الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يناقش مع بيرنز سد النهضة وليبيا
سعد الدين إبراهيم لـ الجريدة•: تنسيق لاحتواء تداعيات الوضع الأفغاني
في إطار التشاور المستمر مع إدارة نظيره الأميركي جو بايدن، ناقش الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز أمس، ملفات سد النهضة الإثيوبي والقضية الفلسطينية ومستجدات الوضع في أفغانستان والأزمة في ليبيا.وصرح المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي بأن السيسي استقبل بيرنز بحضور رئيس المخابرات عباس كامل، وأكد أهمية تدعيم وتعزيز التعاون الراسخ في مختلف المجالات، خاصة على الصعيد الأمني والاستخباراتي في ضوء انتشار خطر الإرهاب والتطرف.من جانبه، أكد بيرنز الحرص على التنسيق المستمر مع مصر، لا سيما في ضوء تطورات الأوضاع بالشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الإفريقية، مثمنا قيادة السيسي لجهود تدعيم الأمن والاستقرار إقليميا، وترسيخه دور مصر كمحور اتزان للأمن الإقليمي.
ورأى مؤسس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية سعد الدين إبراهيم، أن الهدف الحقيقي من زيارة ثاني مسؤول أميركي للقاهرة بعد وزير الخارجية أنتوني بلينكن في مايو هو الاستماع لموقف مصر ورؤيتها لما يجري في أفغانستان حاليا، وتابع في تصريحات لـ "الجريدة": "ملف الإرهاب من الملفات القديمة والتي يتم نقاشها بصورة دورية في اللقاءات المصرية - الأميركية، وكذلك سد النهضة الذي ربما يناقش الدور الأميركي المطلوب لحل الأزمة، أما الملف الجديد هذه المرة فهو ملف الوضع الأفغاني، الذي يرسم مستقبل المنطقة".وتابع إبراهيم، الذي كان لفترات طويلة مقربا من إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما: "منطقة غرب آسيا ستتأثر بشكل كبير بما يحدث في أفغانستان، خاصة إذا ما تحالفت طالبان مع النظام الإيراني سياسيا، فسنكون أمام معادلة مختلفة، وسيكون لها تأثيرها الإقليمي الواسع، لذا يبدو أن التنسيق الأميركي مع مصر مسألة مطلوبة لضمان منع تفاقم الأمور لتؤدي إلى انفجارات لا يعلم إلا الله مداها، خاصة أن أميركا حريصة على حد أدنى من استقرار المنطقة التي تمتلك فيها مصالح حيوية كبيرة".وأشار إلى أن "مصر هي الدولة الأكثر استقرارا ورسوخا في المنطقة، ما جعل من القاهرة قوى إقليمية عظمى في منطقة الشرق الأوسط، وإحدى دول عوامل الاستقرار في المنطقة، لذا أتوقع ألا يقتصر التنسيق معها على الأميركيين فقط، بل سيتواصل الروس والصينيون مع القاهرة أيضا من أجل ذات الملف، لمنع امتداد الانفجارات إلى المنطقة العربية".