أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الأحد أنها قلّصت عدد دبلوماسييها في أفغانستان التي باتت تحت السيطرة شبه الكاملة لحركة طالبان، وأبقت «النشاطات الأساسية» لسفارتها في كابول.

وأفاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان عن «تقليص عدد العاملين في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كابول وعاد زملاؤنا بما لا يخل بالنشاطات الأساسية للسفارة».

Ad

وأتى هذا الإعلان بعيد تأكيد النائب السابق لرئيس الجمهورية في أفغانستان عبدالله عبدالله، أن الرئيس أشرف غني «غادر البلاد» مع وصول عناصر حركة طالبان إلى مشارف العاصمة.

وتمكنت الحركة في أسبوع ونيف، من السيطرة على جزء كبير من البلاد، في أعقاب هجوم واسع شنته مع قرب موعد إتمام انسحاب القوات الأجنبية، وخصوصاً الأميركية منها، وأكدت الحركة الإسلامية أنها تريد «انتقالاً سلمياً» للسلطة بعد عقدين على إزاحتها من الحكم من قبل ائتلاف قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.

ودفع هجوم الحركة وبلوغها مشارف كابول الأحد، الى تسريع عملية إجلاء دبلوماسيين ورعايا أجانب، خصوصاً من قبل واشنطن ولندن ودول أوروبية.

ولإيران خمس بعثات دبلوماسية في أفغانستان، وفق وزارة الخارجية.

وأكد خطيب زاده أنه سبق للعاملين في قنصليات مزار شريف وقندهار وجلال آباد أن غادروها «وواصلوا العمل من كابول»، مشيراً إلى أن البعثات الثلاث تضم حالياً «حراسا وموظفين محليين» فقط.

أما بشأن قنصلية هرات، فشدد على أن أفراد البعثة لا يزالون فيها، مؤكداً أن «دبلوماسيينا بخير».

وكانت طهران دعت الجمعة الى ضمان سلامة بعثتها في هرات الواقعة على مسافة أقل من 150 كلم من الحدود الشرقية لإيران، بعد سقوطها بيد طالبان، مؤكدة أنها على تواصل مع الدبلوماسيين والموظفين في القنصلية.

ولم تحدد الوزارة عدد هؤلاء.

ويرى محللون أن إيران القلقة من الوضع المضطرب في أفغانستان، جارتها الشرقية التي تتشارك معها حدوداً بطول أكثر من 900 كلم، تتبنى مقاربة براغماتية، لا سيما حيال حركة طالبان.

وتستضيف إيران منذ أعوام على أرضها أكثر من 3,46 ملايين أفغاني، وفق أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وكررت الجمهورية الإسلامية في الأشهر الماضية، دعوتها الى حل سياسي في أفغانستان، واستضافت في يوليو لقاء بين ممثلين للحكومة الأفغانية وحركة طالبان، ودعتهم لاتخاذ «قرارات صعبة» من أجل مستقبل البلاد.

والأحد، جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التأكيد أن «العنف والحرب، كما الاحتلال، لا يحلان المشاكل أبداً».

وأضاف عبر حسابه على «تويتر»، «إيران على استعداد لمواصلة جهودها في مسار إرساء السلام في أفغانستان».