عبدالعزيز آرتي: قليلون من يرسمون البيئة الكويتية بجودة

نشر في 17-08-2021
آخر تحديث 17-08-2021 | 00:00
يعد الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير عبدالعزيز آرتي، من الفنانين القلائل الذين تمكنوا من وضع بصمة واضحة على واقع الساحة التشكيلية؛ وذلك من خلال ممارسته للرسم بمختلف أشكاله، وتاريخه الفني المزدحم بالإنجازات والأعمال، ومشاركاته الحثيثة في المعارض التشكيلية داخل الكويت وخارجها، إضافة إلى معارضه الشخصية.
«الجريدة» أجرت مع آرتي هذا الحوار، الذي تحدث فيه عن الكثير من الشؤون المتعلقة بالفنون التشكيلية، تاريخاً وإبداعاً، وفيما يلي التفاصيل:
قال الفنان عبدالعزيز آرتي، في مستهل حديثه لـ"الجريدة"، إن الفن جميل جداً بحياة الإنسان، وإذا دخل الفن وتعمّق في مشاعره؛ فإنه يجعل الحياة أجمل وأروع".

وأضاف آرتي، أنه يتبع الفلسفة البصرية في أعماله، بما يواكب الفلسفة الحياتية، موضحاً، على سبيل المثال، أن فلسفة اللون عند الفنان تعتبر لا منتهية، وكفنان له خطه، يفكر دائماً في عمل إضافة أو نفس جديد للون وحرص على تطبيق ذلك في أعماله التجريدية، ومن أعماله التي تسير على هذا المنوال لوحة "إمرأه ملونة".

وفيما يتعلق بالأهم بين الموهبة والدراسة الأكاديمية للفن التشكيلي يقول:

"إذا أعطى الفرد منا موهبة، فيكون اختياره إما أن يصقلها أو يهملها أو لا يستغلها، وأنا برأيي الشخصي أن يصقلها ويستثمرها".

«التكنيك» والانسجام

واستطاع آرتي أن يؤسس لنفسه أسلوباً خاصاً من خلال لغة تشكيلية جادة، ذات أبعاد اجتماعية وسياسية وحتى ثقافية، كما تمكّن من أن يضع لنفسه خصوصية واضحة تدل عليه في كل أعماله، التي قدمها للساحة الفنية سواء التشكيل أو الكاريكاتير.

وهذه الخصوصية أدّت إلى تواصل أعماله مع الحياة بكل عناصرها وحالاتها، وهو تواصل مبني على الإحساس الذي يوليه الفنان لمنجزاته التشكيلية، ومن ثم قدرته على تحريك سكون الألوان بمزيد من التكنيك والانسجام مع العناصر الفنية بكل سهولة ويسر.

وفيما يتعلق بأعماله التراثية، يقول بأنه يستوحي تفاصيل أعماله من الذكريات التي مازالت عالقة في ذهنه، لافتاً إلى أنه لم يعيش تلك الفترة بكل تفاصيلها الدقيقة، لكنه استطاع أن يستجمع تصورات من خلال جولاته مع والده إلى الأسواق والأماكن القديمة لاسيما أن هذه المظاهر العمرانية لم تعد سائدة راهناً، والتي شكلت مخزوناً في ذاكرته قام برسمها.

وأضاف آرتي أنه رسم الأماكن والأسواق، التي تزخر بها الكويت ومنها الشارع الجديد عام 1994، وساحة الصفاة رسمها في فترة التسعينيات والألفية، ولوحة شارع فهد السالم وحي قديم "شرق"1995"، أما في لوحة "مدرسة المرقاب" استطاع ينقل الماضي من خلال سور وبوابة هذه المدرسة القديمة وفي لوحة "على ظهر السفينة"، تلك التي بدت فيها حركة العاملين على ظهر السفينة معبرة عن الماضي.

ورصد الفنان بريشته الكويت قديماً بلوحة "بعد المطر"، التي تشرح للمتلقي حكايات من الزمن الجميل، واستخدم تقنيات لونية عديدة، لعل من أبرزها الزيت على قماش، والألوان المائية باستيل زيتي.

ويتمنى آرتي أن يكون هناك اهتمام بالفنانين الذين يوثقون التراث بأعمالهم ويتم اقتناء أعمالهم في الأماكن الرسمية لتعريف الجمهور والجيل الحالي بالماضي وعلق قائلاً:" قليل جداً من الفنانين يرسمون البيئة الكويتية القديمة بجودة، وأنا كفنان أكرس وقتي جهدي في رسم بيئتي، ووطني".

رصد البيئة والحياة

اختار آرتي في البداية الأسلوب الواقعي إلى جانب الانطباعي، وعن الأساليب الفنية يقول:" رصدت البيئة والحياة والناس من خلال الأسلوب الواقعي والانطباعي، ثم اتجهت إلى المدرسة التأثيرية، ثم طرقت باب التجريد والعمل على الكتل اللونية والمجاميع البشرية وغيرها".

يشار إلى أن الفنان آرتي لا يزال متمسكاً بالمدرسة التأثيرية، وبعض من الانطباعية في أعماله الحديثة، وهو خريج كلية التربية الأساسية وعضو في الرابطة الدولية للفنون ورابطة الحرف اليدوية لقارة آسيا، شارك في عدد من المعارض الفنية المحلية وكما شارك في معارض خارج الكويت منها في بلغاريا، وكوبا، وروسيا، والبحرين، والسعودية، وقطر والإمارات.

فضة المعيلي

أستوحي تفاصيل أعمالي من الذكريات التي مازالت عالقة في ذهني
back to top