في الصميم: لا تتباكوا على مال أنتم من أضاعه
المؤسف أن الحكومة والمجالس المتعاقبة هما من تسببا في المأزق الحالي، وهما من تسببا بردود فعل المواطنين الغاضبة ضد أي توجه للترشيد ولشد الأحزمة، فهما من أضاعا بصراعاتهما السياسية وسياسة لي الأذرع على الكويت فرصاً كثيرة.
![طلال عبد الكريم العرب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/1002_1667931751.jpg)
ضاعت تلك الفرصة كما ضاعت قبلها على الكويت فرصة أعظم، إنها فرصة 26 فبراير 1991، وهو اليوم الذي تحررت فيه الكويت من براثن الغزو العراقي، كانت فرصة لن تعوض لإصلاح كل ما فسد، ولكن الوضع ازداد سوءا، فقد زاد الفساد، وزاد الهدر، وتغيرت التركيبة السكانية بمئات الآلاف، وأدخل على البلد مئات آلاف آخرين من العمالة الهامشية، وها هي الكويت بأهلها تتوجس من كارثة حقيقية لم يستوعب مداها حتى الآن الكثير من القياديين والنواب والمواطنين. وها هي الحكومة أضاعت فرصتها الثانية في 2013، فقد مضى على ذلك التصريح ثماني سنوات عجاف، لم تقم خلالها الحكومة بأي إجراء يدل على الجدية في بيانها، فقد كان المفترض عليها أن تبادر بفرض رؤيتها المستقبلية، وأن تبدأ بنفسها، إلا أن المؤسف أن الحكومة والمجالس المتعاقبة هما من تسببا في المأزق الحالي، وهما من تسببا بردود فعل المواطنين الغاضبة ضد أي توجه للترشيد ولشد الأحزمة، فهما من أضاعا بصراعاتهما السياسية وسياسة لي الأذرع على الكويت فرصاً كثيرة.فمن يلوم المواطنين الغاضبين عندما يطلب منهم شد الأحزمة وهم يرون أن أحزمة القياديين والنواب فلتانة على الآخر؟ وعندما يرون المزارع والجواخير والقسائم لا تزال توزع للتنفيع ولشراء الولاءات؟ وعندما يرون المناصب تفصل على مقاساتهم؟ من يلوم المواطنين من التذمر وهم يرون الحكومة والمجلس متعاونين على الهدر والتبذير ابتداء من شراء الطائرات الخاصة، والإعلان عن تبرعات مليارية لا أحد يعلم في أي جيب استقرت، وانتهاء بمئات الملايين تهدر سنويا على السياحة العلاجية.إننا نعيش في العهد الجديد فرصة إصلاحية ثالثة، نسأل الله أن يسدد الله خطى من بيدهم الأمر إلى ما فيه خير البلد.