«طالبان» تشاور جزار كابول وأخطر إرهابي لتشكيل حكومة
الحركة تجهز نموذجاً غير ديموقراطي لحكم أفغانستان
وسط انشغال العالم بـ «أكثر عمليات الإجلاء صعوبة في التاريخ»؛ سرّعت حركة طالبان تحركها لتثبيت نظامها السياسي، بالتزامن مع وصول رجلها الثاني ورئيس مكتبها السياسي الملا عبدالغني برادر إلى العاصمة الأفغانية كابول قادماً من ولاية قندهار الجنوبية؛ للتشاور حول تشكيل حكومة شاملة جديدة مع قياديين وسياسيين، بينهم أحد أخطر الإرهابيين في العالم وأهم المطلوبين من الولايات المتحدة خليل حقاني، وأحد أشرس أمراء الحرب قلب الدين حكمتيار الملقب بـ«جزار كابول».وبينما تتابع عواصم العالم، سلوك «طالبان» عن كثب، في مسعى لرؤية ما إذا كانت ستمارس السلطة على نحو معتدل، أم ستعود إلى ما كانت عليه قبل 20 عاماً، التقى برادر مع حقاني الذي وعدت واشنطن بمكافأة 5 ملايين دولار مقابل معلومات تسمح باعتقاله، وحكمتيار، الذي دمر كابول خلال الحرب الأهلية (1992-1996)، تزامناً مع لقاءات مماثلة للقائم بأعمال حاكم العاصمة الجديد عبدالرحمن منصور مع الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس مجلس المصالحة عبدالله عبدالله الذي بحث التطورات الحالية وسبل دعم السلام والاستقرار» مع شيوخ القبائل ورجال الدين وممثلي وقادة إقليم بانجشير، الوحيد الذى لم يسقط بأيدي «طالبان».
ومع تصاعد المخاوف من عدم تنفيذ وعودها بالتسامح؛ بعد نشر وثيقة سرية للأمم المتحدة كشفت عن تكثيفها ملاحقة المتعاونين مع القوات الأجنبية، أبدت «طالبان» استعداد «خبراء قانونيين ودينيين في السياسة الخارجية لطرح إطار حكم جديد في الأسابيع القليلة المقبلة»، مبينة أن «نموذجها الجديد للحكم قد لا يكون ديمقراطياً بالتعريف الغربي الدقيق، لكنه سيحمي حقوق الجميع».وفي مطار كابول، تشارك طائرات من العالم بأسره في جسر جوي يقوم منذ الأحد الماضي بإجلاء دبلوماسيين وأجانب وأفغان من مطار كابول، في عمليات وصفها الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها من بين «الأكثر صعوبة في التاريخ».