ميشال عون يتمسّك برئاسة لبنان وضغوط غربية لفك عقدة الحكومة
• نجيب ميقاتي : بدأنا مناقشة الأسماء المرشحة للتوزير والعبرة بالخواتيم
• نصرالله: سنأتي بالنفط من إيران
رفض الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الدعوات التي طالبته بالرحيل على خلفية فاجعة عكار وتردي الأوضاع المعيشية، في حين رشحت تقارير عن ضغوط غربية مكثفة لاستعجال تشكيل الحكومة، قبل أن يعلن الرئيس المكلف نجيب مقياتي أنه بدأ مناقشة الأسماء المرشحة للتوزير.
عقب ساعات من نشوب حرب كلامية بين "تيار المستقبل" بزعامة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري وحزب "الكتائب" من جهة و"التيار الوطني الحر" وقصر بعبدا من جهة أخرى أثر الفاجعة التي خلفها انفجار صهريج وقود في منطقة عكار، جدد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون تمسكه بمنصبه رفضاً الدعوات التي أطلقت عقب الحادث، الذي خلف 28 قتيلاً وعشرات القتلى، لمطالبته بـ"الرحيل" وسط تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.وقال عون، خلال لقائه في قصر بعبدا، وفد "المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان في فرنسا"، إنه سيقوم بواجباته حتى النهاية، ولن يهزه أحد إن في موقعه أو في حرصه على مواصلة محاربة الفساد.وأعرب عن أمله "في أن نتوصل إلى الحد من الأزمة الراهنة من خلال تشكيل حكومة جديدة في خلال الأيام القليلة المقبلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل".
وأكد رئيس الجمهورية أنه بالرغم مما خسره من صلاحيات، فإنه شريك في التأليف مع رئيس الحكومة المكلف، وله أن يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية.
استعجال الحكومة
وجاءت تصريحات عون قبل استقباله رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لإجراء مشاورات.وعقب اللقاء قال ميقاتي في تصريح له من قصر بعبدا: "إننا استكملنا التشاور بموضوع تشكيل الحكومة بالعمق وسنواصل التشاور في الأيام المقبلة"، لافتاً إلى "إننا دخلنا بموضوع الأسماء في تشكيل الحكومة وتبقى العبرة في الخواتيم".وشدد ميقاتي على أن "نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار ولا وقت محدداً لديّ ولكن المدة ليست مفتوحة".وقبيل اللقاء تحدثت مصادر رفيعة المستوى عن ضغوط أميركية فرنسية كبيرة مورست خلال الساعات القليلة الماضية على فرقاء لبنان المعنيين بتأليف الحكومة، إضافة إلى بعض الفاعلين السياسيين الذين يضعون العصي في الدواليب إما لتأخير ولادة الحكومة أو لإفشال ولادتها. وأوضحت المصادر أن ولادة الحكومة باتت "قاب قوسين" وخلال ساعات أو أيام قليلة.وتزامن ذلك مع تحذير السفيرة الأميركية لدى بيروت، دوروثي شيا، من انزلاق لبنان إلى "كارثة إنسانية"، جراء استمرار تعثر تشكيل الحكومة.وقالت شيا، عقب لقائها عون بقصر الرئاسي أمس: "واشنطن تحث الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانباً". وأضافت السفيرة التي التقت رئيس الحكومة المكلف للتباحث بشأن جهود تسريع تشكيل الحكومة، قبل توجه إلى بعبدا: "كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا إلى كارثة إنسانية". ويأتي الحراك بشأن تشكيل الحكومة غداة هجوم لاذع شنه الحريري على عون وصهره رئيس "التيار الحر" جبران باسيل. وقال الحريري عبر "تويتر" عقب حادث عكار الذي أودى بحياة 28 وتسبب بإصابة العشرات: "احتراماً لدماء الشهداء وأهاليهم وللجرحى الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل، ولأهل عكار الذين يراهم رئيس الجمهورية وسيلة للفلتان والفوضى ونراهم نحن عنواناً للكرامة والوطنية، أكتفي بتوجيه كلمتين لفخامة الرئيس وصهره لأقول: أرحل الآن واحفظ لآخرتك بعض الكرامة لأنك لن تجد قريباً سفارة تؤويك وطائرة تنقلك فوق أجنحة الهروب من لعنة التاريخ".دعوة «الكتائب»
في تطور لافت، ينذر بمزيد من الصدام على وقع تفاقم أزمة الوقود الخانقة التي تشهدها البلاد، قال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، إنه سوف يتم جلب مازوت وبنزين من إيران التي تخضع لعقوبات أميركية مشددة.وأضاف نصر الله، في كلمة له خلال المجلس العاشورائي في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس الأول: "أؤكد إن شاء الله سنأتي قطعاً بالمازوت والبنزين من إيران وفي هذين اليومين أبلغكم متى".ودعا نصر الله: "لتشكل حادثة عكار عاملاً حاسماً في الضغط على المعنيين من أجل تشكيل الحكومة خلال أيام لأن البلد ما عاد يحتمل".وتابع: "نقول كفى شكلوا حكومة بأي ثمن لأن ماء وجه الجميع مرتبط بتشكيل حكومة وعلى الجميع التضحية".أزمة المحروقات
إلى ذلك، وقعت مشاجرة أمام محطة للمحروقات في بلدة عين بعال في قضاء صور جنوب لبنان، على خلفية تعبئة البنزين أمس.وتدخل الجيش لفض المشاجرة فأصيب عسكري بجروح كما أصيب عاملان في المحطة.
سفيرة واشنطن تحذر من انزلاق لبنان لـ«كارثة»