هكذا تتحول أفغانستان إلى عالم للسعادة
ما أفظع مشهد تعلق الأفغان بعجلات الطائرة وسقوطهم من الجو فراراً من الجحيم! هذه الصورة يجب أن تحرك ضمائر وغيرة قادة الحركة وكل أحرار البلد لخلق أفغانستان جديدة لا مكان فيها للخوف والتعاسة، ففي أفغانستان رواسب من المعادن تبلغ قيمتها حسب آخر التقديرات ثلاثة تريليونات دولار، وفيها ثاني أضخم احتياطي عالمي من النحاس، وفيها احتياطي هائل من معدن الليثيوم الذي يغذي صناعة البطاريات، والتي يتزايد الطلب عليها مع توجه العالم للسيارات الكهربائية، كما تمتلك معادن أخرى كالبريليوم واليورانيوم والحديد والأحجار الكريمة، كذلك فيها مساحات زراعية شاسعة وتنتج أجود الفواكه، كما تنتج الحبوب والمكسرات كالفستق واللَّوز والصنوبر وأخيراً القمح، وهي بهذا تصل حد الاكتفاء الذاتي في إنتاجها الزراعي والحيواني مع نمو مزارع الدواجن والزراعة السمكية في الأحواض والأنهار والجداول المائية.ومع ذلك الأفغان شعب يتقلب في الفقر المدقع، والخلل الهيكلي لاقتصادها كبير 80% من السكان يعملون في الزراعة، والبطالة تصل إلى 25% ونتيجة الفقر تجد الشباب يلتحقون بالجماعات المسلحة أو عصابات الإجرام كمهربين. بعد أن أعلن أحد قادة طالبان بأن العشرين سنة الفائتة قد علمتهم ولقنتهم دروساً في الخبرة السياسية أقول له هذا لا يكفي، ولابد أن ينبسط الفهم وتنفرش الخبرة على كل المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وإذا أردتم الاختصار وحرق المراحل فدونكم تحربة راوندا التي حرقت المراحل، فبعد أبشع وأفظع صراع دموي قبلي بين الهوتو والتوتسي استطاعت أن توحد المجتمع وتخلق التلاحم والولاء المجتمعي وتحقق تقدما ونموا اقتصادياً هائلا بعد أن وضعت دستوراً للبلاد، وتم تجريم أي خطاب عنصري، وتقوية القضاء واستئصال الفساد ووضع خطط محددة للنهضة الاقتصادية والصناعية حتى وصلت إلى تحقيق نمو هائل في الدخل ونمو اقتصادي وازدهار صناعي تحولت معه إلى بؤرة للتطوير التكنولوجي، وصلت معه إلى إطلاق قمر صناعي في إطار عالم الاتصالات، علماً أن راوندا ليس فيها موارد طبيعية، وقد دمرت الحرب الأهلية مقومات اقتصادها وخدماتها، لكنها بعد الإصلاح والتطوير خلقت مصدر دخل يغنيها عن المساعدات، وقضت على البطالة والأمية، وحققت أعلى درجة من الأمن والأمان، جعلها قبلة سياحية، فأُطلق عليها سنغافورة القارة السوداء.
يا "طالبان" التزموا بالإسلام وثوابته مع ما يمليه عليكم مذهبكم الحنفي من أحكام شرعية، لأنه أغنى مذهب فقهي بسبب حكمه أعظم دول الإسلام وترعرعه في أشد عصور الإسلام ازدهاراً، ففيه مقومات بناء الدولة والمجتمع، فطبق واجتهد علماؤه في كل المجتمعات والبيئات والعصور والدول المختلفة، فلا تظلموا الإسلام وتخذلوا مذهب الأحناف بفشلكم في المجال الذي فاز وأبدع فيه غيركم. وأنصحكم أخيراً بالاستفادة من رمز الإصلاح محمد مهاتير والرئيس التركي رجب طيب إردوغان والبعد كل البعد عن المغامرين، ومن ماوتسي تونغ الذي لم تستفزه كل المحاولات الأميركية والروسية للتهور، وعمل بهدوء ليبني قوة الصين الشاملة العظيمة، واجتنبوا مراهقة وتهور تشي غيفارا الذي لم يخلف إلا صوره على قمصان المراهقين.يا طالبان خالفوا ظن أعدائكم بكم.