مع تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن أنها لم تتغيّر، وتشكيك روسيا في سيطرتها الكاملة على الأرض الأفغانية، بدا واضحاً أن حركة «طالبان»، التي أعلنت أمس «إمارتها» وحاولت قبل ذلك طمأنة العالم برسائل إيجابية، فشلت في اجتياز أول اختبار حقيقي، إذ تعاملت لليوم الثاني مع الأصوات المعارضة والاحتجاجات بالرصاص، في استئناف لمسار حكمها السابق بين 1996 و2001، والذي شهد فرض قيود صارمة على الجميع وتنظيم إعدامات علنية وتفجير تماثيل والتضييق على النساء.

وفي مواجهة احتجاجات شهدت تمزيق راياتها في مدن عدة، بينها كابول، بمشاركة نسائية للمرة الثانية توالياً، أطلقت «طالبان» النار على متظاهرين يلوحون بالعلم الوطني في مسيرة بمدينة أسد آباد لمناسبة يوم الاستقلال، بعد يوم من مقتل 3 في احتجاج مماثل بمدينة جلال آباد.

Ad

وفي ظل المخاوف الآخذة في الارتفاع بين الأفغان، واستمرار توافد الحشود المذعورة إلى مطار كابول في انتظار الرحيل، شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقابلة بُثت أمس، على أن «طالبان لم تغير معتقداتها الأساسية، وتمر بأزمة وجودية، وعليها أن تقرر إذا كانت تريد أن يعترف المجتمع الدولي بها، مؤكداً أنه لم يستبعد أن يضطر لإبقاء قوات بعد الموعد النهائي للانسحاب المحدد في 31 أغسطس، إذا لم يتم إجلاء جميع الرعايا الأميركيين.

وبعد 4 أيام من سيطرتها على كابول، أعلنت «طالبان» قيام «الإمارة الإسلامية تزامناً مع مرور 102 عام على استقلال أفغانستان»، داعية جميع الأئمة للإشادة بمزايا الحكم الإسلامي مع الدعوة إلى الوحدة.

وعلى الأرض، عبّر النائب الأول للرئيس السابق أمر الله صالح، الذي أعلن نفسه «الرئيس الشرعي» ويحاول حشد معارضة ضد «طالبان»، عن دعمه للاحتجاجات، معتبراً أن أفغانستان كبيرة جداً على حكم الحركة. وفي خطوة تمهد لصراع عسكري، أعلن القيادي أحمد مسعود السير على خطى والده الشهير الراحل أحمد شاه مسعود، في مقال بصحيفة «واشنطن بوست»، بإطلاق «مقاومة المجاهدين» ضد الحركة، طالباً «دعما غربياً من دون تأخير».

في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «طالبان لا تسيطر على كل الأراضي الأفغانية، والمقاومة ضدها تتركز في وادي بنجشير، حيث توجد قوات نائب الرئيس ونجل مسعود»، مشدّداً على أن «طالبان لا تسيطر على كل الأراضي الأفغانية».