اللقاء المباشر بين سمو رئيس مجلس الوزراء وأي شريحة في المجتمع مطلوبة، فما بالك بخريجي جامعة الكويت، الذين من المفترض أنهم قياديو المستقبل.لكن هذا اللقاء يحتاج منا كمعلقين أن نبدي عليه بعض التحفظات، ولو من باب الحرص على تصحيح بعض المعلومات، لعل أولها أن فريق سمو الرئيس أخطأ في عدم دعوته للطلبة الخريجين من الجامعات الخاصة والطلبة الخريجين في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، الجهة المعنية بإيجاد عمالة وسطى تسد النقص المتوقع في حال قرر سمو الرئيس إنفاذ خطته بقلب المعادلة، بحيث يصبح المواطنون هم الأغلبية في البلد بدل الوافدين.
الأمر الآخر سمو الرئيس في لقائه مع خريجي الجامعة دون سواهم أعطى رسالة غير مباشرة بأن أي طالب يريد الاهتمام الحكومي فإن عليه أن يحضر شهادة جامعية، وهذا ما أدى أن يذهب بعض أبناء الوطن إلى جامعات من طراز «أنا عاوز خمسة يكتفوني» للحصول على شهادة جامعية مستواها الأكاديمي صفر، وفي تقديري المتواضع أن البلد بحاجة إلى خريجي كليات ومعاهد تقنية أكثر من جامعيين يجلسون على المكاتب.في اللقاء نفسه أسهب سمو الرئيس في الشرح عن حاجة البلد لخريجي الجامعة، وشدد على تكافؤ الفرص والعدالة، وكلنا يعلم أننا في بلد وزير ابن وزير ابن وزير، ووكيل ابن وكيل، وكابتن طيار ابن كابتن طيار، وضابط ابن ضابط، وأستاذ جامعي يرسم بعثة مخصصة لأبنائه لكي يعودوا أساتذة جامعيين، ومهن أخرى لا نستطيع الحديث عنها طبعاً.سمو الرئيس: لا نريد أن نقلل من أهمية لقائك مع بناتك وأبنائك خريجي جامعة الكويت مع الملاحظات التي أبديناها، ولكن الواقع العملي في العقود الأربعة الأخيرة علمنا أن الدولة عندما تتحدث عن العدالة في التعيينات فإن هناك مجموعة براشوتات تلوح في الأفق، وعندما تتحدث عن تمكين الشباب فإن مجموعة تعيينات فوق السبعين سنة آتية في الطريق، وأن كل الأحاديث الحكومية هي شعارات فارغة وحكايات ديدة وحبابة.باختصار العقلية ما زالت نفسها، وكل ما في الأمر راح «أنس» ولو ظاهرياً وأتى «خالد»، وغطيني وصوّتي يا صفية!فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.
مقالات
سمو الرئيس.. الواقعية مطلوبة
17-08-2021