى الشكل النهائي».

وعن أعماله يجيب الحمر: «أعمالي غالباً تتعلق بحدث أو قضية معينة، لتكون هناك محاكاة فنية لمتذوقي الفن، وقمت بعدة أعمال عليها صبغة إسلامية لتبين للعالم الجانب الإنساني والمتمثل بالحب والسلام والعطف والمودة والتآخي، من خلال استخدام النقوش الإسلامية ومزجها بلمسات من العالم الغربي المتمثل بالمدرسة الفنية الأميركية».

التقنيات المستخدمة

وذكر أن التقنيات المستخدمة في أعماله عديدة، ومنها أسلوب الحرق واستخدام الطلاء بأنواعه والتشكيل وغير ذلك، «هناك عدة طرق للحرق من خلال أفران مختلفة، وبالنسبة لي أميل على أفران (الأوتمسفير)، وتعتبر من أصعب أنواع الأفران، والتي لا تستخدم في الشرق الأوسط، كما أُفضل التشكيل على الدولاب، لأنه الأصعب، وأحياناً ألجأ إلى التشكيل من خلال البناء، سواء الشرائح أو الحبال. صب القوالب مهم بالنسبة لي لتكرار بعض الأعمال، أما المواد المستخدمة فهي البورسلين والطين الأحمر والأستون وير والشينو قليز».

وعن أهمية المشاركة في المعارض الفنية وورش العمل للفنانين يقول الحمر: «لتبادل الخبرات بينهم، لاسيما أن لكل فنان نظرة مختلفة عن الآخر، من حيث الفكر والثقافة والبيئة، ومن خلال هذه اللقاءات يكتسب الخزافون بعض المهارات والتقنيات المستخدمة لكل خزاف».

فضة المعيلي