اتهم رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان أمس "إثيوبيا بالمماطلة في ترسيم الحدود طوال السنين الماضية"، مشدداً على أن "السودان سيسترجع الأراضي المتبقية منها بالطرق السلمية والدبلوماسية أو أي خيارات أخرى".

وقال البرهان، خلال احتفال عيد الجيش الـ67 بحضور رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، إن "السودان ظل يحاور إثيوبيا فترة طويلة حول منطقة الفشقة الحدودية، ووجد تعنتاً ومماطلة منها قبل ملحمة استردادها"، مؤكداً: "نحن مصممون على تعمير الفشقة وهذه البداية، واحتفال القوات المسلحة بها يؤكد سودانيتها، وأنها بذلت الدماء من أجل استردادها واستعادة الكرامة".

Ad

وأوضح أن "الجيش احتشد، في 2017 بمنطقة جبل لبان لتحرير الفشقة، إلا أن قراراً سياسياً صدر بالانسحاب ووقف العملية وتسبب ذلك في غصة بقلوب أفراد القوات وظلت كذلك، حتى تحريرها واستعادة كرامة الشعب بملحمة استردادها بعد تخاذل السياسيين في العهد البائد".

وإذ لفت إلى مساعي إعادة العلاقات مع إثيوبيا لأنها دولة جارة، دعا البرهان سكان الشريط الحدودي إلى ممارسة حياتهم العادية في الزراعة والتعمير، مؤكدا استمرار الحكومة الانتقالية في تعمير الأرض وبناء الطرق والجسور.

ويخوض السودان معارك متقطعة مع قوات وميليشيات إثيوبية منذ نوفمبر الماضي لاستعادة أراضي الفشقة الصغرى والكبرى الخصبة البالغة نحو مليوني فدان، والتي تسيطر عليها إثيوبيا منذ 25 عاماً.

وبعد استدعائه سفير السودان احتجاجاً على رفض جهود التوسّط لوقف إطلاق النار في إقليم تيغراي، أعلن حمدوك أنه لن يسمح بانهيار إثيوبيا، وسيواصل البحث عن مخرج آمن لضمان استقرارها وتحييدها.

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إنه "إذا تعاون الإثيوبيون معا وبشجاعة في مواجهة ومقاومة الجهود الدبلوماسية ووسائل الإعلام الغربية لتحريف أيديها بالقوة، فسيتم تفكيك جبهة تحرير تيغراي الإرهابية مرة واحدة وإلى الأبد".

وقال أحمد، في بيان مطول أمس الأول: "الدبلوماسية الغربية ووسائل الإعلام استمرت في بذل الجهود لترديد أصوات الجماعة الإرهابية. وأعداء إثيوبيا يشنون الحرب على جبهتين الحرب والدبلوماسية"، واصفاً الدبلوماسية والعلاقات الخارجية بأنها "لعبة سياسية تسترشد بمبدأ الأخذ والعطاء".

وفي حين أكد أن إثيوبيا مرت بالعديد من التحديات والمآزق وشعبها الشجاع لم يجلس وينتظر، ودفع حياة أبنائه ثمناً لإلحاق الهزيمة المخزية بأعدائه، لفت أحمد إلى أن "عددا من الدول في العالم شهدت مؤامرات مماثلة أدت إلى ظهور تهديدات بالتفكك في وقت أو آخر، مثل يوغوسلافيا وسورية والصومال وليبيا"، معتبراً أن "ألمانيا واليابان وكوريا وفيتنام هي بعض الدول الرائدة التي نجحت في إحباط الأزمات والمؤامرات التي مرت بها بفضل مواجهتها بوحدة قوية".