"حضرة الاكرم الافخم حميد الشيم المحب الشيخ حمد المبارك الصباح وكيل حاكم الكويت المحترم...بعد تقديم السلام والسؤال عن شريف خاطركم قد وصلني مكتوباً من وكيل الحكومة الإنكليزية في جوادر قائلا بان النوخذة عثمان بن عبدالعزيز من أهالي الكويت استخدم ثلاثة رجال الذين أسمائهم مذكورة في الحاشية بصفة بحارة في سفينة من كراجي وهم مديونين إلى أحد تجار جوادر. عند وصول سفينة عثمان الى جوادر استخبر التاجر بانه استخدم الرجال، وعليه طلب منهم سد حسابه. عندما رأى ذلك عثمان اعطى تعهد على نفسه كما في الصورة المربوطة بانه ملزوم ان يسلم الرجال المذكورين اليا عند وصولهم الكويت مع اجرة نولهم لترجيعهم الى جوادر لأجل تصفية حسابهم مقابيل ما تعهد به من الديون. وبما ان النوخذة عثمان بن عبدالعزيز لم يجري ذلك بنفسه فأتشرف لالتمس من حضرتكم بان تأمرونه اما انه يدفع لي الطلابات التي عليهم لكي احولها الى جوادر او ان يجلب الي الرجال شخصيا مع اجرة نولهم الى جوادر متى ما اطلبهم منه حتى اعمل ترتيب لارسالهم متى ما أتمكن في احد السفن الذاهبة هناك... وبذلك اكن شاكر فضلكم سلفا ودمتم. 20 ج 1 سنة 1340".
هذا هو نص الرسالة التي أرسلها المعتمد البريطاني في الكويت إلى الشيخ حمد المبارك الصباح وكيل حاكم الكويت، وتتعلق بتفاصيل البحارة الثلاثة من أهل ميناء جوادر الذين ركبوا مع النوخذة عثمان بن عبدالعزيز العثمان في ذلك العام، كما أشرنا في مقال الأسبوع الماضي. وردّ الشيخ حمد في اليوم نفسه على رسالة المعتمد البريطاني، وأبلغه أن النوخذة عثمان لم يصل إلى الكويت بعد، وأنه في حال وصوله فسيتم إبلاغه لمراجعة المعتمدية. وبعد مرور عشرين يوماً، أي بتاريخ 30 جمادى الأولى 1340هـ الموافق 29 يناير 1922م، أرسل الشيخ أحمد الجابر الصباح رسالة إلى المعتمد البريطاني أفاده فيها بأن النوخذة عثمان عاد إلى الكويت، وسلّم للبحارة الثلاثة أجرتهم وبقي على اثنين منهم دين له، وأن النوخذة عثمان على استعداد لتسليمهم للمعتمدية البريطانية في الوقت المناسب لها. وجاء نص رسالة الشيخ أحمد الجابر كما يلي: "بعد السلام والسؤال عن شريف خاطركم دمتم بخير وسرور بعده اشارتا إلى تحريركم رقم 20 جماد اول سنة 1340 نمرة 42 منطرف ثلاثة الرجال الذين ذكرتموهم بحرية نوخذة عثمان بن عبدالعزيز بن عثمان المديونين الى احد تجار جوادر بمبلغ تسعماية وستين ربية، وان النوخذة عثمان اعطى تعهد على نفسه كما هو مقر بالصورة التي قدمتموها بانه ملزوم ان يسلم الرجال المذكورين الى سعادتكم عند وصولهم الكويت مع اجرة نولهم لترجيعهم الى جوادر لاجل تصفية حسابهم ــ النوخذة المذكور وصل الى الكويت وقد حاسب البحرية المذكورين الان وصار الى النوخذة عثمان طلب على سندان وموسى كما هو في القائمة الملفوفة بطيه والبحرية حاظرين ليسلمهم حينما سعادتكم تطلبونهم وكذلك نولهم ومصرفهم الى جوادر وحالا النوخذة واصلكم ينتظر امركم في هؤلاء ودمتم محروسين. 30 جماد 1 1340". في الأسبوع المقبل نستعرض نهاية هذه الحادثة التاريخية.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ: النوخذة «عثمان» يعود إلى الكويت ويصفي حسابه مع بحارة «جوادر»
20-08-2021