نقطة: لا مبدأ ولا حرية!
في أسبوع واحد فقط انكشفت أكبر عملية نصب واحتيال كانت تجري في الكويت خلال السنوات الأخيرة، صحيح أنها كانت عملية مفضوحة، لكن هناك الكثير من السذج أو محبي لعب دور الضحية أو الزوجة المخدوعة أو المصابين بالمازوخية السياسية أو حتى الصادقين المندفعين الذين انطلت عليهم "النصبة" واليوم يصرخون من الذهول وهول المفاجأة!فقد اكتشف هؤلاء الضحايا وبعد تخدير عميق وطويل أن زملاءهم الذين اندفعوا وراءهم وأضاعوا بالأوهام عمراً يركضون خلفهم، لا يرون الديموقراطية واجبة وضرورية في كل الدول العربية والخليجية، والعملية لديهم نسبية حسب تسعيرة الراعي الرسمي، كما أن الحرية والدستور وحقوق الإنسان لا تبدو بذات القيمة والأهمية عندما يتعلق الأمر بعودة طالبان المجد للسيطرة على أفغانستان الحبيبة، ففي حين أن العالم كله يجري إلى الأمام فإن هذه الأمة بفضلهم مكتوب عليها السير للخلف، رضينا بالثبات والثبات لم يرضَ بنا، وفي حين أن غيرنا يوجهون رحلاتهم نحو القمر والكواكب الزميلة فإن جماعتنا العيارين جذلون بتشغيل آلة الزمن والعودة للوراء بانتصار طالبان على الشعب الأفغاني، تاركين مريديهم المنصوب عليهم فاغري الأفواه يضربون كفاً بكف.
لا نلوم النصابين إذا كان الضحايا سذجاً وحمقى، وإن كان بعضهم ما زال يعاني من حالة إنكار، فالعقل السائب يعلم السرقة، والقانون لا يحمي المغفلين حتى في السياسة، وكأن البعض كان بانتظار سقوط كابول لتنكشف الأقنعة أمامه ويعرف حقيقة من يقفون بجانبه، أما مسألة انتقاد الحكومة على انبطاحها للمتشددين العيارين بإزالة تمثال هنا أو هزة وسط هناك، فالأولى أن يسبقه نقد للذات على معاييركم المزدوجة وتحالفكم معهم واندفاعكم وراءهم وتنازلاتكم المستمرة لهم، فهم من يستغلونكم ويستقوون بكم لتمرير أجنداتهم الانتهازية، والحكومة مع الواقف وتخضع للأقوى وتتفاهم معه هرباً من الصداع، وهم أقوى بكم وأنتم تخافون منهم والحكومة تتنازل لصالح أفكارهم والناس يدفعون الثمن وأنتم تلومون الحكومة لأنها رضخت لمطالب حلفائكم المدلسين دعاة الحريات والدستور وحقوق الإنسان وفق مقاييسهم الشرعية في الكويت وبعض الدول، وسحقها في كابول ودول أخرى حسب المصلحة والارتباطات، فلا تلومن إلا أنفسكم على ضعفكم وسوء تقديركم أولاً وأخيراً.