عودة الحياة الطبيعية للدوام الحكومي... زحام والتزام

في خطوة على نهاية طريق العودة إلى الحياة الطبيعية في الكويت، وتفاؤل مبشر بالوصول إلى المناعة المجتمعية، عاد صباح أمس موظفو الحكومة إلى جهات عملهم بنسبة دوام 100 في المئة، ليعود الازدحام في الشوارع مع ذورة دخول الموظفين وظهرا مع خروجهم من الدوام الرسمي، ليتكرر سيناريو الاختناق المروري ما قبل جائحة «كورونا».

وشهد اليوم الأول لتطبيق قرار مجلس الوزراء بشأن الدوام الكامل بـ «البصمة» التزاماً كبيراً من قبل الموظفين بالحضور، حيث جاءت في المقدمة وزارات التربية والعدل والشؤون الاجتماعية وبنك الائتمان الكويتي بنسبة حضور 100 في المئة، في حين كانت نسبة الغياب في جهات حكومية أخرى محدودة جداً لا تتعدى 5%، بسبب وجود إجازة دورية أو مرضية أو مهمة رسمية أو استئذان.

كما التزم الموظفون والمراجعون بالاشتراطات الصحية من تباعد اجتماعي وعدم تزاحم والالتزام بالكمام والتعقيم، في مؤشر قوي على درجة الوعي الصحي، إذ مر اليوم الأول دون أي مشاكل أو تسجيل مخالفات للاجراءات الوقائية في الجهات الحكومية.

باشر نحو 1850 موظفاً وموظفة يعملون في ديوان عام وزارة الصحة عملهم المعتاد، أمس، تطبيقا للتعميم رقم 12 والصادر من ديوان الخدمة المدنية بشأن قرار مجلس الوزراء بعودة نظام الدوام الرسمي المعتاد في جميع الجهات الحكومية، اعتبارا من يوم الأحد الموافق 15 أغسطس 2021.

وبلغ التزام وحضور موظفي "الصحة" أمس وفي أول يوم لعودة الدوام الرسمي إلى عادته 96%، بينما الـ4% المتغيبة لموظفين حاصلين على إجازة دورية أو مرضية أو مهمة رسمية أو استئذان.

وكشفت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" أن 25 جهاز بصمة كانت في استقبال موظفي ديوان عام الوزارة في منطقة الصليبخات، موضحة أن الأسبوع الماضي شهد إجراء صيانة لأجهزة البصمة.

وأشارت المصادر إلى أن الوزارة حرصت على توزيع أجهزة البصمة عند المداخل الرئيسية للمبنى، للتسهيل على الموظفين.

وأوضحت أن موظفي الوزارة ملتزمون بالحضور والانصراف، وذلك بسبب التسجيل الآلي اليومي، والصرامة في الرقابة على الموظفين، لافتة إلى وجود استفسارات يومية لكل موظف عن سبب التغيب أو الانقطاع عن العمل.

التزام بـ«التربية»

ومن "الصحة" إلى وزارة التربية كان المشهد واحدا في الالتزام بالاشتراطات الصحية، حيث استأنف موظفو وزارة التربية أمس دوامهم الكامل بنسبة 100%، إذ انتظم الموظفون والموظفات بدوامهم الرسمي بدءا من الساعة السابعة والنصف صباحا، ليثبتوا حضورهم من خلال اجهزة البصمة مع تطبيق الالتزام بتطبيق الاشتراطات الصحية والتباعد الاجتماعي، وبدا لافتا قيام الوزارة بتنظيم اجراءات الدخول وتوفير عدد كاف من المتطوعين الذين اشرفوا على دخول الموظفين والمراجعين، مع تطبيق الاشتراطات الصحية وفحص الحرارة عند جميع مداخل الوزارة.

وكشفت مصادر تربوية لـ"الجريدة" أن نسبة الحضور في الديوان العام للوزارة، أمس، تجاوزت الـ 96 في المئة من إجمالي الموظفين، بعد قرارات الغاء الإعفاءات، وإلزام الموظفين بالحضور لدواماتهم، لافتة إلى أن الإعفاءات، بحسب قرارات الخدمة المدنية، مستمرة بالنسبة للموظفين ذوي الأمراض الخطيرة والمزمنة، إضافة إلى ذوي الإعاقات الشديدة.

«الائتمان» 100%

وبنسبة 100 في المئة أيضاً، انتظم أمس موظفو "الائتمان" بشكل كامل بدوامهم الرسمي، مع الالتزام بتطبيق الاشتراطات الصحية، والتباعد الاجتماعي.

