لم يقف حرّ أغسطس الشديد ووباء كورونا، الذي لا يزال يتفشى في العراق، عائقاً أمام من زاروا مدينة كربلاء المقدسة بأعداد ضخمة، وقصدوا مرقدي الإمام الحسين والعباس، إحياءً لذكرى عاشوراء.

وبدءاً من ليل الأربعاء - الخميس، توافد مئات الآلاف من العراق ودول أخرى مثل الهند وإيران، إلى المدينة التي خيمت على أسواقها ألوان الأسود (لون الحداد)، والأحمر (لون الدماء التي سالت في يوم واقعة كربلاء)، والأخضر (اللون المميز في الجنة).

Ad

وتجمعت حشود هائلة، أمس، داخل مرقدي الإمام الحسين والعباس وخارجهما، على وقع تأدية صلوات وأدعية وقبل ركضة طويريج التي يشارك بها عادة الملايين عند الظهر، مرددين شعارات دينية.

وفي الطريق إلى مداخل كربلاء، انتشرت نقاط تفتيش عديدة، ومنع الدخول إلى المدينة اعتباراً من مساء الأربعاء، لأسباب أمنية، إذ لا يزال العراق يعاني تهديدات أمنية، مع تفجيرات تحدث هنا وهناك بشكل متقطع.

وعلى جوانب طرق المدينة المقدسة، انتشرت محطات إعداد الوجبات التقليدية المؤلفة من اللحوم والحمص والأرز، ووضعت عبوات مياه صغيرة في حاويات تحتوي على الثلج لتقديمها مجاناً للمارة المرهقين من الحر.

ورغم التوصيات باتباع الإجراءات الوقائية، اختفت الكمامات عن وجوه أغلبية الأشخاص، وسط الحشود التي تجمعت قرب ضريح الإمام الحسين، الذي يحيي الشيعة منذ قرون ذكرى استشهاده مع صحبه وعائلته، بمواكب وشعائر تجري في بلدان عدة.

وحذرت السلطات العراقية مراراً، في الأسابيع الأخيرة، من الدخول في موجة وبائية جديدة، في حين تعاني المستشفيات نقصاً عاماً في المعدات العلاجية، بينما يسجل العراق حتى الآن أكثر من مليون و800 ألف إصابــــة، فضــــــلاً عـــــــن أكثــــــر مــــــن 19880 وفــــاةً. ولا تزال حملة التلقيحات ببدايتها، حيث لم يتلق أكثر من 5% من السكان اللقاح حتى الآن. وأكد معاون الأمين العام للعتبة الحسينية أفضل شامي «توفير ما يحتاج إليه الزائر من تعقيم وكذلك الكمامات». وعلى مداخل العتبات، التي أضيئت باللون الأحمر لمناسبة عاشوراء، وضعت معقمات، لكن عددها لا يبدو كافياً أمام العدد الضخم للوافدين.

وفي مراسم عاشوراء بباكستان، قتل 5 على الأقل وأصيب أكثر من 24 بإلقاء قنبلة يدوية على موكب في مدينة بهاولنغر بولاية البنجاب، وأظهرت صور أشخاصا يرقدون في برك من الدماء، والمركبات المصفحة وسيارات الإسعاف تهرع للموقع.

وأسفر الانفجار عن زيادة التوترات في المدينة، حيث خرج أعداد من الشيعة للاحتجاج ومطالبة سلطات باكستان، ذات الأغلبية السنية، التي نشرت الآلاف من أفراد الشرطة والجيش لضمان سلامة المواكب، بالقصاص.