في محاولة لتفادي موجة جديدة من التصعيد العسكري مع الفصائل الفلسطينية تعوق ما تصفه بالتركيز على تنسيق المواقف مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن «التهديد النووي الإيراني»، صادقت إسرائيل على السماح بإدخال بضائع من ضمنها مواد بناء، إلى غزة من خلال معبر كرم أبو سالم، للمرة الأولى مند فرض الحصار على القطاع عام 2007، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ اليوم.ونقل موقع «واللا» عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، أنه «لا جدوى من إغلاق معبر كرم أبوسالم أمام مواد البناء في هذه المرحلة، لأن معظم المواد والعتاد تدخل من معبر رفح المصري، والجمارك على دخول البضائع من مصر تُحوّل إلى حكومة حماس مباشرة، بينما الجمارك على نقل البضائع من معبر كرم أبوسالم تُحول إلى السلطة الفلسطينية».
وتمت المصادقة على إدخال البضائع الجديد إلى القطاع خلال محادثات متقدمة حول المنحة المالية المالية القطرية.وذكرت مصادر أمنية، أنه توجد تطورات في الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس»، بوساطة الأمم المتحدة، بشأن تحويل المنحة المالية القطرية إلى القطاع. وبينت أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنه بمجرد تحويل المنحة المالية سينخفض مستوى التوتر بين إسرائيل والقطاع.
مباحثات عباس
وتزامن ذلك مع عقد مدير المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، مباحثات مفاجئة، بشأن إعادة إعمار قطاع غزة والتوصل إلى تهدئة طويلة المدى، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد نفتالي بينيت، ووزير الأمن، بيني غانتس.وتناولت مباحثات عباس مع بنيت، التي تعد الأولى من نوعها، الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية للعلاقات الإسرائيلية المصرية وملف الوساطة المصرية بشأن الأوضاع الأمنية بغزة. وعقب مشاوراته مع بينت وغانتس في القدس انتقل مدير المخابرات المصرية إلى رام الله لإجراء مباحثات مع المسؤولين في السلطة الفلسطينية والتقى الرئيس محمود عباس.ولاحقاً، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن عباس نقل دعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى بينيت للقيام بزيارة رسمية خلال الأسابيع القليلة المقبلة.وذكرت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية أن محادثات مكثفة جرت بين إسرائيل ومصر، أمس الأول، وأن الجانب المصري طالب الدولة العبرية بالامتناع عن الرد على إطلاق قذيفة صاروخية من غزة باتجاه سديروت، الأحد الماضي، ونقل الجانب المصري إلى إسرائيل رسالة من «حماس» تقول إن الحركة لم تكن على علم بالعملية وأنه «تم اعتقال ناشط الجهاد الإسلامي المسؤول عن إطلاقها».وكان كامل التقى مع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، في مايو الماضي، بعد انتهاء العدوان على غزة. حيث لعبت القاهرة دوراً مركزياً في الوساطة بشأن إعادة إعمار القطاع، إلى جانب دفع ثلاثة مواضيع مركزية، هي ترميم فوري للبنية التحتية التي دمرها القصف، نقل المال إلى غزة بموجب مطالب «حماس»، وتهدئة طويلة المدى، تشمل تبادل أسرى.إعادة نظر
في غضون ذلك، يعتزم وزير الأمن الإسرائيلي، إعادة النظر في المصادقة على أعمال بناء لمصلحة الفلسطينيين في «مناطق C»، التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي. وبسبب تشويشات في العمل يمارسها موظفو لجنة التخطيط والبناء في «الإدارة المدنية» التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية، تأجل اجتماع اللجنة، أمس، من أجل المصادقة على أعمال البناء هذه وكذلك على خطط بناء في مستوطنات يهودية.وأفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان»، بأن غانتس اتخذ قراره في أعقاب طلب حزب «يمينا» ووزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، بإعادة النظر في المصادقة على أعمال بناء في قرية خربة بيت زكريا قرب بيت لحم، بعد موافقته على بناء 50 وحدة سكنية فيها.وزعمت شاكيد أن «هذه منطقة حساسة، والبناء في هذا المكان سيقطع تواصل المستوطنات بها». ووجه حزبا «يمينا» و»تيكفا حداشا» اليمينيان انتقادات لغانتس في أعقاب المصادقة على أعمال بناء في القرى والبلدات الفلسطينية، الأسبوع الماضي، وقررا عدم مهاجمته علناً من أجل عدم إثارات خلافات صاخبة داخل الائتلاف الحكومي قبل التصويت على ميزانية الدولة في «الكنيست».وحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن المصادقة على بناء أكثر من 800 وحدة سكنية لمصلحة الفلسطينيين في «المنطقة C» لم تصدر وفقاً للتخطيط، لأن لجنة التخطيط والبناء في «الإدارة المدنية»، وهي ذراع سلطات الاحتلال في الضفة الغربية، لم تعقد اجتماعاً، بإيعاز من «لجنة الموظفين»، التي قررت عدم عقد اجتماع احتجاجاً على شروط أجورهم وعملهم. على صعيد آخر، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، ساحات المسجد الأقصى، بحمايةٍ مشددة من قوات الأمن الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة.ضرب إيران
إلى ذلك، أكدت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أمس، أن «الجيش الإسرائيلي يدفع باتجاه عمل عسكري رداً على هجوم إيران المميت على الناقلة الإسرائيلية، ميرسر ستريت، في خليج عمان أواخر يوليو الماضي، في حين يرى المسؤولون السياسيون ضرورة اتباع الدبلوماسية».وكشفت الصحيفة العبرية، أن «مباحثات بين المستوى السياسي وكبار الرتب في الجيش وجهاز الموساد جرت الأسبوع الماضي، فيما يتعلق بالساحة البحرية الدولية، ونشاط إيران ضد السفن المملوكة لإسرائيل».وأشارت إلى أنه وفقاً لأعضاء بارزين في هيئة الأركان والبحرية في الجيش فقد «استنفدت إسرائيل نشاطها السياسي ضد إيران، وبالتالي فإن الرد العسكري مطلوب».