وفي السياق، أكدت المتحدثة الرسمية للبنك حباري الخشتي لـ"الجريدة"، أنه طبقاً لقرارات مجلس الوزراء، بشأن عودة نظام العمل في الجهات الرسمية من الموظفين، وعودة ساعات العمل الكاملة، وإنهاء كل حالات الإعفاء من الحضور إلى مقار العمل، استأنف "الائتمان"، صباح أمس، العمل بشكل كامل وفق القرارات الجديدة، لافتة إلى أن استقبال المواطنين سيكون من الثامنة صباحا حتى الواحدة والنصف ظهرا في الفرع الرئيسي والفروع التابعة للبنك، بموجب مواعيد مسبقة من خلال منصة "متى".

وأضافت الخشتي، أن مراكز الخدمات المتكاملة في "الحكومة مول" ستعمل على فترتين بحيث تكون الصباحية من الثامنة حتى الواحدة والنصف، والمسائية من الرابعة عصرا حتى الثامنة مساء، لافتة إلى أن استقبال المواطنين سيكون لإنجاز الخدمات غير المتاحة "أونلاين" من خلال البوابة الاكترونية أو التطبيق الهاتفي للبنك، بموجب مواعيد مسبقة بـ"متى".

ولفتت إلى أن فئتي كبار السن والأشخاص من ذوي الاعاقة يتم اسقبالهم في فروع البنك دون أي مواعيد مسبقة. وأشارت إلى أن البنك يستقبل حوالي 1500 عميل يوميا لإنجاز معاملاتهم وفق الاشتراطات الصحية وتحقيق التباعد الاجتماعي، لضمان سلامة المراجعين والعاملين في البنك، مشددة على أن البنك حريص على راحة العملاء، وتقديم أفضل الخدمات بسهولة ويسر.

دوام «الشؤون» كامل

كما جاء دوام موظفي وزارة الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية بنسبة 100 في المئة في اليوم الأول لعودة الدوام الرسمي بشكل كامل.

وأكد مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام، عضو لجنة تطبيق الاشتراطات الصحية في الوزارة عبدالله الحمدان، التزام الموظفين في قطاعات الوزارة بقرار ديوان الخدمة المدنية العودة إلى العمل وعدم التهاون في تطبيق الاشتراطات.

وقال الحمدان، في تصريح صحافي، عقب جولة أجرتها فرق اللجنة على بعض إدارات الوزارة، مؤكدا أن الموظفين ملتزمون بتطبيق الاشتراطات الصحية للتعامل مع فيروس "كورونا"، مشيداً بالتزام الجميع بالتعاميم والقرارات الوزارية.

عودة طبيعية في «العدل»

وعلى صعيد متصل، أكد مدير إدارة الإعلام بالتكليف، في وزارة العدل أيمن المحارب، ان "العودة إلى العمل في مرافق الوزارة سارت بشكل طبيعي، خصوصاً مع الالتزام الكبير من قبل الموظفين الذين حرصوا على الوجود في مقار أعمالهم في الوقت المحدد".

وقال المحارب لـ"الجريدة"، إن "الوزارة تنفيذاً لقرارات ديوان الخدمة المدنية، طبقت نظام البصمة على جميع الموظفين العاملين في مبنى الوزارة الرئيسي والمرافق التابعة لها والمحاكم، تأكيداً على تنفيذ القرار بشكل كامل مع عودة العمل بنسبة 100 في المئة". وأشار إلى أن "الوزارة كانت ضمن الوزارات التي أعادت قبل فترة العمل في بعض القطاعات والإدارات الحيوية والمهمة، ذات الاتصال المباشر والمستمر مع الجمهور، وبالتالي لم يتغير الوضع كثيرا، خصوصا مع وجود الموظفين في هذه الإدارات لإنجاز معاملات المراجعين".

وأشار إلى أن "اليوم الاول لعودة العمل بكل طاقته إلى الوزارة بعد فترة قاربت من العام ونصف العام، حظي باهتمام ومتابعة مباشرة من الوزير عبدالله الرومي، وكذلك وكيل الوزارة عمر الشرقاوي"، متمنيا أن "تبقى الأوضاع الصحية في البلاد في تحسن مستمر حتى تنتهي هذه الجائحة".

ارتباك في «المواصلات»

بينما شهدت وزارة المواصلات في اليوم الأول لعودة الموظفين، حالة من الارتباك فيما يتعلق بنظام البصمة للعاملين في بعض الإدارات.

وأكدت مصادر مطلعة لـ"الجريدة"، ان موظفي إدارات العلاقات العامة والخارجية والقانونية، اضطروا إلى الذهاب إلى مبنى الوزارة الرئيسي في الشويخ لإثبات بصمة الحضور، ومن ثم التوجه إلى مقر عملهم الجديد في مجمع الاتصالات المحاذي لبرج التحرير، موضحة ان عدم استقرار الوضع الإداري يأتي نتيجة بدء الوزارة عملية الانتقال إلى مجمع الاتصالات، على خلفية البدء بتسليم المبنى إلى الإدارة العامة للجمارك خلال الأشهر القليلة المقبلة.

استقبال المراجعين في «الديوان»

فيما عاد الموظفون في ديوان الخدمة المدنية لاستقبال المراجعين في مسرح الديوان في عملية تنظيمية ابتداءً من فرز أنواع المعاملات ومن ثم الذهاب لصالة المراجعين، إذ قام الديوان بزيادة الموظفين وعدد الأقسام في صالة المراجعين تمهيداً لرفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال المراجعين.

وأكدت الوكيل المساعد للشؤون القانونية بالديوان ضياء القبندي لـ"الجريدة" عدم وجود أي تأثيرات سلبية لأجهزة البصمة على الموظفين، مبينة أن هناك رد جاء من زارة الصحة بشأن استفسار الديوان عن مدى انتشار أي عدوى من أجهزة البصمة، ما يعكس دور الديوان لاستطلاع الرأي الفني والصحي للمختصين قبل أخذ القرار.

وذكرت القبندي أن تطبيق الاشتراطات مسؤولية كل جهة وعلى الموظفين الالتزام بما وضعه التعميم، مضيفة أن عودة الموظفين هي عودة للحياة الطبيعية، وينعكس ذلك على تسهيل معاملات المراجعين من خلال زياد أعداد الموظفين.

وبشأن استمرار العمل بحجز المواعيد لمراجعة الجهات، لفتت القبندي إلى أن جائحة كورونا أعطت تجربة ناجحة لاستخدام التطبيقات واعتماد حجز المواعيد لمراجعة الجهات الحكومية على أرض الواقع، متابعة إلى أن استمرارها ينظم عملية استقبال المراجعين ورؤية مدى الطاقة الإستيعابية التي تستقبلها كل جهة.

وأشارت القبندي إلى أن التعميم ألزم الجهات الحكومية برصد الدوامات والتنويه عل الموظفين بضرورة اخذ الإجازات القانونية حتى لا يتعرض لأي مساءلة في حال انقطع عن العمل.

«الكهرباء»... «تفاؤل والتزام»

"بتفاؤل والتزام"، أعلنت وزارة الكهرباء والماء عودة نظام الدوام الرسمي وإلغاء جميع حالات الإعفاء من العمل، ولا يكون تغيب الموظف عن العمل إلا في حدود ما يصرح له من اجازات قانونية، مع إلغاء أنظمة الدوام المرنة ونظام التدوير والعودة إلى العمل بكامل قوة العمل الرسمية 100 في المئة.

ودعت الوزارة، في بيان، الجميع إلى التقيد باشتراطات وزارة الصحة الاحترازية التي أقرتها السلطات الصحية المختصة.

طبقت الادارة العامة للمرور والإدارة العامة لشرطة النجدة، صباح أمس، الخطة الأمنية المرورية الخاصة بتوزيع الدوريات على الطرقات والتقاطعات الرئيسية والحيوية، بمناسبة عودة العمل للوزارات والهيئات الحكومية بعد أزمة جائحة كورونا، تفادياً لوجود أي اختناق مروري خلال اليوم الاول للدوام الكامل.

وقال ضابط قسم العلاقات العامة والإعلام بالإدارة العامة للمرور عبدالله بوحسن، إن قطاع المرور والعمليات وضع خطة استباقية للتعامل مع العودة الكاملة للموظفين بعد جائحة كورونا قوامها 180 دورية مرورية.

وأضاف بوحسن أن الاستعدادات المرورية جاءت من خلال الانتشار الأمني المروري لدوريات المرور وشرطة النجدة ومتابعة كاميرات الضبط المروري المنتشرة في العديد من الطرق والتقاطعات، التي تتم من خلال غرفة التحكم التابعة للإدارة العامة للمرور إدارة العمليات والمختصة في مراقبة جميع الطرق، مشيراً إلى أن غرفة العمليات المرورية عملت على إعادة برمجة التقاطعات المرورية حسب كثافة حركة دخول وخروج الموظفين وحسب الاتجاه حتى تسمح بتقليل الكثافة المرورية وتحافظ على انسيابية حركة السير.

وأوضح أن اليوم الأول شهد بعض الاختناقات المرورية على طريق الدائري الأول والرابع والخامس والسادس.

‏واوضح بوحسن أن اليوم الأول شهد عدداً من الحوادث المرورية كان أبرزها حادث انقلاب مركبة على طريق الدائري السادس مقابل منطقة صباح الناصر باتجاه الجهراء خلال فترة خروج الموظفين أدى إلى وفاة مواطن، مشيراً إلى أن الفترة الصباحية شهدت أيضاً عدداً من الحوادث المرورية، التي تعاملت معها الدوريات بشكل فوري ونظمت حركة السير التي تعطلت جراء تلك الحوادث.

محمد الشرهان ومحمد راشد وعادل سامي وفهد الرمضان ومحمد جاسم